أتكلم عن نفسي فقط كمواطن عراقي عربي ومسلم بالوراثة لم أختر هويتي القومية والدينية، ولكني حددت موقفي منهما فيما بعد، أطالب بأن يكون رئيس الجمهورية عراقيا مسيحياً ليس شرطا ممن فاز في الأنتخابات المزورة الحالية، علما لابد من الأعتراف و بعيدا عن المثاليات الرومانسية والشعارات.. لايوجد في المجتمعات الشرقية إيمان حقيقي بمبدأ المواطنة والمساواة... ففي هذه المجتمعات من يتصدر الأولوية في الأنتماء هي الأنتماءات: العائلية والعشائرية و** والقومية والحزبية، أما الأنتماء الوطني فهو ضعيف جدا وغير مؤثر في السلوك السياسي للأفراد والجماعات، والمثير للأستهجان ان الموقف الوحيد الذي يظهر فيه الأنتماء الوطني هو في مباراة كرة القدم ومسابقات ستار أكاديمي!
ورغم عدم وجود إيمان حقيقي بمبدأ المواطنة والمساواة.. إلا أنني كمواطن أطالب بشدة ان يكون للعراق رئيسا مسيحيا للأسباب التالية:
- الثقة المطلقة بالمواطن العراقي المسيحي.. فهو طوال تاريخه لم يحمل السلاح ويقتل أبناء شعبه، ولم يتعاون مع المخابرات الروسية والإيرانية والسورية والليبية بقصد التخريب وقتل العراقيين.
- العراقي المسيحي.. سواء كان الكلداني أو الأشوري أو السرياني يتعامل مع العراق من منطلق مشاعر الأبوة المؤسسة لتاريخ هذا البلد، فالحضارة السومرية والبابلية والاشورية... المسيحيون الذين يعيشون اليوم هم أحفادها، واجدادهم طوال آلاف السنين تعبوا وضحوا ودافعوا وبنوا بلاد الرافدين، وكتبوا الحروف الأولى للحضارة الانسانية، ومن منطلق مشاعر الأبوة التاريخية هذه سيكون الرئيس المسيحي هو أحرص من غيره على مصالح العراق.
- العراقي المسيحي ليس لديه مشروع أنفصالي لتقسيم العراق وتمزيقه لغرض أضعافه وتحطيمه تدريجيا بشكل منظم من خلال التغلغل في مؤسسات الدولة تحت ذريعة المحاصصة ومن ثم التآمر من الداخل على العراق، مع العلم أنا أؤيد بشدة وجود وطن مستقل للمسيحيين في العراق بسبب استحالة العيش بحرية وأمان معنا نحن المسلمين.
- العراقي المسيحي سوف لن ينحاز الى أية جهة.. بسبب شعوره بالأبوة التاريخية للعراق، وان هذا الوطن من بناه ونضح العرق والدم من أجله هم أجداده الذين كتبوا تاريخ حضارة بلاد الرافدين.
- ثبت منذ الغزو الأسلامي للعراق ولغاية الآن.. أن العراقي المسيحي كان على الدوام مواطنا مسالما نافعا لوطنه، لم يقم بأي عمل ضد المجتمع والوطن، ولم يرفع السلاح ويقتل أبناء شعبه.
- حينما يتولى عراقي مسيحي منصب رئاسة الجمهورية.. ستكون خطوة رمزية هامة لكسر المناخ الطائفي والقومي السائد في العراق، ويعطي رسالة للمواطن العراقي بأن الأساس في شروط تولي مناصب الدولة هي الكفاءة والنزاهة فقط، وليس المحاصصة والصفقات المشبوهة والأنتماءات ** والقومية.
أن أبناء شعبنا مسيحيو العراق هم قلب العراق الى جانب اخوانهم الصابئة، وهؤلاء آن الأوان ان نعتذر منهم بهذه الخطوة الرمزية عن سنين الاضطهاد والقمع الذي تعرضوا له على يدنا نحن المسلمين منذ أن أستعمرنا العراق ولغاية الوقت الراهن.