الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ||| ايران : مكتب زواج المتعــــــة ... ||| الإثنين 2 يناير 2012 - 20:30
مكاتب زواج المتعة.. البوابة الجديـــــدة لتصدير الثورة الإيرانية أحابيل لاختراق الأمن الاجتمــــــــــــــــاعي للدول العربية مصطفى أبو عمشة - جدة ..........................
تناقلت مصادر إعلامية إيرانية مؤخرًا أنباء، وجود مكاتب إيرانية تسعى إلى توثيق عقود زواج دائم ومؤقت «زواج المتعة» من قبل الراغبين في ذلك، حيث يتم دفع أجر مالي لها وتسلم مواصفات شخصية للراغبين بالزواج، إضافة إلى تحديد مواصفات الزوجة الدائمة أو المؤقتة التي يراها الشخص مناسبة لأن تكون شريكة حياته، وأثار نشاط هذه المكاتب موجة من الجدل بين السياسيين والشرعيين والمفكرين بين كلا الطرفين الإيراني-العربي، فهل تتخفى أهداف سياسية وراء هذه الخطوة، أم أنّ هدفها لا يتجاوز الربح المادي؟ البعض يرى أنّ إيران تهدف إلى تقليل انتشار الفساد في المجتمع الإيراني والتأكيد على أنّ زواج المتعة هو الحل لتنظيم العلاقات الراهنة بإضفاء صفة الشرعية عليها، لكنّ ثمة تساؤل يلوح في الأفق يدور حول تأثير هذا النوع من الزواج في السلم الأمني الاجتماعي في الخليج والعالم العربي إذا ما تمّ فعلًا، بعد تزايد دعوات مختلفة في عدد من دول الخليج والدول العربية، بين أوساط الشباب العربي تدعوه للارتباط بعلاقات زوجية من فتيات إيرانيات؟ (الرسالة) تعرض الموضوع على العلماء وأهل الاختصاص لإجلاء حقيقة في التحقيق التالي: يرى الكاتب والمفكر الإسلامي، الدكتور محمد الهرفي، أنّ هذا النوع من الزواج وإن كان مباحًا عند الاخوة الشيعة فإنّه لا يجوز في الشريعة الإسلامية، فهو مثل أنواع الزيجات الأخرى كزواج المسيار والمسفار والذي يبدو فيه أنّ فيه نوعًا من الخدعة للمرأة، وعدم الاستقرار في الحياة الزوجية، حيث يعدّ من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أنّه إن صح وجود مثل هذه المكاتب في البلاد العربية والتي تعمل على ترويج الزواج من فتيات إيرانيات فهي محاولة لجرّ الشباب إلى مثل هذه الأنواع من الزيجات والتي تغلب عليها الطابع التجاري لأنّهم لا يعملون بدون مقابل، ويقومون بالترويج لذلك بكل أنواع الوسائل والسبل الممكنة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح المادي، وهذا الشيء يجعل أصحاب هذه المكاتب يهدفون لإغراء مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات لأنّه لا يعدّ زواجًا بحد ذاته ولكنّه أقرب إلى الزنا والذي قد يجر كثيرًا من الأضرار المادية والجسدية، موضحًا أنّ الشخص الذي يتزوج لعدة أيام لا يهمه أصلًا صلاح المرأة أو فسادها أو تكوين أسرة منها، حيث انّ جلّ تفكيره منصب على قضاء شهوته وتفريغها. شدد الهرفي على أنّ هذا النوع من الزواج سيؤثر في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، حتى وإن كان ذلك الزواج دائمًا فإنّه سيقود إلى مشكلة أكبر وهي وجود أعداد كبيرة من الفتيات العوانس، مشيرًا إلى أنّ الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج لن تسمح بمثل هذه النوع من الزواج نظرًا لغلبة الطابع التجاري عليه ومساهمته في إفساد المجتمعات والذي يعاني في طبيعته من فساد كبير وهذا الأمر يؤدي إلى إفساده بشكل أكبر من الفساد المستشري، منوهًا بأنّ مسألة زواج المتعة ليس لها علاقة بإيران كدولة، لأنّه عند المذهب الشيعي مباح ولكن ليس على إطلاقه فهم يضعون شروطًا له، مبينًا عدم وجود مؤامرة من الحكومة الإيرانية ضد المجتمع العربي كما يزعم البعض، فإيران لن تجبر أحدًا على مثل هذا النوع من الزواج الذي هو موجود في دول أخرى، مؤكدًا أنّ وجود الوعي الاجتماعي والثقافي لدى فئة الشباب سيؤدي إلى عدم اكتراثهم بمثل هذه النوعية من الزيجات لأنّه حتمًا لن يكتب له النجاح. بيوت العفة من جانبه لا يجد الباحث والمفكر الإسلامي الأستاذ محمد أسعد التميمي أي غرابة من مثل هذا الأمر قائلًا: «وأين مكان العجب والغرابة في هذا الأمر، فزواج المتعة من أركان المذهب الشيعي وقد وضعوا كثيرًا من الأحاديث على لسان الأئمة، والأئمة منها براء تتحدث عن فضل زواج المتعة، وأنّ من لا يتمتع لا يدخل الجنة، وأنّ من أكثر من المتعة زادت منزلته في الجنة، وهناك في إيران منذ زمن بعيد بيوت تسمى «بيوت العفة» يتم فيها ممارسة زواج المتعة، فكل «بيوت البغاء» في عهد الشاه تحولت إلى «بيوت عفة»، وانتشار زواج المتعة في إيران أدى إلى انتشار ظاهرة المواليد غير الشرعيين واللقطاء بشكل كبير جدًا، مشددًا على أنّ هذا الأمر أدى إلى ازدياد الفساد، حيث انّ الدعارة صارت تغطى بزواج المتعة، فكل رجل وامرأة يريدان ممارسة الجنس بمقابل أو غير مقابل يذهبان إلى بيوت العفة المختصة بزواج المتعة وبذلك يحميان نفسيهما من المسائلة القانونية. وأوضح التميمي أنّه توجد في بعض الدول العربية كثير من أبناء الطائفة الشيعية من أصول إيرانية يمارسون زواج المتعة حسب معتقداتهم، ملمحًا على أنّ انتشار هذا النوع من الزواج الباطل شرعًا وخلقًا وقانونًا في الخليج حتمًا سيؤثر في السلم الاجتماعي وخصوصًا إذا ما سمح به لغير الشيعة، وهذا سينشر أيضًا الأمراض الجنسية الخطيرة مثل: الايدز حيث انّ هذا المرض ينتشر بكثرة بين من يمارسون هذا الفعل المشين ويؤدي إلى انتشار المواليد غير الشرعيين، مشيرًا إلى أنّ إيران احتلت المرتبة الثالثة أو الرابعة في انتشار هذا المرض نتيجة هذا الزواج. إيرن والتقية من جهته عبر رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية الدكتور مهند العزاوي أنّه ليس غريبًا أن تمارس مؤسسات إيرانية تدمير القيم الإسلامية والعربية معًا وكونها تركب موجة التشيع وإباحة المحظورات والممنوعات بغية تمزيق المجتمع العربي الإسلامي، وتعمل على نشر الفساد والرذيلة وتجعل من مجتمعاتنا أسيرة الشهوة والمال ليسهل اختراقها وتمزيق وحدتها الوطنية وقيمها الإسلامية، مشيرًا إلى تنادي إيران بدين جديد مبني على البدع وعبادة البشر بدلًا من كتاب الله وسنة رسوله ونحن نعلم أنّ الدين الإسلامي دخل إلى بلاد فارس بقوة الإسلام، وكون إيران تمارس التقية فإنّها اتخذت من التشيع وسيلة محورية لتفكيك الإسلام والمجتمعات العربية الإسلامية وعبر التاريخ استخدمت إيران النساء في اختراقها الدوائر القريبة من صنع القرار والتأثير وبذلك هو منهج يؤطر بطابع فتوى ويجنون منه أموالًا وأتباعًا وبذلك يستهدفون قيمنا ومجتمعاتنا. وحول تأثير مثل هذا النوع من الزواج في السلم الأمني الاجتماعي في الخليج والعالم العربي، يرى العزاوي أنّ استهداف الشباب وهم الشريحة التي لا تزال غير مرتبطة بالأجيال السابقة نظرًا لابتعاد الدولة عن مهامها الإرشادية والثقافية وتطور وسائل الاتصال وكذلك الغزو الإيراني عبر السياحة والمال والديموغرافيا المهاجرة، التي تعدّ الخليج ومصر من أبرز الأهداف الاستراتيجية لإيران وتعمل على إزاحة كلتا الكتلتين لتنفرد بالعالم الإسلامي تحت يافطة التشيع العابر للحدود والقيم الإسلامية. ربط المجتمعات بدوره أكد الخبير الاجتماعي والمأذون الشرعي لعقود الأنكحة الأستاذ ربيع الشنبري، أنّ إيران تهدف من خلال المكاتب الترويجية للزواج من نساء إيرانيات سواء كان هذا الزواج متعة أو زواجًا دائمًا إلى ترويج ونشر المذهب «الاثنا عشرية»، منوهًا إلى وجود أهداف أخرى تسعى لها الحكومة الإيرانية وتتمثل في نشر الفساد في المجتمعات العربية والحقد الذي تكنه عليها، إضافة إلى مساعيهم لربط المجتمعات العربية بالإيرانية من الناحية الاجتماعية وذلك ليسهل عليهم نشر أفكارهم من خلال تشجيع هذا النوع من الزيجات وتكوين أجيال مرتبطة تدين بالولاء للنظام والمرجعيات الدينية في إيران. وفي السياق ذاته أكد الأستاذ عوض العبدان، أنّ لدى إيران مشروع سياسي كبير تريد من خلاله إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية من جديد وهذه الإمبراطورية التي انتهت بدخول الإسلام إليها، ولما كان العرب هم من أدخل الإسلام إلى هذه الإمبراطورية وهم من قضى عليها، فمنذ ذلك الوقت وهم يحملون حقدًا كبيرًا على كل ما هو عربي ولا يستثنون أحدًا بل انّهم يكرهون حتى عملائهم ومرتزقتهم الذين يحركوهم كما شاءوا لذلك فانّ إيران اليوم تقوم بكل ما تستطيع به للانتقام من العرب، فهي حاولت جاهدة خلق الفتنة والتفرقة بين المسلمين، منوهًا على أنّها لا تستطيع علنًا البوح بنياتها الفارسية «الزرادشتية» فإنّها اتخذت من المذهب غطاءً لعملها الجديد وأصبحت بين ليلة وضحاها راعية المذهب في العالم ولو راجعنا كل عملها لوجدنا أنّ أصحاب المذهب هم أكثر المتضررين من إيران ولكن بعضهم ما زال في طغيانهم يعبثون، مشيرًا إلى أنّه ومن بين الأشياء التي يريدون من خلالها الانتقام من العرب هو زواج المتعة وهو أمر يهدفون من خلاله تفسيخ العائلة العراقية وبثّ الدعارة بين المجتمع العربي رغم أنّ عاداتنا وتقاليدنا وديننا لا يسمح بذلك ولكنهم دائمًا يبوحون ما نهى الله عنه وبفتاوى شرعية ولكون كل ممنوع مرغوب فإنّهم يحاولون تحليل كل ما حرمه الله من اجل التعاطف معهم كما فعل مسيلمة الكذاب عندما قال: «انّ محمدًا يحرم عليكم الخمر وأنا أحلله عليكم»، فهم لا يختلفون عن مسيلمة الكذاب بشيء. قمة الانحطاط وحذر العبدان من مثل هذا النوع من الزيجات الذي سيعمل على تفسخ الأسرة وتضيع النسب وتؤدي إلى حصول مشكلات كبيرة في المجتمع وبخاصة في مجتمعنا العربي الذي يرفض هذه الأعمال، مستغربًا في الوقت نفسه كيف بأحدنا أن يتصور أنّ أخته قد تزوجت لمدة ساعتين من شخص لا تعرفه وبدون علم أهلها ثمّ بعد فترة تتزوج آخرًا وآخر إلى ما لا نهاية، هذه العملية هي قمة في الانحطاط الأخلاقي. ويوضح العبدان قائلًا: «دائمًا عندما تحاول كسب شخص لك فانّك تقدم له إغراءات وتكون أحيانًا هذه الإغراءات مالية أو معنوية وأما الإيرانيون فإنّهم يقدمون إغراءات أخلاقية فهم لا يهمهم أن يكون مجتمعهم غير منظم أخلاقيًا ولا يهمهم أن يكون الإسلام بنفس الوصف وكل ما يهمهم أنّهم من خلال هذا الأمر يكونون قد فتحوا منفذا للدخول إلى العرب والانتقام منهم وأنا لا اعتقد أن هناك دولة او منظمة أو قومية أو جهة بالعالم تكره العرب كما هو الحال لدى إيران، فإيران تكره العرب وكل ما ينتسب إلى العرب». وعلى الصعيد نفسه يصف الباحث في الشؤون السياسية صالح الحربي هذه الخطوة التي تقوم بها المكاتب الترويجية بالأمر الخطير والتي تسعى لترويج الزواج من فتيات إيرانيات، مبررًا ذلك بأنّ هذه التحركات قائمة على نشر الشبهات والشهوات فإذا ما تمت فإنّها في المجتمع العربي قد تجره إلى التشيع الذي انتشر بشكل كبير في شمال أفريقيا لكنّ عاصفته قد هدأت بعض الشيء في الآونة الأخيرة، موضحًا أنّ هذه المساعي لا تهدف إلى بناء أسرة حقيقة بل إلى تشويه عقيدة وفكر الشاب العربي وجره إلى شهواته عبر الزواج المؤقت بهذه الطريقة، موضحًا أنّ زواج المتعة لا يهدف إلى تكوين أسرة مسلمة نموذجية، مبديًا استغرابه من المبررات التي يسوقها البعض والتي ترى أنّ تشجيع الزواج والثقافة الفارسية بين أوساط العرب ستؤدي إلى تخفيف الفتيل المشتعل الحاصل بين الطرفين. ويؤكدّ الحربي أنّ الدول العربية لن تسمح بتوثيق مثل هذا النوع من الزواج في المحاكم القانونية والشرعية، وبالتالي لن يكون هناك آثار وأضرار كبيرة من وراء هذه التحركات، أما بخصوص الزواج الدائم والتي تسعى له المكاتب الترويجية أيضًا فيعلّق الحربي قائلًا: «إذا ثبت فعلًا وجود حالات زواج دائم بين شاب عربي وفتاة إيرانية فإنّه سينتج تقارب فعلي وحقيقي بين الطرفين، لكنّه بطبيعة الحال لن يتم، لأنّ الحكومة الإيرانية لن تهدف من وراء هذه الخطوة التقارب بل لمحاولة تعزيز الروابط الاجتماعية بين الخليج وإيران والعمل على إدخال العائلات الإيرانية للخليج وبالتالي سيكونون بمثابة الستار ليعبروا وينفذوا بهم شيئًا آخر». من جانبه أوضح المحلل والخبير السياسي، الدكتور فيصل زيدان، أنّ الترابط الثقافي بين العرب وإيران كبير جدًا يعود من أيام الفتوحات الإسلامية وتحديدًا أيام الدولة العباسية، وإذا أردنا أن نبحث عن التأثيرات العلمية بين الطرفين فإن إيران أثرت في العالم العربي في تاريخ العلاقة بينهما والعكس صحيح، منوهًا بأنّ الخطورة بدأت تكمن بعد قيام الثورة الإيرانية ومحاولة تصدير فكر «الاثنا عشرية» للعالم العربي، أما ما يخص الثقافة والحركة العلمية فنراها موجودة منذ القرون الأولى وحتى هذه اللحظة ممثلة بالكتب الأدبية والفلسفية وغيرها. ويقلل زيدان من خطورة «المكاتب الترويجية» التي تدعو للزواج من المرأة الإيرانية قائلًا: «نحن لا نخاف منهم، وتأثيرنا فيهم أكبر من تأثيرهم فينا، أما إذا كان المقصود من جراء هذه الخطوة تصدير فكر الثورة الإيرانية للعالم العربي ومحاولة الهيمنة على الدول العربية، خصوصًا الدول المجاورة لها فهذا حال آخر»، موضحًا أنّ حجم التأثير من جراء هذا النوع من الزواج سيكون قليلًا وليس كبيرًا، والدليل على ذلك وجود جالية إيرانية كبيرة في السعودية تنتمي إلى الدولة التي تعيش فيها ولم تتأثر بالفكر السياسي للحكومة الإيرانية، مشيرًا الى أنّ تأثير علاقات الزواج الحاصلة بين العرب والإيرانيين سيكون تأثيرها الأساسي خاضعًا لسياسة البلد الذي يعيش فيها الزوجان، أما زواج المتعة فإنّه لن يكون له أي تأثير في المجتمع الخليجي لأنّ هذا الزواج لا يخضع للمعاير الشرعية والقانونية في هذه المجتمعات. تصدي الثورة وأكد مسؤول المكتب الإعلامي لمنظمة التحرير الأحوازية «حزم» الأستاذ عادل السويدي أنّ الأمر لا يقتصر فقط على صعيد زواج المتعة، بل الأمر يتعدى إلى موضوع الزواج العادي الذي اعتمدته إيران «الفارسية» منذ زمن الشاه والخميني ولا يزال هو الذي يغذي الهدف السياسي التوسعي الإيراني في المنطقة العربية، فالتجربة الخليجية والعراقية واللبنانية هي خير دليل على التواجد الإيراني العميق فيها، فهنالك زواج مع الكويتيين والبحرينيين والإماراتيين بدأ منذ خمسينيات القرن المنصرم، مما أدى إلى قيام المتزوج الخليجي أن يأتي بإخوان وأقارب الزوجة الفارسية ومن ثم حصولهم على حق الإقامة في هذه الدول ثمّ أصبحوا بعد ذلك أصحاب رؤوس أموال، وارتبطوا بعلاقات زواج مع مواطني دول مجلس التعاون والعكس صحيح، منوهًا بأنّ الولاء القومي الفارسي كان يتغذى حكوميًا، وهو أقوى من ثقافة ووعي الخليجي في تلك الآونة. فأبناء الخليج العربي لم يكونوا ملمين بالأهداف السياسية الكبيرة ومن ذلك التزاوج المنهجي الذي كانت تقوم به المخابرات الإيرانية بأفراد ومجاميع للمواطنين الخليجيين والعمل ذاته كان يتوسع أيضًا باتجاه العراق ولبنان وأيضًا في دول عربية أخرى، قريبة وبعيدة منها مصر. استغلال الجميلات وأضاف: «ولو القينا الضوء على مرحلة حرب الخليج الثانية ودخول العراق للكويت فإنّ ذلك قد رحبت به إيران وبدأت تنشر أعوانها وتمويلها وأموالها باتجاه دول الخليج العربي أضعاف ما كانت سابقًا، لذلك فإنّ مرحلة التسعينيات ولغاية العام 2003 كانت إيران قد قامت بتزويج الفارسيات الجميلات في الخليج العربي وفي دول عربية كثيرة، علمًا بأنّ سفارات دول الخليج العربي كانت الأكثر استهدافًا من غيرها من السفارات في طهران والتي تحاول فيها المخابرات الإيرانية توريط رجالها بأعمال منافية للأخلاق عبر إرسال الفارسيات الجميلات إلى داخل تلك السفارات سرًا، أو حتى إلى خارجها»، مؤكدًا أنّ هذا الأمر تطور بعد الاحتلال الأمريكي - الإيراني للعراق وبرزت رؤية المشروع الفارسي الصفوي بشكل أوضح مما سبق وخرجت الأمور من السرية إلى العلنية فسيرت إيران المومسات باتجاه الخليج العربي وبشكل أخصّ إلى فنادق الخمسة نجوم ونجم واحد أيضًا في عدد من دول الخليج ضمن إطار غير رسمي، موضحًا أنّ المشكلات الاجتماعية الخانقة التي كانت ولا تزال تواجهها إيران في داخلها تعمل على تصديرها واستثمارها سياسيًا إلى دول الخليج العربي. وأوضح السويدي أنّ جغرافيا إيران القريبة جدًا من دول الخليج العربي تجعل لها أهدافًا استراتيجية كبيرة تتمثل في تصدير الثورة وفي محاولة احتلال هذه الدول التي لا تعترف بها إيران في تصريحاتها الرسمية في الداخل وفي المنفى وتصف إيران عبر وسائل إعلامها الأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربي بـ المشايخ الأعراب في دويلات الخليج الفارسي وغيرها من التصريحات والكتابات اليومية الرسمية، موضحًا أنّ من ضمن أساليبها والتي تعمل من خلالها على تصدير فكر الثورة هو اعتماد زواج المتعة وتمّ تجريبه قديمًا بشكل سري ولكنّه ظلّ سائرًا متراكمًا ومراقبًا من قبل أجهزة النظام الفارسي الصفوي وبناءً على تجربة السويدي مع الإيرانيين الفارسيين، فإنّه يؤكدّ أنّ الفارسية مبرمجة وقوية في استمالة بيتها وزوجها العربي وفي أن ينقلب فكرًا وتفكيرًا ولسانًا بالعقل الفارسي حينها الأطفال سيتحدثون الفارسية لأنّ المرأة الفارسية قوية وجميلة ومسيطرة بطبيعة حال الثقافة الفارسية المتعالية وغير المتسامحة والتي تعتبر العربي متخلفًا وقاصرًا، وهي ثقافة تعكس النيات الأساسية للنظام السياسي الحاكم في إيران قديمًا وحاضرًا وستبقى هذه الثقافة موجودة إلى وقت طويل. وحول رؤية البعض من أنّ إيران تهدف من وراء هذه الخطوة التقليل من انتشار الفساد في المجتمع الإيراني وذلك عبر إعطاء زواج المتعة صبغة قانونية تسهم في تنظيم العلاقات بين الطرفين ردّ السويدي قائلًا: «ربما يكون قصد نظام الملالي بالداخل عبر هذا الزواج التخفيف من مشكلاتها الاجتماعية والفساد المنتشر بشكل هائل في المجتمع الفارسي، ولكنّه خارجيًا يتم استثماره سياسيًا وتوريط جهات عربية عبر تسجيل أفلام الجنس من حيث لا يشعر هذا التاجر أو الدبلوماسي»، موضحًا أنّ زواج المتعة قد تعددت مراحل أخرى منه وهي متواجدة منذ أكثر من عشرين عامًا، ولكنّ المقاصد السياسية هي التي جعلت النظام الإيراني والسوري أيضًا يهتمون في هذا المجال، فإيران عملت على «أيرنت» العراق وسوريا وبعض الشيء لبنان وغيرها العربية عبر هذا الأسلوب. وعن تأثير زواج المتعة في السلم الأمني الاجتماعي في الخليج والعالم العربي أكد السويدي أنّ باستطاعة دول الخليج العربي المحاولة في تقليص سلبيات هذا العمل الفارسي الممنهج وذلك عبر برامج توعوية تشرح إلى خطورة اصطياد الإيرانيين للشباب الخليجي إن كان في إيران نفسها أو في بعض الدول الخليجية، وأيضًا من خلال التنويه على خطورة الزواج من الفتيات الفارسيات، مشددًا على ضرورة ترغيب الشباب العربي بالفتيات العربيات والتقليل من أسعار كلفة الزواج وطلبات أهالي الزوجات والتي تعدّ مصارف خيالية يهرب منها الشاب الخليجي لتلك الفتيات، وتصبح حينها الفتاة الخليجية وسيلة سهلة للعنوسة او للانحراف. مواقف سياسية وأوضح الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي بالأحواز، الدكتور محمود أحمد الأحوازي، أنّ موضوع زواج المتعة يعتبر احد المواقف السياسية وليس الدينية الشيعية، فهو فكرة صفوية بحد ذاتها وجاءت من الصفويين والدليل على ذلك مع كثرة الشيعة في العراق والتشيع في منطقة الأحواز والذي كان يصل إلى 90 بالمائة، والآن قد تغير كثيرًا باتجاه المذهب السني، حيث انّ فكرة زواج المتعة لم تنجح لا في الأوساط العربية الشيعية ولا في العراق ولا في الأحواز ولا في أي دولة خليجية إلاّ بين الجاليات الفارسية هناك في إيران، وهذا يعود بحسب الأحوازي إلى أنّه مخالف لأخلاقيات الإنسان ومخالف للإسلام وكرامة المرأة التي هي أجل وأعظم من أن تكون ألعوبة، مشيرًا إلى أنّه في الوقت الحالي توجد مكاتب مفتوحة في كل من طهران وفي قم يديرها رجال الدين وبعض العلماء يقودون هذه المكاتب وأصبحت مجرد عمل تجاري بحت، للمكتب، مؤكدًا أنّ هناك مصادر أحوازية نشرت تقارير موثقة عن تواجد مابين 10 -15 نساء تنتظر الزبون، وأنّ هذه الحالة لم تكن تختلف كثيرًا عن زمن الملك شاه، فبدل أن كانت تخرج المرأة مع الشخص في قم أو طهران بطريقة غير شرعية في السابق باتت الآن تخرج بصيغة أو توافق وبعقد من رجل الدين وتعود بعد ساعات وتجدد عقد آخر مع شخص آخر. وأضاف أنّه ومع التطورات الطبية والتكنولوجية ووجود وسائل منع الحمل خوفًا من الإنجاب، جعلت المرأة الساقطة أخلاقيًا أن تعود مرات عديدة لكي تتزوج مرة أخرى وأخرى في اليوم الواحد تحت عقد زواج المتعة، وعلى أثر ذلك استغل النظام الإيراني هذه اللعبة فرجال الدين في الأصل ليسوا متمسكين بالدين أصلًا ويعتبرون أنفسهم عصريين، وعندما يتم الاعتراض عليهم بحسب الأحوازي يبررون أفعالهم بتطور الزمان والمكان، الذين لم يكونوا قبل الثورة الإيرانية يجوزون ارتداء الساعة لكنهم الآن يجيزونها وباتوا يرتدون أفضل أنواع الساعات لكي تطابق مع الزمان والمكان. وشرح قائلًا: «على هذا الأساس هذه الفكرة منذ بدايتها لم تنجح في العالم العربي ولن تنجح اليوم، حتى الأحواز التي هي جزء من إيران لم تقم امرأة واحدة بعمل مثل هذا الأمر وحتى في العراق لم يحصل، والنظام يريد أن يروج لهذا الأمر، من خلال ما يعرف بزوجات الشهداء الذين قتلوا في الحروب مع أعداء إيران، حيث تمّ نقلهن إلى دول مجاورة بحجة أنّهم عائلات شهداء، والواقع أنّ هذه الزيارة تكون إلى الفنادق على حساب السلطات الإيرانية، والعرب هم الضحية والذين بدورهم يقومون بالتمتع مع هذه النساء ويعقدون زواج متعة معن». وأكد الأحوازي أنّ هذا الأمر يدخل ضمن إطار السياسة التوسعية للمشروع الإيراني في عدد من الدول العربية، من خلال الاستفادة من الوسائل الشرعية أو حتى غير الشرعية كافة للتدخل في العالم العربي، ونظرًا لاستشراء الفساد في إيران وتحديدًا في هذه المرحلة، فإنّ إيران تعمل على ترتيب نقل النساء الإيرانيات من خلال نقلهن إلى دول خليجية أو عربية مجاورة بجواز سفر أوروبي أو أمريكي، منوهًا بأنّ الدول العربية تمنع هذا النوع من الزواج، إلاّ أنّ إيران تريد أن توفر هذه الوسيلة للشباب العربي للنفوذ بين العائلات العربية وإفسادها، وهذا بحسب الأحوازي ليس مستغربًا على النظام الإيراني الذي وصف بأنّه نظام غير أخلاقي لا تمنعه شريعة أو تردعه أخلاق والذي يشاهد ما يحصل في العراق من جرائم ارتكبها بحق الشعب العراقي يعرف صحة هذا الأمر. وحول تأثيرات زواج العرب بالفارسيات يوضح الأحوازي قائلًا: «عندما ترتبط المرأة الفارسية بالرجل عربي فإنّها حتمًا ستحصل على جنسية البلاد العربية وستكون في المستقبل منفذًا للمخططات الإيرانية، وهناك كثير من الفارسيين المستعربين الذين يحملون الجنسيات العربية ثقافتهم وانتماؤهم بالدرجة الأولى يكون للفرس، وهؤلاء في المستقبل سيكونون خلايا نائمة للنظام الإيراني، ومستقبل الأجيال الناشئة من هذا الزواج أنّهم سيكونون عرضة للمخططات الإيرانية، والأحداث التي تحصل في البحرين هو احد الدلائل المخزية والنتائج السلبية من جراء هذا الزواج». وسائل متعددة وعارض رئيس مركز معان العالمي للدراسات وحقوق الإنسان بالأردن الدكتور أكرم كريشان رؤية البعض التي تؤكدّ قيام الحكومة الإيرانية استغلال زواج المتعة لتحقيق مآرب أخرى من خلاله، حتى وإن كانت إباحته مقيدة هناك، حيث يرى عدم إمكانية إيران تصدير فكر الثورة بهذا الشكل، التي لديها وسائل عديدة، علاوة على أنّ زواج المتعة منتشر كما هو معلوم في أرجاء الوطن العربي وليس في إيران فحسب، منوهًا بأنّ الثورات تصنعها إيران بطرق أخرى كالدعم المالي، ومن خلال مكاتب دراسات متخصصة ومكاتب توظيف. حذر في الوقت نفسه من القيام باستغلال هذا النوع من الزيجات لتحقيق أهداف أخرى قائلًا: «الأمر بهذا الشكل إذا تمّ يعدّ غاية في الخطورة ارتباط متعة وإنجاب ثورة على فترات زمنية، ويتم استخدامها قنبلة موقوتة وقت الحاجة، والآن إيران تحتاج إلى هذه القنابل الموقوتة لأنّها مأزومة مع المجتمع الدولي ولديها مشروع كبير جدًا»، مشددًا في نفس الوقت على أنّ النظام في إيران يحاول تصدير مشكلاته الاجتماعية إلى الخليج العربي في الوقت الراهن، لأنّ من مصلحتها افتعال الأزمات من أجل التخطيط للمستقبل، وهو ما بات يعرف بالمد الصفوي. وقلل من وجود تأثيرات حقيقية على زواج العرب بنساء إيرانيات قائلًا: «لن يكون له تأثير بالمعنى الحقيقي في مستوى الدول سوى تأثير هامشي على مستوى الأفراد، ولكن يمكن أن يحدث هذا النوع من الزواج خللًا اجتماعيًا لدى تركيبة الشعوب العربية، وأنا لا أرى أنّ إيران موفقة بهذا الأسلوب إن كان من ضمن مخططاتها، وبصفتي خبيرًا دوليًا في مجال حقوق الإنسان، لا اقر بذلك أبدًا لأنّ في ذلك انتهاكًا بحق الشعوب والإنسانية، وبخاصة حقوق المرأة المصونة بموجب القرآن الكريم، والمواثيق الدولية والدساتير العربية»، وحول كيفية مواجهة مثل هذا النوع من الزواج يعتقد كريشان أنّه يكون من خلال التوعية بكل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ومن خلال المدارس والجامعات والمساجد والكنائس والنوادي والمحاضرات، مشددًا على أهمية الإدراك بخطورة الوضع وعندها من المؤكد أننا سوف نحد من عملية زواج المتعة بشكل كبير جدًا. وأقر كريشان بوجود صراع ما بين الدول وكل دولة تجتهد رأيًا وفكرًا لمصلحتها لكنّه يأمل مع ذلك أن نتفق لمصلحة واحدة من أجل الدفاع عن حقوقنا المغتصبة وذلك لمواجهة الخطر الصهيوني بدلًا من حياكة المؤامرات إلى بعضنا البعض، ملمحًا بأنّ إيران تعدّ دولة عقائدية وتنادي بالقيم المثلى دائمًا فلن تسمح لنفسها أو لشعبها بممارسة البغاء بطريقة غير مشروعة أو مكشوفة، وهذا الأمر يتعارض مع دستورها ومبادئ الثورة التي تنادي بها. الشريف: المكاتب تهدف إلى تصدير فكر النظام الإيراني إلى البلاد العربية .