أتاك نصار .. أبشر يا سارية

أتـاكَ نـصَّـار.. أبـشِْـر يـا سـاريـة

بقلم: د. محمود حمد سليمان


واأبتاه .. وما مثلك مَن تبكيه الرجال .. بعد أن فارت لدمك كل الدماء.. وصار حـُلمـُك حـُلماً لكل الشباب .. لكنها لحظة وداع يحدوها أمل اللقاء.. عند مليكٍ مقتدر.
.. فواللهِ لو أن الذين أطلقوا عليك النار علموا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه عن السامري ، لو علموا ، لكانوا قطـَّعوا أصابعهم قبل أن يضعوها على زناد الغدر والتوحش..
ولو أن هؤلاء أدركوا ما قاله الرسول العربي محمد بن عبد الله (ص) إذ قال: ( من آذى ذمياً فقد آذاني وأنا حجيجه يوم القيامة ) لو علموا معنى ذلك .. لكانوا قطـَّعوا أيديهم قبل أن يشهروا عليك سلاح الإجرام والهمجية..
أتدري يا سيدي ما معنى الذمة هنا ؟!
معناها أن النبي محمد أخذ النصارى على ذمته، وهو الملقب بالصادق الأمين.. فوقف بجانبهم مدافعاً ضد كل معتدٍ أثيم ..
فهنيئاً لك أيها السيد تدافع عنك الأنبياء عند أحكم الحاكمين ..
وهنيئاً لك يرفعك الله إلى جنان الخلد طاهراً مطهراً .. وهنيئاً لك تلتحق بسارية أحمد بدر حسون.. وقوافل الشهداء من العلماء والمفكرين الذين إغتالتهم الأيدي المأجورة التي إنسلخ أصحابها من كل القيم والفضائل ومكارم الأخلاق ..
نعم بدمائك الطاهرة.. ودماء سارية.. وكل الشهداء .. أثبتم للعالم كله أن بلاد الشام ما تزال غنية بأعراس الشهادة وما يزال فيها رجال يعرفون طريق العبور إلى جنان الخلد في أعلى عليين .. كما هي غنيةُ بأضرحة الشهداء..
وهنيئاً لنا بكم جميعاً نثبت للعالم أجمع أن المعادلة عندنا تقول

:
إما الوحدة .. وإما الشهادة

.
عكار . لبنان