إطلاق قمرين صناعيين جديدين بأسعار تنافسية قد يدشن عصر 'الفضائيات الشخصية' وينتصر للقنوات 'المغضوب عليها'

إطلاق قمرين صناعيين جديدين بأسعار تنافسية قد يدشن عصر 'الفضائيات الشخصية' وينتصر للقنوات 'المغضوب عليها'
اشتعال الحرب في الفضاء مع استعداد قطر وإيران لمزاحمة نايلسات على مداره الأكثر شعبية

3/27/2010

إطلاق قمرين صناعيين جديدين بأسعار تنافسية قد يدشن عصر 'الفضائيات الشخصية' وينتصر للقنوات 'المغضوب عليها' Empty

لندن - 'القدس العربي' من خالد الشامي:
بدت الحرب الاعلامية الفضائية في الشرق الاوسط مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد يوازي اتساعا في التوتر السياسي في منطقة حيوية تغلي بمواجهات ذات تأثيرات كونية.
وقال مصدر إعلامي ان ادارة القمر الصناعي المصري 'نايلسات' تدرس خطة لخفض أسعار الاشتراكات في المرحلة المقبلة، بعد إعلان قطر وايران عزمهما اطلاق قمرين صناعيين جديدين على المدار نفسه، ما يهدد بانهاء الاحتكار المصري للترددات الفضائية الاكثر شعبية.
وأضاف ان النية تتجه لاعادة النظر في الرسوم السنوية الحالية والتي تبلغ ثلاثمائة وخمسين الف دولار، وتعتبر الاغلى في المنطقة العربية.
واشار الى ان الشركة المصرية المالكة للنايلسات والتابعة لوزارة الاتصالات حجزت مدار النايلسات '7 درجات غربا' من الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو المدار الذي يغطي من المحيط إلى الخليج، ونصف أوروبا، وأفريقيا حتى الخط الاستوائي، ولايستطيع أي قمر صناعي آخر الدوران في الفلك نفسه وفقا لقوانين الاتحاد الدولي للاتصالات، الا انهم يستطيعون تغطية جزء كبير منه بالدوران بالقرب منه.
وقالت تقارير ان القمر الايراني الجديد سيطلق خلال شهر ونصف وانه سيكون محلي التصنيع بالكامل ويتميز بتقنية عالية وسعة كبيرة ستمكنه من حمل ترددات لمئات القنوات، في مرحلته الاولى مقابل اسعار تقل كثيرا عن القمرين المصري نايلسات والسعودي عرب سات.
ورأى اعلاميون ان اطلاق القمر الايراني ربما يكون ردا من طهران على قرار الحكومة المصرية بوقف بث قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية، وانه سيوفر شبكة أمان للقنوات التي تعتبرها القاهرة مزعجة وتواجه خطر الازالة من النايلسات، وخاصة بعد اعتماد قانون البث الاعلامي الجديد الذي يطلق ايدي الحكومة في الرقابة على القنوات الفضائية والقدرة على حذفها من النايلسات.
وحسب مسؤول في قناة العالم فان الانتقال الى القمر الايراني سيساعد عددا من قنوات على خفض تكاليف التشغيل، وسيشجع كثيرين على انشاء قنوات جديدة ما سيشعل المنافسة الفضائية، لمصلحة المشاهدين.
وكانت قناة العالم اتهمت وزير الاعلام المصري أنس الفقي باتخاذ قرار وقف بثها لاسباب سياسية اثناء زيارته للسعودية قبل عدة اشهر.
ومن جهتها رحبت قناة الحوار التي اوقف بثها على النايلسات في نيسان (ابريل) 2008 بأنباء اطلاق القمرين الجديدين، وقال أحــد المســـؤولين فيها ان القناة منفتحة على الاشتراك في أي قــمر صناعي جديد يمنحها الحرية والقدرة على الوصول للمشاهدين.
وأضاف ان إطلاق القمرين الجديدين يكرس انتهاء عصر سياسة المنع والحجب الفضائي، وهو ما كانت أكدته قناة الحوار التي تمكنت من توسيع رقعة مشاهدتها في مصر والعديد من البلاد العربية رغم حذفها من النايلسات اذ انتقلت الى البث على قمر 'اتلانتك بيرد' الذي يغطي جزءا كبيرا من مدار النايل سات، مع استمرار بثها على القمرين عربسات وهوت بيرد بالاضافة الى الانترنت.
وبالاضافة الى قناة العالم المملوكة للحكومة الايرانية، وقناة الحوار المملوكة لشركة خاصة، اوقفت الحكومة المصرية قنوات 'الاصلاح' المملوكة للمعارض السعودي سعد الفقيه، والبركة المملوكة لرجل اعمال مصري متخصصة في الاقتصاد الاسلامي، والزوراء المملوكة للسياسي العراقي مشعان الجبوري اثر شكوى أمريكية والحياة 2 المصرية بحكم قضائي.
واعتبر مراقبون ان انطلاق المزيد من الاقمار الصناعية في الفضاء العربي ربما يدشن عصرا جديدا من الاعلام الفضائي، ويوجه ضربة قاضية لمفاهيم الرقابة والحجب، ويمهد الطريق لظهور قنوات فضائية شخصية منخفضــــة التكاليف، وهو ما كان بشر به معرض للتكنولوجيا الاحدث في مجال الاعلام اقيم في لندن في شهر شباط (فبراير) الماضي.
وشمل المعرض اجهزة قادرة على تحويل أي غرفة في المنزل الى استوديو متعدد الديكورات، ما يوفر القدرة على انتاج برامج متنوعة دون أي تكاليف اضافية.
وحذروا من ان القاهرة تواجه تحديات متصاعدة بعد ان قررت مؤسسات اعلامية كبرى نقل اعمالها لعواصم منافسة مؤخرا، مثل القنوات المملوكة لرجلي الاعمال السعوديين الشيخ صالح كامل والامير الوليد بن طلال، في ظل تنافسية شديدة ترفع سقف الحريات، وأزمة مالية خانقة تهدد ثلاثمائة من الفضائيات بالتوقف، حسب مؤتمر للاتصالات عقد في الرياض مؤخرا.