الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 499تاريخ التسجيل : 11/06/2010الابراج :
موضوع: نوعان من الخطاة الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 14:35
(( نوعان من الخطاة )) يوجد مبدئيا نوعان من الخطاة : اولئك المعروفون عامة ، السارقون ، الأشرار ، المتكلمون على الغنى ، المستسلمون للشهوات الجسدية ، الحاقدون ، السكيرون ، والذين يعتدون على الآخرين والقاتلون . أنهم اولئك الذين نجدهم في بداية هذا الفصل مجتمعين حول شخص المسيح ، تدفعهم نفوسهم لكي يسمعوه ، آملين أن يلمسوا ولو هدب ثوبه فقط . هؤلاء يعرفون ظلمة الشر والوحدة والانحطاط العميق الذي أحدثته الخطيئة في الانسان . الخطاة الذين من هذا النوع يصلون عادة الى أن يكونوا منهكين من وزر خطاياهم ، ولا يستطيعون أن يتحملوا حتى أنفسهم . اذا كانت الخطيئة جذابة فأن البقاء فيها خانق ، ويقع الانسان في الخطيئة لأنه يريد أن يملك ، أن يتظاهر ويعجب بنفسه ، معتبرا نفسه شيئا عظيما . ولكن بعد كل مرة يرتكب فيها الخطيئة ، يضيق قلبه . فهو يحاول مثل حواء أن يحصل على الثمر راجيا أن يصير مثل الله ، وأن تفتح له تلك الثمرة عينيه حتى يرى كما يرى الله . ولكن في كل مرة لا يجني ألأ الخيبة ، يخطىء الثمرة ، ولا يحصل منها الا على المرارة . من هنا نستطيع أن نفهم لماذا نرى هؤلاء الناس مجتمعين حول يسوع . فمن يجرب ليل الخطيئة ، يترقب الفجر ، مثل الماء بالنسبة للتائه في الصحراء . لقد كان المسيح يدعى صديق الخطأ ( متى 19 : 11 ، لوقا 7 : 34 _ 35 ) وهو الذي كان يبدد ليلهم المظلم ويقصره ، كان يأكل معهم ويقول أنه جاء من أجلهم ، من أجل المرضى وليس من أجل الأصحاء . يوجد نوع آخر من الخطأة ، اولئك المقتنعون أنهم ليسوا خطأة ، وأنهم أبرار ولا يحتاجون الى التوية ، أنهم الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم كاملين , ويجعلون من أنفسهم أسيادا حتى على الله نفسه . الذي بدوره أصبح مجرد شريعة ، نظاما وعادة . باقون على ما هم عليه ، عائشون على نمط واحد محدد مسبقا ، يعتقدون أنفسهم أبرارا ، ومخولين سلطة يدينون بها الاخرين حسب مقاييسهم . أنهم اأشخاص الذين يظنون أنهم خيرين ، وأنهم في شركة مع الجميع ، حتى مع الله . ولكن في الواقع هم معزولون تماما ، ومنغلقون ضمن عقليتهم الخاصة وفي نفسيتهم النرجسية . هؤلاء الأشخاص يظنون أنهم يستطيعون أن يحكموا الله بقدراتهم . أنهم في الواقع جعلوا من الشريعة غطاءا لرذيلتهم ، وجعلوها مسايرة لأرادتهم الخاصة ، جاعلين أنفسهم هكذا قادرين على تطبيقها ، ومطلقين على رذيلتهم هذه تسمية تقوى دينية . في الحقيقة أنهم جعلوا من أنانيتهم صنما وشريعة الدين شيئا ميتا . ليس في الانسان أنغلاق أسوأ من الأنغلاق الديني ، أذ يتبع أرادته الخاصة مع قناعة بأن يتبع أرادة الله . عندما يتمسك الأنسان بشريعة موضوعة من قبلة مقتنعا بأنها من قبل الله ، وداعما رأيه هذا بالمظاهر ، والتبريرات العقلية ، وبعض العلاقات المؤثرة ويصل في الآخر الى أفكار دينية مجردة . أن الأشخاص الموجودين في بداية هذا الفصل ، الواقفين بعيدا ، يتذمرون متهمين المسيح أنه يأكل مع الخطأة ويجلس معهم ، ينتمون الى هذا النوع الأخر . اليهم يوجه المسيح أمثال الرحمة الثلاثة هذه . أنهم بالضبط اولئك الذين يتوكهم الراعي في الصحراء لكي يذهب باحثا عن الخروف الضال . هكذا نجد في العددين الأولين الحقيقة الأنسانية موسومة بالخطيئة ، وبهذين النوعين يمكن أن نعرف كل أنسان .