+++ متّـى الرّســـول +++

متى الرسول
********
تكونت لدى متى، أكثر من أي تلميذ آخر، فكرة أوضح عن تكلفة اتباع المسيح، ومع ذلك لم يتردد لحظة واحدة عندما ترك مكان الجباية، فقد أصبح بلا عمل، فالعدد الأكبر من تلاميذ يسوع كان يمكنهم العودة إلى صيد السمك، أما متى فلم يكن ثمة ما يمكنه العودة إليه.
وعندما قرر متى أن يتبع الرب يسوع حدث في حياته تغييران : (1) أن الرب أعطاه حياة جديدة. فهو لم ينتمِ فقط إلى جماعة جديدة، بل أصبح ينتمي لابن الله، ولم يقبل أسلوبا جديداً، بل أصبح هو نفسه شخصا مقبولا، ولابد أن هذا التغيير في جابي ضرائب محتقر، كان تغييراً عجيباً! (2) لقد أعطى المسيح لمتى هدفا جديدا يستخدم فيه مهاراته، وعندما تبع يسوع، كانت الأداة الوحيدة التي احتفظ بها من عمله القديم هي قلمه. فوظفه الله مستخدماً إياه لكتابة الإنجيل الذي اشتمل على تسجيل دقيق لما عاينه متى.
يدل اختبار متى على أن كل واحد منا، منذ البداية، هو أحد أعمال الله تحت التشكيل، فكثير مما يعده الله لنا، يعطيه لنا قبل أن نستطيع أن نتجاوب معه عن وعي، بزمن طويل، فهو يستأمننا على مهارات وقدرات قبل موعد استخدامها. فقد أهل كل واحد منا أن يكون خادماً له، وعندما نعهد إليه بما أعطانا، نبدأ حياة مثيرة حقاً. لم يكن متى يعرف أن الله سيستخدم المهارات التي صقلها عمله في جباية الضرائب، ليسجل أروع قصة. وليس لدى الله هدف أقل من ذلك لكل واحد منا. فهلا سمعت يسوع يقول لك : تعال. كن لي تلميذاً؟ فماذا يكون رد فعلك؟

>> منقول >>