إسرائيل تستخدم القوة الغاشمة لتكريم أشهر مبشّر باللاعنف في القرن العشرين
كاتب الموضوع
رسالة
jihan aljazrawi عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: إسرائيل تستخدم القوة الغاشمة لتكريم أشهر مبشّر باللاعنف في القرن العشرين الثلاثاء 10 يناير 2012 - 0:51
لندن - كمال قبيسي من غرائب إسرائيل أنها ستستخدم القوة لتكريم أشهر مَنْ نبذ القوة واستخدامها في القرن العشرين بإقامتها لنصب تذكاري له، كان سيرفضه هو نفسه قبل الآخرين بالتأكيد، لأنه سيقام على أرض استولت عليها من الفلسطينيين بقوة قانون غاشم تصادر به أملاكهم، وهو ما تحدثت "العربية.نت" بشأنه مع منبهين من هذا التكريم كذريعة لفرض واقع حال من الأسوأ.
ديمتري دلياني
والتكريم هو للمهاتما غاندي، صاحب مبدأ اللاعنف والزعيم الهندي الراحل قتيلاً بالرصاص في العام الذي تأسست فيه إسرائيل الراغبة في إقامة النصب في حي جبل المكبر في القدس المحتلة، وأراضيه تعود للفلسطينيين وتمت مصادرة بعضها بعد حرب 1967 مباشرة.
وقال أمين عام التجمع الوطني المسيحي عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني، إن صاحب فكرة النصب هو مئير مرغليت، عضو بلدية القدس عن حركة ميرتس اليسارية "ما يعني أن اليسار الإسرائيلي نفسه لم يبلغ بعد مرحلة النضوج لوعي مشاكل الفلسطينيين"، وفق تعبيره بالهاتف من القدس.
وذكر أن النصب سيقام في حديقة تموّل إنشاءها بلدية جنيف ليكون طبق الأصل لنصب لغاندي موجود في حديقة "أريانا بارك" بالمدينة السويسرية "ولا علاقة لاعتراضنا بالزعيم الهندي، وإنما لما يكمن وراء هذه الخطوة"، شارحاً أن الفلسطينيين سيبلغون احتجاجهم لبلدية جنيف عبر سفارتهم بسويسرا لتتنبه بأنها تمول منشآت ستقام على أراض صادرتها إسرائيل.
وذكر دلياني أن إسرائيل آخر من يحق له الاحتفاء بداعية حقوق الإنسان الهندي، الذي يمثل بالنسبة للفلسطينيين "أحد أكبر الرموز الإنسانية المناوئة للقهر والاستبداد".
"الأمم المتحدة متواطئة مع الاحتلال"
نصب جنيف
والشيء نفسه ذكره الصحافي محمد عبدربه، مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في القدس مسؤول وحدة الإعلام والتوثيق بمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، مضيفاً أن الأمم المتحدة "متواطئة مع الاحتلال بتخليها عن الجزء الأكبر من تلك الأرض لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، سواء لبناء مستوطنة أرمون هنتسيف أو بناء مقر لحرس الحدود"، كما قال.
وزوّد عبدربه "العربية.نت" بمزيد من المعلومات عن النصب التذكاري بأنه سيقام على أراض تتبع في ملكيتها بالأصل عائلة أبوالسعود المقدسية، وهي تقع عند السفوح الغربية لحي جبل المكبر التي بلغت مساحتها في أربعينات القرن الماضي 50 دونماً قبل أن تتقلص في 1972 إلى 10 دونمات فقط لصالح مستوطنة أرمون هنتسيف.
وكانت السلطات البريطانية استأجرت الأراضي من عائلة أبوالسعود قبل 80 عاماً وضمتها إلى مقر للمندوب السامي بإيجار سنوي استمر بدءاً من 1930 طوال 18 سنة، ثم حلت الأمم المتحدة بالإيجار مكان المندوب السامي، وكان يطلق عليها اسم "أرض القمرة، لأنها قمرة جبل المكبّر ودرته وعليها وقف الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين أطل على القدس وكبَّر الله أكبر الله أكبر"، كما قال.
وفي تلك الأرض يوجد أيضاً ما يطلقون عليه في القدس اسم "تمثال التسامح" وبجواره سيقام النصب الذي سيصممه الأرجنتيني روبرتو كاهانوف للمهاتما غاندي، وكله على ما تصادره إسرائيل من أملاك وأراض عائدة أصلاً للفلسطينيين، فتبدو كمثال واضح عن الأسوأ من البخيل، وهو الكريم مع الآخرين بأموال غيره.