إنجيل القدّيس مرقس/3

في ذلك الزَّمان: صَعِدَ يَسوعُ الجَبَلَ ودَعا الَّذينَ أَرادَهم فأَقبلوا إِلَيه.
فأَقامَ مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ يَصحَبونَه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون،
ولَهم سُلْطانٌ يَطرُدونَ بِه الشَّياطين.
فأَقامَ الاثَنيْ عَشَر وهم: بُطرُسُ وهو الّلَقَب الَّذي جَعَلَه لِسِمعان،
ويَعقوبُ ابْنُ زَبَدى ويوحَنَّا أَخو يَعقوب، ولقَّبَهما بَوانَرْجِس، أَيِ: ابنَيِ الرَّعْد،
وأَندَرَاوس وفيلِبُّس وبَرتُلُماوُس، ومتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وتَدَّاوُس وسِمْعانُ الغَيور،
ويَهوذا الإِسْخَرْيوطيّ ذاكَ الَّذي أَسلَمَه.

الاية/13..19

يوم الجمعة الثاني من زمن السنة
تعليق على الإنجيل
المجمع الفاتيكاني الثاني
دستور عقائدي في الكنيسة: "نور الأمم" (Lumen gentium)، الفقرة 26

"فأَقامَ مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ لِكَي يَصحَبوه"

إنَّ الأسقف المُتّشح بملء سرّ الدرجة هو القيِّمُ على توزيع نعمة الكهنوت الأعلى، لا سيّما في الإفخارستيّا التي يقدّمها هو أو يُعنى بتقدمتها وبها تحيا الكنيسة وتنمو باستمرار. فكنيسة المسيح هذه هي حاضرة حقًّا في كلّ جماعات المؤمنين المحليّة والشرعيّة، والمتّحدة برعاتِها والتي في العهد الجديد تُدعى هي أيضًا كنائس. إنّها في الحقيقة على أرضِ ولايتها، الشعب الجديد الذي دعاه الله بالروح القدس وكمال اليقين (راجع 1تس1: 5). فيها يجتمع المؤمنون بالتبشير بإنجيل المسيح، ويُحتفل بعشاءِ الربِّ السريّ حتّى "تتوثق في جسدٍ واحدٍ كلّ إخوةٍ بواسطة جسد الربّ ودمه".

ففي كلِّ مرّةٍ تتحقّق شركة المذبح بالإرتباط بخدمة الأسقف المقدّسة، يظهر رمزُ تلك المحبّة، و"رمز وحدة الجسد السريّ التي بدونها لا خلاص يرتجى". هذه الجماعات، وإن كانت غالبًا صغيرة وفقيرة ومشتّتة، هو المسيح حاضرٌ فيها مَن بقوَّته تكون الكنيسة واحدة، ومقدّسة، وجامعة ورسوليّة. لأنّ "الاشتراك في جسد المسيح ودمه لا فعل له إلاّ أن يحوِّلنا إلى ما نتناول".

وعندما يصلّي الأساقفة عن شعبهم ويشتغلون له، يغدقون عليه بغزارةٍ وتحت أشكال متنوّعة ما يأتي من ملء قداسة المسيح. فبخدمة الكلمة يمنحون المؤمنين قوّة الله والخلاص (راجع روم1: 16)، وبالأسرار التي يرتّبون بسلطتهم توزيعها المنظّم والخصب يقدّسونهم.