الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10387تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: مسيحيو العراق يحيون عيد الميلاد بالصلاة للسلام الأحد 25 ديسمبر 2011 - 23:20
مسيحيو العراق يحيون عيد الميلاد بالصلاة للسلام
25/12/2011
احتفل مسيحيو العراق صباح الاحد بعيد الميلاد وسط دعوات لاحلال السلام في بلاد قتل فيها قبل ايام العشرات، في هجمات ترافقت مع ازمة سياسية باتت تزيد يوما بعد يوم من حدة التوتر الطائفي.وفي كنيسة سيدتنا للقلب الاقدس في شرق بغداد، تجمع مئات المصلين للمشاركة في قداس صباحي استمر لحوالى ساعة ونصف الساعة، وهو واحد من ثلاثة تجمعات دينية تنظمها الكنيسة لمناسبة عيد الميلاد. وخارج الكنيسة، كانت ست سيارات للشرطة وآلية للجيش تؤمن الحماية للمصلين، الى جانب العديد من افراد الشرطة الذين ظلوا يجوبون الشارع المقابل لمكان التجمع طول فترة القداس بينما انتشر عناصر آخرون من الشرطة على سطح الكنيسة. وقال اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني لوكالة فرانس برس ان "المؤمنين المسيحيين لديهم مخاوف ككل العراقيين". واوضح "هم يشعرون بان السلام مفقود، وكذلك الامن، لذا فانهم يتوجهون الى حيث يستطيعون العيش بسلام". وتابع "لا نوافق على ذلك ولا نريدهم ان يغادروا، لكنهم يقولون لنا: اذا قررنا عدم الذهاب، فهل تضمنون لنا سلامتنا؟ وعملنا؟ ومستقبلنا؟". وقال وردوني "نحن لا نستطيع ان نضمن سلامتنا، فكيف نضمن سلامتهم؟ الحكومة ايضا لا تستطيع ان تضمن سلامتهم، فكيف نضمن نحن سلامتهم؟ هذه هي المعضلة الاساسية". ووصف الهجرة بانها "مرض مؤذ جدا، ومعد ايضا". وذكر الاسقف انه يريد لابرشيته "ان تصلي لكل العراق حتى يصبح اكثر هدوءا واكثر سلاما واكثر اختلاطا وتحاورا بين السنة والشيعة والمسيحيين". والغى وردوني قداسا كان من المفترض ان يبدا عند منتصف ليل السبت الاحد، وذلك بسبب المخاوف الامنية بعد تفجيرات الخميس التي قتل فيها 60 شخصا في انحاء بغداد، في اسوأ هجوم منذ آب/اغسطس حين قتل 78 شخصا في يوم واحد بتفجيرات متفرقة. وبعكس السنوات الماضية، لم يبث المسجد القريب من الكنيسة آيات قرآنية عبر مكبراته الصوتية خلال القداس. وقالت الصيدلانية نبراس نعمة (30 عاما) "جئنا الى هنا والخوف يعترينا، الا اننا نقوم بواجب لا مفر منه". واضافت "لا نريد ان تفرغ الكنائس من مصليها بسبب الخوف"، مشيرة الى انها لا تتمنى مغادرة العراق الا ان "العنف المستمر والوضع الامني السيء قد يجبرني على ذلك". وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) حيث يتواجد عدد كبير من المسيحيين، الغيت ايضا القداديس التي كان من المفترض ان تنعقد عند منتصف الليل. وقال رئيس اساقفة كركوك والسليمانية (شمال) للمسيحيين الكلدان المطران لويس ساكو لفرانس برس "نحن قلقون من الوضع الامني". وبلغت اعداد المسيحيين في العراق حوالى مليون نسمة قبيل 2003، الا انها تراجعت اليوم وتدنت الى حوالى 400 الف نسمة يتوزعون خصوصا على المحافظات الشمالية والعاصمة بغداد، وفقا لارقام الكنائس ومراكز الابحاث. وتعرض المسيحيون خلال السنوات الماضية الى عدة هجمات دامية. ويقول ساكو ان 57 من بين نحو 170 كنيسة ودار عبادة استهدفت في العراق منذ 2003 وحتى اليوم، فيما ادت هذه الهجمات الى مقتل 905 مسيحيين واصابة اكثر من ستة آلاف بجروح. وقتل في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي 44 شخصا في عملية تفجير نفذها تنظيم القاعدة في كاتدرائية في بغداد، في اكبر اعتداء على المسيحيين في العراق حمل المئات منهم على الرحيل. كما تعرضت كنيسة وردوني الى هجوم بسيارة مفخخة كان يقودها انتحاري في 12 تموز/يوليو 2009، ما ادى الى مقتل اربعة واصابة 21 بجروح. وياتي الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام بعد ايام من اكمال القوات الاميركية انسحابها الكامل من البلاد، في ظل صراع مسلح دام مستمر منذ نحو تسع سنوات قتل فيه عشرات الآلاف وشهد بين عامي 2006 و2007 حربا طائفية بين السنة الشيعة حصدت ارواح الآلاف. ويشكك مسؤولون عراقيون واميركيون في قدرة القوات الامنية العراقية على حماية حدود البلاد خصوصا الجوية رغم انهم يقرون بان عمل هذه القوات شهد تحسنا على صعيد الوضع الداخلي حيث انخفضت معدلات العنف خلال السنوات الماضية. وتركت القوات الاميركية العراق بعد ساعات من انزلاق البلاد نحو ازمة سياسية مستجدة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس السني طارق الهاشمي، باتت تهدد التوافق السياسي الهش الذي استندت اليه عملية تشكيل الحكومة قبل عام، وترفع من حدة التوتر الطائفي في البلاد.