دندنة فوق المذبح ـ الحلقة الرابعة ـ الأب سعيد بلّو
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7040مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: دندنة فوق المذبح ـ الحلقة الرابعة ـ الأب سعيد بلّو الأحد 1 يناير 2012 - 15:59
دندنة فوق المذبح - الحلقة الرابعة -
الأب سعيد بلّو
أعودُ للتنقيب في المناجم علّني أعثر على الماسّة المفقودة
"الويلُ لمن تأتي على يده الشكوك، خيرٌ له أن يعلّق حجر الرحى في عنقه ويُلقى في البحر..." (لوقا 17: 1-2)
قرأتُ في نهاية الثمانينات إجابة الحَبر الجليل مار إبراهيم إبراهيم حول الصفات التي يقتضي أن يتمتّع بها الأسقف حتى يُنتَخَب للسدة البطريركية وسمّاها تسعة شروط، ذكرها في نشرة نجم الكلدان لأبرشية مار توما الكلدانية الكاثوليكية في أمريكا. وأودّ هنا أن أشير فقط إلى أحد الشروط الأساسية وهو السعي في حياته الكهنوتية والأسقفية إلى الوحدة مع كنيسة المشرق.
وفي سبيل المثال لا الحصر، هناك كهنة رُشِّحوا للدرجة الأسقفية يعارضون وبكلمات غير لائقة أبناءنا وبناتنا لإقترانهم بالزواج المقدس مع أمثالهم من الكنيسة الشرقية.
شتّان ما بين مَن يسعى للوحدة بالمحبة ومن يرميها بسهام الحقد والإنشقاق!...
ومن أبرز الشكوك التي يعلو صداها عبر العالم أن ينتخب السينودس البطريركي الكلداني مطارنة بعيدين جداً عن تحلّيهم بالصفات التي تؤهِّلهم للأسقفية منها أن يكون:
وكم يستغل مَن يهوى ويسعى للإساءة إلى طائفتنا قائلاً: كيف يسوغ إنتخاب كهنة لهذه الدرجة السامية وأهم وصايا الـله التي سأشير إليها أدناه لا يحترمونها.
وأين هُم مِن الطاعة لإرادة الـله وللرؤساء لا يطيعون عِلماً بأنه عند رسامة الكاهن جاثياً قُدّام مذبح الرب يُعلِن أمام الملأ تلك الطاعة مدى الحياة. وكذلك الأسقف يُعبِّر في رسامته أن يسلك في الطاعة بأمانة للپاپا خليفة القديس بطرس حارس الطاعة للمسيح. ويقول الپاپا بندكتس المالك سعيداً: "ما مِن أحد يستطيع حقاً أن يرعى قطيع المسيح إذا لم يعِش طاعة عميقة وحقيقية للمسيح والكنيسة."
وأنا غارِقٌ في تأمُّلٍ عميق بصورة الراعي الصالح مُستلهِماً أنوار إرادته للصَلاح، فإذا به يرنو إليَّ شزراً مردِّداً ما قاله للشاب الغني:
"لقد قلت إذا أردت أن تدخل الحياة فإعمل بالوصايا..." (متى 17:19-19)
لا تقتل: وكم من الناس يقتلون بنيّاتهم الشريرة!! وبالإجهاض!..
لا تزنِ: وبعضهم يُبرِّر الزِنى لنفسه.
لا تسرق: ومنهم من يُحلِّل لنفسه ولأهله سرقة بيت المقدس.
لا تشتهِ إمرأة غيرك: والكل يُلقون اللوم بذلك ظُلماً على النساء.
أكرِم أباك وأمك: ولسان حال البعض يقول: نسرق أموال الكنيسة ونعطيها لهم. ماذا تريد أكثر من هذا الإكرام؟..
أحبّ قريبك كنفسك: وينبري الفرّيسي قائلاً: لماذا لا يفعل قريبي أولاً خاصة وأنا أفني حياتي في خدمته؟..
وعلى ضوء ما جاء أعلاه هناك من يعرف الحقيقة، لكن لغرضٍ في نفسه يتمرّد بالكبرياء ولا يهمّه أن يكون حجر عثرة. وهناك من لا يعرف الحقيقة فيلتجئ إلى الكلام الباطل. ويقول الشاعر:
"إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمُصيبةُ أعظم"
وفي كلتا الحالتين فإن الضرر ولو في الظاهر وللإغرار بالمؤمنين البُسطاء يعتقد أنه يصيب بعض المخلصين في كرم الرب لكنه بالواقع يصيب الكنيسة جمعاء ومن ثمّة يصيبهم أيضاً لأنهم أبناء وبنات هذه الكنيسة.
وسمعت صوت الرب يُردِّد ما قاله للفرّيسيين:
"تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلين يدخلون." (متى 13:23) وخيرٌ لمن يجري على يده الشكوك أن يلتجئ إلى دير للتوبة قبل أن يُعلّق حجر الرحى في عنقه.
دندنة فوق المذبح ـ الحلقة الرابعة ـ الأب سعيد بلّو