يستخدمون السرقة لانصاف المظلومين في الارض ، هذا حال الابطال الذين صورهم الادب الشعبي عبر قصص وروايات تناولها الجميع بحب ولهفة وفخر لوجود ابطال سرقوا ليعطوا الفقراء، وظل هؤلاء اللصوص خالدين بل الاكثر من ذلك تم استلهام حكاياتهم في العديد من الاعمال الفنية والادبية واخذوا ميدانا اصطلح عليه مؤرخو الادب “ادب الصعاليك “ ولعل من اشهرهم علي بابا الذي استطاع ومن خلال جاريته التخلص من الاربعين حرامي ولص بغداد وعروة ابن الورد وتأبط شرا وغيرهم .
لصوص لكن ابطال هذه هي هويتهم التي رددت في الامس واليوم ، والعبرة من هؤلاء انهم حملوا مسمى بشع لكنه جُمل بكونهم ابطالا وقفوا ضد الظلم ، اليوم من يسرق ليعطي الفقير ؟ ومن اين يسرق ؟ هل يسرق ممن اعطاه الله ام من قوت الناس الفقراء ؟
الاجابة موجودة في ملفات النزاهة وملفات الوزراء الذين اشتغلوا لصوصا ليبنوا قصورا .. ايام زمان كان هناك علي بابا واربعين حرامي زائد الجارية واستطاعت تلك الجارية بذكائها الخارق ان تصب الزيت على رؤوس الحرامية ولعل نصب كهرمانة وسط بغداد خير دليل على الحكاية وعلى مصير الحرامية، اليوم كم كهرمانة نحتاج لصب الزيت ؟ وكم نحتاج لنجدة الفقراء ؟ الغيرة شيء جميل .. نجدة الفقراء هو الاجمل .. وامام نسبة الفقر وتردي الخدمات والبطالة يتضح لنا حجم الكارثة التي تستفحل في مفاصل مجتمعنا. وعندما قيل سابقا هناك لصوص سرقوا ليحاربوا الظلم ، فالظلم اليوم ابشع واوسع ، دوما اتذكر الطفل الذي مات في ديالى نتيجة توبيخ معلمته له حينما سرق سندويج احد زملائه ليسد جوعه وعندما جوبه بالعقاب من قبل المعلمة سقط ومات ؟؟ لكل من سمع وقرأ قصة ذلك الطفل اي ظلم نحن نعيش ؟ واي جوع تمكن من جسد طفل مسكين؟ لو كان عروة ابن الورد او لص بغداد او حتى من كان يطلق عليهم بالشقاوات الذين امتهنوا زعامة محلاتهم ليتابعوا حال المظلومين موجودين اليوم بتلك الغيرة والمحبة لاهل ديرتهم ويجدون طفلا يموت جوعا او امرأة تتعكز على الارصفة لتطعم عيالها فهل سيبقى وزيرا واحدا ينعم بجاه وسلطة سرقة قوت الاخرين ؟ المئة يوم انتهت ورئيس الحكومة عازم حسب قوله على تطهير الوزارات من المرتزقة والمسيئين .. فهل سنشهد حالا غير الحال ؟ ام ستبقى حكومتنا تغني لياليها !! وشعبنا يغني ظلام ليله!.