قصة كنا نقراها في الصفوف الاولى من الابتدائية ومفادها، ان خروفا اعتاد على الشرود عن قطيعه،وكلما اعاده الراعي عاود الشرود ثانية،وكلما غفل عنه الراعي لبرهة شرد،وهكذا دواليك،حتى جاء الذئب يوما عندما كان الخروف المسكين بعيدا عن الراعي والقطيع فافترسه.
رغم قصر القصة الا انها تحمل مغزا وعبرة. فالذي ينفرد برايه ويستبد به ويصر عليه رغم خطئه يكون مصيره الندم، الندم الذي لايجدي نفعا احيانا لانه يكون فات الاوان وحدث ماحدث.
ان ظاهرة التعند نجدها عند الاطفال غير الناضجين فكريا وعقليا .فهؤلاء لالوم عليهم ولاهم يحزنون نظرا لبرائتهم، فالطفل لايعي انه يخالف الجميع بعناده ، بعكس الشخص البالغ. فالمرء الذي لا ينظر الى الامور الا بمظوره الخاص والذي قد يكون معطوبا احيانا ،لايرى الحقيقة ولاحتى ظلها، فهذا انسان من طراز الذين لايؤمنون الا ب \"الانا\" ، وهم كُثر في يوما هذا، ونجدهم على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والدينية. فهؤلاء ليسوا سوى آفة في المجتمع وخاصة في المجتمعات الصغيرة لان تاثيرهم يكون بالغ ومدمر. والطامة الاكبر اذا كان هؤلاء َيدَعون المعرفة والالمام في كافة مجالات الحياة وهم فارغون ولايفقهون شيئا!!!!! فكيف لمثل هؤلاء ان يكونوا رعاة ومسؤلين ؟؟؟؟ كيف وماذا سيقدم هؤلاء لمجتمعهم؟؟؟ وهل يستطيع فاقد الشيء ان يمنحه؟؟؟؟ وهل يُجنى من العوسج تين؟؟؟
وطبقا للكتاب المقدس هؤلاء لايسيرون في نورالله بل في نور ذواتهم بعيدين كل البعد عن الحقيقة ويضعون ثقتهم بانفسهم دون الله. لقد رفض الله شاول الملك لتشبثه برايه حتى اخذ منه المُلك واعطاه لداود النبي.
اذن علينا الامتثال لكلمة الله والعمل بها ثم الحوار البناء المقترن بالنية الحسنة والثقة المتبادلة والاستعداد التام لقبول الراي الاخر، والابتعاد والتخلص عن اي شعور سلبي .فان لم تكن لديك المحبة فانت لست بشيء .