الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: +++ آلام المسيح وصلبـــــهِ { الحلقة 20 } +++ الأربعاء 21 ديسمبر 2011 - 19:28
الحلقة { 20 } يتبع الحقيقة اللاهوتية السابقة أن جسد المسيح الذي بقي في القبر منفصلاً عن النفس لكن غير منفصل عن الألوهة، لم يصبه أيّ فساد. ننشد في إحدى طروباريات قانون السبت العظيم: "لأن جسدك لم يرَ فساداً أيها السيد ونفسك بحالة غريبة لم تُترَك في الجحيم" (الطروبارية الثانية من الأودية الخامسة). بطريقة غريبة عن الافتراضات البشرية لم يخضع الجسد للفساد ولا تُرِكَت النفس وحيدة في الفردوس، لأن في كِلَي الجسد والنفس كانت الألوهة الفريدة لابن الله وكلمته، بقوة الاتحاد الأقنومي للطبيعتين في المسيح. في تفسيره لهذه الحقيقة، يقول القديس يوحنا الدمشقي أنّ هناك فرق عظيم بين كلمتي " phthora" و "diaphthora" اللتين نعطيهما معاً معنى الفساد. تعني كلمة " phthora" الأهواء غير المُعابة، أي الجوع والعطش والألم، والموت كانفصال للنفس عن الجسد. هذه كانت عند المسيح، لأنّه طوعياً اتّخذ جسداً طاهراً وبسيطاً، لكنه قابل للموت والتجربة، بنيّة التألّم والموت، ذلك لكي يمحو قوة الشيطان. قبل الصليب والقيامة كان الفساد في المسيح. من الإثم القول بأنّ جسد المسيح قبل القيامة كان غير قابل للفساد في هذا المعنى، إذ عندها لن يكون مثل جسدنا، وسوف تكون أسرار التدبير الإلهي، الآلام والصلب، خديعة وتمثيلاً، وبالحقيقة لن يكون خلاصنا ممكناً. من ناحية ثانية، بعد قيامته، نبذ المسيح الفساد أيضاً، ويمكننا الكلام عن جسد غير قابل للفساد، لأنه لم يعد يعطش ولا يجوع... إذاً جسد المسيح كان قابلاً للفساد قبل القيامة وغير فاسد بعدها. تحمل كلمة "diaphthora" معنى الفساد أي انحلال الجسد، بعد رحيل النفس، وتحوّله إلى العناصر التي منها يتكوّن. فالجسد البشري يتكوّن من عدّة عناصر: الماء، الهواء، التراب والنار. عندما تنفصل النفس عن الجسد، يتحوّل الأخير إلى العناصر التي تكوّنه. هذا ما يسمّى الفساد ويظهر من التحلّل والرائحة الكريهة. لكن هذا لم يجرِ لجسد المسيح عند رحيل نفسه. "لم يختبر جسد السيّد هذا الأمر". لم يفسد جسد المسيح ولم ينحلّ لأنّه كان متّحداً بالألوهة. ما يشبه ذلك يحدث أيضاً مع أجساد القديسين. عندما تترك النفس الجسد، تبقى نعمة الله في الرفات، وبالتالي يبقى الكثير منها غير منفسد وفيضاً للطيب (القديس غريغوروس بالاماس). هذا يتمّ في بعض البشر بالنعمة والمشاركة، بينما في المسيح فلأن جسده كان مصدراً للنعمة غير المخلوقة. >> منقول << 21 ـ12 ـ 11