الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أمريكا ........إذ تغضب من إسرائيل الثلاثاء 23 مارس 2010 - 19:03
أمريكا ........إذ تغضب من إسرائيل صالح النعامي رغم الصراخ وحالة الحرج التي عصفت بإدارة أوباما إلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختار صب النار على الزيت عندما أعلن بشكل استفزازي إن إسرائيل ستواصل إقامة المشاريع الاستيطانية في القدس بنفس الوتيرة التي تتم فيها حالياً، ليس هذا فحسب بأنه سمح بتدشين كنيس يهودي كبير بالقرب من المسجد الأقصى، رغم الدلالات الواضحة لهذا السلوك. لم يأبه نتنياهو بالتحذيرات التي صدرت من واشنطن ولا من جملة الانذارات التي أرسلها كبار موظفي الإدارة الأمريكية، مع أن أوباما ومستشاريه لم يعترضوا على مبدأ إقامة المشاريع الاستيطانية، بل على توقيت الاعلان عنها الذي جاء في غمرة الحملة الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن وبعيد اعلان الجامعة العربية عن استئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون شروط. لقد تنافست وسائل الإعلام العربية على إبراز ما نشرته الصحف الإسرائيلية من أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون أجرت اتصالاً تليفونياً مع نتنياهو استمر لأكثر من 40 دقيقة، حيث " وبخته "على قرار الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة. لكن نتنياهو تحديداً بعد مكالمة كلنتون لم يصر فقط على مواقفه، بل أنه وجه المزيد من الإهانات لأوباما، وهو يبدو واثقاً أن واشنطن لن تتجاوز الخطابة، ولن تقدم على أي فعل يمثل ضغطاً حقيقياً على إسرائيل، مع العلم أن الولايات المتحدة بإمكانها بسهولة ممارسة الكثير من أشكال الضغط ذات التأثير الكبير والطاغي على إسرائيل. حسناً، وبخت كلنتون نتنياهو، فكيف كان التعبير عن التوبيخ والغضب الأمريكي؟. رغم الإهانة التي وجهت له، فإن نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن الذي أعلن عن البناء في المستوطنات في غمرة زياته لإسرائيل، خرج عن طوره في تحقير نفسه وإدارته عندما تملق نتنياهو قائلاً أنه على الرغم من أنه غير يهودي إلا إنه صهيوني، مذكراً من نسي أنه لعب دوراً مركزياً في جمع التبرعات المالية لدعم إسرائيل منذ إن كان يافعاً. بايدن المهان لم يجد بداً سوى الالتفات لقيادة السلطة ومطالبتها باستئناف المفاوضات رغم القرار الإسرائيلي. وحتى كلنتون الغاضبة سارعت بعد انهاء مكالمتها مع نتنياهو إلى إجراء مقابلة مع شبكة التلفزة الأمريكية " سي أن أن " شددت فيها على أن سلوك نتنياهو لن يؤثر قيد أنملة على طابع العلاقات الإستراتيجية بين تل أبيب وواشنطن، وحتى تدلل على ذلك، فإن كلنتون قد طمأنت قادة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بأن إدارة أوباما لن تكون أقل إلتزاماً بأمن إسرائيل، حيث أعلنت أنها ستتوجه لموسكو لممارسة ضغط غير مسبوق على الروس لإجبارهم على تأييد فرض عقوبات اقتصادية على طهران لوقف برنامجها النووي. فبعد أن تواترت التصريحات الصادرة عن الجنرالات الإسرائيليين الذين يؤكدون أنه ليس بوسع إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية وأن الطريقة المثلى لمواجهة التهديد الإيراني تتمثل في فرض عقوبات إقتصادية ذات تأثير على الجمهورية الاسلامية، نجد أن كلنتون " الغاضبة والموبخة " تتجند بكل قوتها لطمأنة إسرائيل بأن الدبلوماسية الأمريكية يمكن أن تكون بديلاً عن القوة العسكرية الإسرائيلية. ليس هذا فحسب، بل أن جون هولمز مستسار الأمن القومي للرئيس أوباما حرص على الإتصال بنظيره الإسرائيلي عوزي عراد لكي يبلغه إن الإدارة الأمريكية نجحت في تجنيد دول عربية مؤثرة للضغط على الصين للموافقة على فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. أمريكا " الغاضبة " من نتنياهو لم تحرص على حفظ ماء وجه محور الاعتدال العربي عندما سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي لنفي ما صرح به مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلكلوري صائب عريقات الذي قال أن السلطة أبلغت واشنطن اعتزامها عدم استئناف المفاوضات، حيث أكد الناطق أن أحداً من الجانب الفلسطيني لم يبلغها بذلك، ليس هذا فحسب، بل أن سيلفان شالوم وزير ما يعرف بالتعاون الإقليمي في حكومة نتنياهو أحرج " محور الاعتدال " عندما صرح بأن الإدارة الأمريكية أبلغت إسرائيل أن الدول العربية طمأنت واشنطن بأن السلطة الفلسطينية ستعود للمفاوضات بعد أن تهدأ حالة الغضب الشعبي التي تسود الأراضي الفلسطينية بسبب القرار الإسرائيلي. إذن كان نتنياهو واثقاً وهو يطمئن وزراءه بأن الحديث عن أزمة في العلاقات مع الولايات المتحدة في أعقاب قرار البناء في المستوطنات غير صحيح، وأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أقوى من أن يتمكن أحد من المس بها. ولكي يدلل نتنياهو على ما يقول فإنه نوه إلى تعاظم التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل كبير، مشيراً إلى أن ما يعني إسرائيل هو ألا يتم المس بمصالحها التي تعتمد على تعاون الولايات المتحدة. لا يبدو التملق الأمريكي المهين لإسرائيل مستهجناً ليس فقط بسبب طابع العلاقات الخاص بين الجانبين، بل لأن إدارة أوباما معنية بعمل كل ما في وسعها من أجل ضمان احتفاظ الديموقراطيين بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب بعد الانتخابات التكميلية التي ستجرى مطلع العام القادم، وهذا ما يلزمها بمحاولة استرضاء إسرائيل وحلفائها في الولايات المتحدة، وهذا هو أحد أهم أسباب زيارة بايدن لإسرائيل. وبالمناسبة هذا ما يدركه نتنياهو الذي يعتبر خبيراً بخفايا البيئة الأمريكية الداخلية ومتمرس في استغلالها وتوظيفها بشكل حاذق يسمح له بالاستخفاف بالأمريكيين على هذا النحو. </B></I>