في أحد زكا تطلعنا قصة رئيس العشارين هذا على عدد من الأمور . نرى زكا يصعد على غصن جميزة لينظر يسوع واليوم نتأمل في هذه الجميزة وماذا تعني لنا . لم يكن زكا عشارا عاديا بل كان رئيسا على العشارين والعشارين هم جباة الضرائب للدولة الرومانية المحتلة معروف عنهم في الوسط اليهودي أنهم باعوا انفسهم للشيطان فقد كانوا يجمعون الضرائب وزيادة عليها لجيوبهم . لهذا كانوا مكروهين من المجتمع . لقد كان زكا قصير القامة لانحنائه بجمع الأموال للدولة ولجيوبه لهذا لم يتمكن لقصر قامته من رؤية يسوع . وحال البشرية اليوم حال زكا فالكل قصار القامة لأن أغلال الخطيئة وسلاسلها الثقيلة تشدنا للأسفل وتمنعنا من النظر لرؤية يسوع . كلنا قصار القامة إن لم نتخلص من سلاسل الخطيئة التي لثقلها تشدنا دائما نحو الأرضيات والفانيات وتُشغل قلوبنا وأرواحنا عن النظر نحو الملكوت لنرنو نحو الوطن السماوي نحو مدينة الله التي ذهب المسيح بيعد لنا منازل فيها . طوبى لمن انتبه لنفسه وتذكر ملكوت الله . زكا سمع بيسوع وحصل بمجرد التذكر على تبكيت الضمير وصحوة القلب وهنا ندرك قيمة اسم يسوع كاسم له قوة وفاعلية على تبكيت القلب وزعزعة الشيطان . وولد هذا التبكيت في قلب زكا اشتياقا جارفا لرؤية يسوع وأن يملأ عينيه وقلبه من نظرات الحب الإلهي . وبالنتيجة صعد إلى الجميزة لينظر القادم كانت بغية قلب زكا فقط أن ينظر يسوع لكن الرب لا يلبي بغية قلوبنا بل يضاعف العطاء . لا يا زكا لن أعطيك مشتهى قلبك لرؤيتي بل ينبغي لي أن أمكث في بيتك . ونال زكا هذا الشرف ومكث الرب في بيت زكا واستحق بيت زكا الخلاص بكلمة الرب . ما هي تلك الجميزة إلا الكنيسة التي ترفعنا بالروح وفيها نعاين المسيح وجها لوجه . مساكين هم اللذين لا يعرفون طريق بيت الرب سيبقون قصار القامة مكبلين بسلاسل نار البعد عن رحمة الله . حياتهم فقر وعوز وحياتهم أظلمت بالبعد . لا يعلمون أن الكنيسة فقط من ترفعهم بحنان الأم ليراهم يسوع ويدعوهم للبركة والمجد . في الكنيسة نسمع الألحان الشجية والكلمات الملهمة التي تشدنا لتمجيد اسم الرب وفيها الكاهن والشعب يوحدهم الروح القدس يرفعون الصلاة والطلبات نحو ابن الله المذبوح أمامهم في شركة الجسد والدم الذي يراه المؤمنون والكاهن معا بحلول الروح القدس على القرابين فيجعلهم وحدة واحدة ينظرون الحمل الذبيح ويتحدون به ويخرجون من الكنيسة وقد سكن الرب قلوبهم ومكث فيها كما مكث في بيت زكا . لا يدعي بعد ذلك أحد أنه مؤمن دون بيت الرب فالكنيسة هي الوسيلة الوحيدة التي ترفعنا لنرى الرب . إنها الجميزة العقلية التي تمكننا من رؤية يسوع لأنها عروسه التي اقتناها بدمه الكريم على الصليب . ليثبتنا الرب في محبته ويؤهلنا لرؤية جلال مجده من خلال كنيسته التي اقتناها بدمه الكريم وليبعدنا عن الهرطقة والهراطقة اللذين هم الحبل الذي يلقي بنا في جهنم خارج خدر المسيح والرب مع جميعكم . آمين
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :