الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7006مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الثلاثاء 7 فبراير 2012 - 19:46
وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد
ستوكهولم – عنكاوا كوم/ صبري يوسف
توفي في العاصمة السويدية ستوكهولم صباح اليوم، الشاعر المعروف الآب يوسف سعيد عن عمر 80 عاما. والآب يوسف سعيد الذي ولد في الموصل عام 1932، أتم دراسته الأولى والتحق بالكلية اللاهوتية وعين رئيسا روحيا لطائفة السريان في كركوك، حيث التقى هناك جماعة شعراء كركوك، الذين تركوا تأثيرات مهمة على شعره ، كما ترك هو الآخر تأثيره على أصدقاء الشعر.
نشرت أشعاره وكتاباته ابتداءاً من عام 1953 في الصحف والمجلات العراقية والعربية. غادر العراق عام 1964 إلى بيروت وهناك التقى مع أبرز الشعراء والكتاب وعاش في بيروت حتى عام 1970، ونشر في مجلة شعر قصائد "بهيموث والبحر" وقد أثنى عليها الكاتب المعروف جبرا ابراهيم جبرا، ونشر في ذلك الوقت قصائد "أضواء آتية من أسواق القمر" في المجلة التي كان يرأسها آنذاك أدونيس، وقصائد عديدة أخرى.
وجّه أنظاره إلى السويد عام 1970، متّخذاً من إحدى ضواحي ستوكهولم، سودرتالية مقراً هادئاً للعيش والكتابة، حيث وجد في صمت السويد وجمال ثلوجه وغابات ما يحرضه على الكتابة المتدفقة كالينبوع. قال عنه الشاعر ميخائيل نعيمة" انني لم أجد في حياتي كاهنا بهذه الروعة الشعرية العميقة في الحياة.
بعد سنوات طويلة من العمل في سلك الكهنوت تفرغ كليا للكتابة، يكتب عن تجربته الحياتية وعن رؤاه الغزيرة في الحياة تميز بخياله الجامح، يأخذ القارئ إلى فضاءات فسيحة وخلاقة، يخط جملته الشعرية وكأنه يلتقطها من خاصرة السماء الصافية، ومن أهداب النجوم، ليقدم للقارئ خطاً شعرياً متفرّداً ومتدفقاً بالإبداع.
أصدر المجوعات الشعرية التالية:
المجزرة الأولى مسرحية كركوك 58
الموت واللغة قصائد ـ بيروت 68
ويأتي صاحب الزمان ـ السويد 86
طبعة ثانية للتاريخ ـ قصائد 87
مملكة القصيدة، دراسة شعرية ـ بغداد 88
الشموع ذات الاشتعال المتأخر، قصائد ـ بيروت 88
السفر داخل المنافي البعيدة، قصائد ـ دار الجمل، كولونيا ـ ألمانيا 93
سفر الرؤيا، قصائد ـ لبنان 94
فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السماء، الماء ـ دار نشر صبري يوسف ستوكهولم 99
وغيرها من الدواوين والقصائد ، كما كتب الكثير من القصائد باللغة السريانية .
نال جائزة آرام وجوائز أخرى في مجال الشعر والإبداع.
إلى جنان الخلد أيها الشاعر والأب الروحي المبدع والحيَ في قلوبنا إلى الأبد.
anton عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1319تاريخ التسجيل : 25/08/2011الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الثلاثاء 7 فبراير 2012 - 20:54
آتي ايضا واخذكم اليّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا
طوبى لمن اخترته وقبلته يارب في ديارك الى الابد
اسرة الراحل الاب الدكتور الشاعر والاديب ( يوسف سعيد ) وجميع اصدقائه ومحبيه المحترمين .
تلقينا باسف شديد وحزن عميق رحيل شاعرنا الكبير الدكتور ( يوسف سعيد ) بعد عمر طويل قضاه بالايمان المسيحي والاروقة الادبيه والنشاط الادبي في مجال الشعر .لقد كان لرحيله عن الوسط الثقافي خسارة كبيرة للادب العربي حيث ساهم بجد ونشاط الى اغناء مجالات الشعر العربي بدواوين متعدده وقصائد رائعة خلال مسيرته الادبية الطويله .لا يسعنا الا وان نقدم التعازي الى جميع افراد اسرته ومحبيه وعشاق شعره متضرعين ومصلين لباري السموات والارض ان ينعم عليه بملكوت السماوات وبين القديسين وان تشرق على روحه الطاهرة كل انواع البركات السماوية والانوار ليكون في جناته الواسعة الرحمة الابديه اعطه يارب والصبر والسلوان للجميع من تالم على فراقه من هذه الدنيا .
Alaa Ibrahim مشرف
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2225تاريخ التسجيل : 01/03/2010الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الثلاثاء 7 فبراير 2012 - 22:33
الرحمة وملكوت السماوات لك يا أبونا ولمحبيك الصبر والسلوان .
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10368تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الثلاثاء 7 فبراير 2012 - 23:20
-------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------- * بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين *
،، انــا هو القـيـامة ... والحق ... والحـيـاة ... من امن بي .. وان مـــات ... فسيحيـــا ،،
* يد المنون تختطف الاديب والكاتب والمؤلف الأب الفاضل الدكتور يوسف سعيد وهو في قمة عطـائه *
عائلة المرحوم الأخ العزيز ... االاديب والكاتب والمؤلف الأب الفاضل الدكتور يوسف سعيد الكريمة المحترمة .
الأسرة الدينية والأدبية في الوطن الحبيب والمهجر المحترمة .
محبو الفقيد الكبير وكافة ابنـاء الشعب العراقي في الوطن والمهجر المحترمون .
سلام من الله ورحمة .....
* الموت نقـاد على أكفه يختار منهـــا الجيـاد *
* يوسف يـا فارسا ترجلت عن صهوة جوادك الأصيل مبكرا مكرهـا *
ببالغ الأسى ومزيد الأسف تلقينا نبأ رحيل الاديب والمؤلف والكاتب الأب الفاضل الدكتور يوسف بعد شيخوخة صالحة وهو في قمة العطاء.
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
يقول احباء الراحل العزيز الدكتور الأب يوسف...
أبونا يوسف يـا حبيبنـا .... ايهـا المسافر عبر السحاب الراحل الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وانت شيخ جليل , وشجرة حياتك رغم ذبولها ولكنها كانت في قمة عطـائهـا ... ؟ هل سئمت الحياة بسبب معـانـاة وطنك الحبيب وابنائه الأعزاء في الزمن الصعب واضطرارك للعيش في المهجر خارج وطنك الحبيب ؟ فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء بعد حياة طويلة حافلة بالعطـاء تـاركا أسرتك الكريمة وزملائك ومحبيك وجمهورك الواسع بلا حبيب .
لقد ذهبت يـا أبونا يوسف وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا ، لكنك رغم بعادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي افكارنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمائرنـا ، نذكرك مع الأصيل ، ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الأطفال الصغار ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والأبرار والصديقين وانغام جوقات الكنائس في الاعياد الكبرى .
فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة اعيننـا , ومهجة قلوبنـا , وتاج رؤوسنـا ، ولتسعد روحك الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال .
فوداعـا يـا حبيبنـا الغالي وداعــا ...
كنـا نتمنى ان نكون وأياكم في الوطن الحبيب لتوديع الراحل الاديب والمؤلف والكاتب الأب الفاضل المبدع الدكتور يوسف الى مثواه الأخير ليوارى الثرى ، ثرى العراق الحبيب ارض الآباء والأجداد ، لنشارككم ونعزيكم بحرارة ولنشد من ازركم فليس هناك لحظات اصعب في حياة الأنسان من لحظات توديع الأحبة الوداع الأخير لا سيمـا حينمـا يكونون رموزا علمية ودينية واجتماعية كبيرة ، ان القلم يعجز عن الأتيان بالكلمات المعبرة لوفاء ولو جزءا من الدين الذي للفقيد الكبير علينـا نحن ابناء العراق الذي بـأعمـاله الثقافية الأصيلة العملاقة لسنوات طويلة أثرى خزائن العراق الثقافية والدينية والأدبية وترك بصمـاته على الثقافة والتأليف والأدب في العراق وترك أرثـا ثقافيا ودينيا كبيرا للأجيال العراقية القادمة ، ولكننا للأسف الشديد نعيش كلينا في الغربة بعيدا عن الوطن المفدى الاف الأميال ، ان مثل هذه الأخبار المؤلمة تزيد من وحشتنا في الغربة المقيتة وتحز في نفوسنـا الحزينة .
لقد رحل عنـا الدكتور يوسف جسدا لكنه سيبقى حيـا في أذهـاننـــا وأذهان الأجيال القادمة وعلى مر الزمن من خلال انسانيته وروحانياته وثقافته المتنوعة ، وستبقى روحه ترفرف في الفضاء الثقافي والديني في العراق الى الأبد .
ودمتم بخير محروسين برعاية رب العباد .
شركاء احزانكم واحزان الشعب العراقي
حناني ميــــــــا والعائلة
وأسرة موقع البيت الآرامي العراقي
Dr. Salman M. Salman عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2918تاريخ التسجيل : 11/12/2009الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الخميس 9 فبراير 2012 - 1:01
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
Dr.Wisam Yousif مشرف
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1458تاريخ التسجيل : 22/03/2011الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الخميس 9 فبراير 2012 - 1:12
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
Yousif Dawood Qutta عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2221تاريخ التسجيل : 19/02/2010الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الخميس 9 فبراير 2012 - 1:17
الرحمة وملكوت السماوات لك يا أبونا ولمحبيك الصبر والسلوان .
الشماس عصمت الدهين مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 800مزاجي : تاريخ التسجيل : 20/05/2010الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الخميس 9 فبراير 2012 - 1:22
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
Dr.Rita Safar مشرفة مميزة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 218تاريخ التسجيل : 07/10/2009الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الجمعة 17 فبراير 2012 - 3:04
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
منيرة يوسف بنيامين عضو جديد
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 20تاريخ التسجيل : 26/11/2011الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الجمعة 17 فبراير 2012 - 3:12
الرحمة وملكوت السماوات لك يا أبونا ولمحبيك الصبر والسلوان .
سعاد داود يعقوب عضو جديد
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 13تاريخ التسجيل : 20/03/2011الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الأحد 19 فبراير 2012 - 2:36
الرحمة وملكوت السماوات لك يا أبونا ولمحبيك الصبر والسلوان .
georges elias عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 28تاريخ التسجيل : 21/12/2009الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الإثنين 20 فبراير 2012 - 1:46
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي الدكتور الأب يوسف برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60603مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الإثنين 20 فبراير 2012 - 4:29
عن 'السفر داخل المنافي البعيدة' للأب يوسف سعيد: الرجولة فقدت مدينة العقل! أحمد محمّد أمين
2012-02-19
نبرتُه كهنوتية ٌ صوفية ، تجري في دروب الحداثة. نثرُه يُضاهي شعرَه ، بل يعلوعليه . التقيتُه مرّة ً واحدة وكنا كحالمين . أو لمّا نزلْ في حقل أحلامنا . مريضاً ذابلاً كان ، لم اُطِلْ مكثي معه . برفقة امرأة كان ، أعرفُها . هي التي دلّتني عليه وعرّفتني به . على الرغم من أنّه أمضى ردحاً من السنوات في مدينتي كركوك . فما تحدّثنا في الأدب . تركتُهما ومضيتُ لأجلس بعيداً أقرأ في احدى الصحف العربية التي تصل الى مكتبة ييرفيللا . نعم قرأتُ شذرات من شعره هنا وهناك ، لكني نسيتُها . وحينَ نُشرَ خبرُ وفاته تألمتُ ، فهو علامة ٌ بارقة في الحداثة الشعرية ، سابق زمنه برغم كهنوتيته الصارمة . لقد ظلمه النقدُ العربي مثلما بخس حقّ الكثيرين من أمثاله . قلتُ مرّة ، وقال كثيرون مثلي : انّ نقادنا يلهثون وراء الحيتان الكبيرة والأسماء التي تمتلكُ كلّ شيء ما عدا الآبداع . وعنّ لي أنْ أكتبَ عنه ، وأنا لا أملك ديواناً من دواوينه .لكنّ صديقاً على صلة وثيقة به أمدّني بديوان له / السفرُ داخل المنافي البعيدة / من منشورات الجمل 1993 . وقصائدُه محصورة بين مقدمة طويلة له بعنوان : الطفولة ، وملحقة للشاعر العراقي فاضل العزواي. مقدمة ُ ألأب يوسف بغنائيتها الصادمة ولغتها المبتكرة المُكثفة وايقاعها الصوفي ترقى الى ما فوق الشعر . والصورُ فيها مستقدمة ٌ ممّا وراء الممكن والمُحال . مبتدئة ً بهذه العبارة : / يرمشون في الأرض أقدامَ حدقاتهم المُسوّرة بحُلم من ذوائب العسل الوردي / .. ومُنتهية ً ب / حيثُ الشِعابُ ملتهبة ٌ بتيارات الصواعق ، مُكتنزة ً أشعة ً صافية تُغدِقُها على برزخ العقل / .. وما بين العبارتين الناريتين صواعقُ ورعودٌ وطوفان هذيان واشارات برقية مأهولة بغرائبية لا تنتمي الى زماننا . مثل : فوق الحاجب الضاحك / يُطعّمون عواميدَها وقراميدها بذهب الجَنّة / من وجع اللحم المُتقشف / مُسحاءُ الليل يُطاردون شبحاً / من ظلّ الرموش ..... ينتشلُ رجلٌ قميصَ وردته / أيّها الوعلُ الوديعُ أنتَ تحفظ ُ أسرارنا / استيقظ ُ في ظهيرة النخيل / أزمنة ٌ تشيخُ بمادة البياض / أحرثُ وجهَك بطاقاتِ مللي / دجلة ُ مع سرادقه البيضاء ينامُ في سفوحي / الحمامة ُ تتآكلُ في طيرانها / أحملُ أوسمة هذياني / الخ......الخ ... ثمّ.... ما بين المُقدمة والمُلحقة احدى وعشرون قصيدة . تتفاوتُ طولاً وثيمة ، بعضُها حكاياتٌ اثيرية ذاتية تتحَلّقُ آنا في جدلية متماهية ، وآناً آخرَغنائية مضبّبة عصيّة لاتفتح سرّها لكلّ أحد . وكلُّ عنوان مُنطوٍ على عوالمه المعقولة واللامعقولة التي تبدو لقارئها شططاً ، جنوناً ، خرفاً ،هذياناً ، حكمة َ بَرَد تدقُّ يوافيخنا بوخزات توقظُ احاسيسَنا المُتراخية المُتبلدة من الترهل والخمول .وربّتما لا أذهبُ بعيداً إنْ قلتُ : بعضُ قصائده قصصٌ قصيرة يتوفّرُ لها شرطُها الفني . بكثافتها الصورية ودوالها المُعبّرة / قصائدُ الى قرية شبعين / على سبيل المثال . ص 17 ففيها ايقاع ٌ قصصيّ واضح / ويرحلُ المطرُ حاملاً مخاضَ البحر الى أدراجه ، بالعاً جرثومة توحّمه ، ثمّ يُسافرُ في البعيد البعيد / كما انّ بعضَ شعره يتمرّغ في الغموض ، مُنغلق ٌ ومنطوٍ على ذاته ، يصعبُ التغلغلُ فيه وملامسة ُسرّه وسحره / قصيدة : اسطيفانوس راعي المائدة المُتنقلة / نموذجاً .ص25-27 : افرشوا رموشَ أعينكم لأزمنة المحبّة / يا قدحاً مثلَ الضلوع / انّ الفريسة مُعلقة ٌ على باب الجلاوزة الصغار / نلبسُ ثيابَ العطش / أرى جدرانَ شمس هزيلة / فهذه الاشراقات المبهمة المُلغزة المتماهية في الإيجاز كما لو كانت ايماضات ترشق رموشَ الرائي مُتخمة ٌ بحدوس رؤيوية مأزومة بغنائية جافة عاتمة لا تُشبهُ الشعر ، بل هي محضُ ضربات خاطفة تظهر وتختفي كلمح البصر .
أمّا / الظهيرة / ص 28 فقصة ٌ قصيرة جداً ، توفّر لها كيانُها وموحياتُها وتناصّها ، شحيحة ٌ كلماتُها ، ثريّة ٌ ومُمتلئة مُحتوىً : / انطفأتْ سماءُ الظهيرة في أحداق جوعهم ، وغارت قامة ُالأرضُ في أحلامهم ، يحملون ماءَ الجشع ، تكوّرت شهوتُهم كالتل المنفوخ بحجارة أثرية / انها مشهدٌ قصّ يُمكنُ تأويله وتضخيمه ومدّه بتفصيلات اُخرى اذا اقتضتِ الحاجة / لكنّ يوسف سعيد آثرَ الإيجاز كما لو كان صائغَ ذهب يقتصدُ في ضرباته . وفي / ينابيع / ص 29 زمنٌ سُرياليّ متشابك يجيءُ طبقة ً فطبقة ً، تُنتقلُ من واحدة الى اخرى . وتحوّلٌ صوري يتتالى بسمفونية رقراقة . ليّنة وقاسية في آنٍ / الرجولة ُ فقدتْ مدينة َالعقل / باعتْ من دسم الضمير / ستموتُ ويبقى ظلُّ إزارك وارفاً / وفي / زبَدٌ مُنتشلٌ من رصانة العقل / ص 30 تمرّ الصورُ أمام الباصرة جزافية غرائبية جارفة ، غريبة وصديقة ، قريبة وبعيدة . عالية ودانية في آن / أحتسي من خرير السواقي / الكأسُ تحملُ أحشاء الذبيحة / .... بينما تذهبُ / الهزيعُ الأخير / ص 32 الى منعطف غريب يغرفُ جرأتَه من صوت يخدشُ الفكرَ المأهول بالواقعية ، مشوبٍ بحوار هاديء / أترفضُ؟ / لا، لا / حتى لو كان آتيكَ / رماداً ، ذهباً ، جلجلة ً ، خبزاً وخلّاً / .. اوتادٌ لها رحم ٌ مُطأطيءُ اللون / عيناها كحُريّة صدئة / اليست هذه وخزاتٍ توقظ حياءنا وخجلنا النائمين ، وتستفزّنا لنتأملَ ونعتمدَ الفكر ؟ ولنسمعْ هذه العبارات .. ص 34 / تعالي مع الألوان / سنونٌ أسيرة في حدقة لامرئية / أنا من الشيء اللامنقسم على ذاته / ابتلعُ رُعبي الجائعَ / اندسُ في لحاف الحُلم / يُقمّطُ يديه بدفءِ الضحكة / ولا أظنّ أحداً قبل يوسف سعيد أو بعده سيجرؤ على قول مثل ما قاله . فهذه الصورُ حداثية غيرُ مطروقة ولا تمُرّنَ ببال أحد . ومثلُ ذلك : يشربُ حداثة الماء / ويرتدي تراث البحر / ص 45 . وبقية القصائد من ص46 الى ص60 تزدحمُ بهذه الشطحات الخاطفة المأهولة بصور وايماءات لا قبلَ لنا بها . تُباغتنا بالذهول ، فنُصغي اليها بعقل ٍمنفتح وصبرٍ فيه مرونة ٌوتأمل : / لماذا تُلبسُ شيخوخة َعمي سروالَ الغروب ؟ / .. حبذا لو كانتْ يدي ميناءً لرغباتكم ص 50- 51 / الآبادُ تعيشُ في صيام الصخور / كلماتٌ لها قصبة ٌ ظلُّها رقيقٌ / .. ص 52-53 / للصمتِ كثافة ٌ .. ص56 / أيّها الشعرُ ما أطيبَ ذاتي وهي تتأمل حلمَ الأطفال ؛؛ ص 54 / معذرة ً، لو كنتُ على قدر من الوعي النقدي لأعطيتُ هذا الديوان حقّه الذي يستحقُ ، ولم أكنْ حين كتبتُ هذا الإنطباع سوى عابر خجول ، قلتُ ما رأتْ عيناي ، وما حفظتُه ذاكرتي . السفرُ داخل المنافي البعيدة / في حاجة الى نقد ذي رؤية أكاديمية حصيفة تنغمسُ وتخوض في كل اشعاره ويقوّمُها وفق طرح علمي نزيه . هذا الأبُ الجليلُ باقٍ في شُرفات أيامنا انساناً وشاعراً وروحانيّاً كان يلامسُ احبتَه بحنان أبوي كله رضا وتسامحٌ ودعوة الى التلاحم والتأخي .
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7006مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الإثنين 20 فبراير 2012 - 13:16
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين قال سيدنا يسوع المسيح له كل المجد انا القيامة والحياة من آمن بي وان مات سيحيا اخوتي واخواتي إن وجودنا على هذه الارض هو موقت وزائل، ونحن المؤمنون نعيش للحياة الابدية الخالدة . إن حبة الحنطة ان لم تسقط على الارض وتمت لن تعطي حياة جديدة ، فحياتنا هي في السماء كما في قول المرنم .
انا لست إلا غريبا هنا فان السما موطني ارى الحزن عندي هنا فدار العلا موطني الا انني سائح قاصد ديار السما موطني فلا بد أن تنتهي غربتي وامضي الى موطني
الرب اعطى والرب اخذ وليكن اسم الرب مباركا ان مكان المؤمنين هو فوق ، على ساحة الابدية ، حيث ستلقى سفينتك مراسيها وحيث قد سبقك الرب ليعد لك المكان الذي تشتهيه لنفسك ، والذي طالما سعيت اليه ، دون ان تجده أبدا لنفسك هنا على الارض . لنرتل كلنا ترتيلة العزاء والتي نرتلها في كنائسنا المقدسة عن روحه الطاهرة .
يقول الرب في كتابه المقدس ( ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل اقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك )) . ادخل الان الى الملكوت ) .
الراحة الابدية اعطها له يارب ونورك الدائم فليشرق عليه عائلة المرحوم الاب والكاتب والشاعر د . يوسف سعيد صبركم واعانكم الرب ذوي المرحوم واصدقاءه ومحبيه في العراق والمهجر لكم كل الصبر نشارككم الاحزان بوفاته اسكنه الرب ملكوته مع الابرار والصديقين ويكون وفاته اخر الاحزان لكم جميعا امين .
الشماس يوسف جبرائيل حودي والعائلة ـ شتوتكرت ـ المانيا
باسمة عبدالله عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 408تاريخ التسجيل : 05/04/2010الابراج :
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الخميس 1 مارس 2012 - 3:23
الرحمة وملكوت السماوات لك يا أبونا ولمحبيك الصبر والسلوان .
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60603مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: وفاة الأب والشاعر المعروف د. يوسف سعيد في السويد الأحد 4 مارس 2012 - 2:25
كلمة في رحيل الموصلي المغترب:الشاعر الأب يوسف سعيد
March 1, 2012, 11:59 am
وحده التراب يصدُّ تمرّدنا ويدفعنا نحو ثقوب منخله الكبير ..
قال عنه الشاعر المعروف ميخائيل نعيمة: (لم أجد في حياتي كاهنا بهذه الروعة الشعرية العميقة في الحياة) والكاهن هذا هو الشاعر العراقي الموصلي الدكتور الأب يوسف سعيد، أحد كبار أدباء الحداثة الذي وافاه الأجل فيالسابع من شباط الماضي،عن عمر يناهز الثمانين عاما في أحد مستشفيات (ستوكهولم) بالسويد، بعد أن أمضى الأربعين سنة الأخيرة من حياتهمغتربا عن بلده،مقيما (سودرتالية)إحدى ضواحي عاصمة السويد.
والأب الشاعر د. يوسف سعيد رحمه الله من مواليد الموصل سنة 1932 .. بعد أن عين في ستينات القرن الماضي رئيساً روحياً لطائفة السريان في كركوك، كان أحد أدباء (جماعة كركوك) تلك الجماعة التي كان لها حضورها في المشهد الأدبي العراقي وريادة عدد من شعرائها لما سُمي فيما بعد بقصيدة النثر.
غادر العراق إلى بيروت في الستينات وبقي فيها حتى عام 1970 ثم غادرها ليجد في الضاحية التي مر ذكرها مستقرا لحياة هادئة في السويد، وفضاء للتأمل والإبداع الشعري..حتى تفرغ للكتابة فأصدر العديد من كتب الشعر ولفت الأنظار إليه في الشرق والغرب، فقد تميَّز كما كتبوا عنه (بخياله الجامح الذي يأخذ القارئ إلى فضاءات فسيحة وخلاقة، يخطُّ جملته الشعرية وكأنّه يلتقطها من خاصرة السماء الصافية، ومن أهداب النجوم، ليقدم للقارئ خطاً شعرياً متفرّداً ومتدفقاً بالإبداع.)
هنا تعود بي الذاكرة إلى لقطات من مشاهد معرفتي به واشتراكي معه في عدة جلسات شعرية أدون منها ما يقدح في الذاكرة الآن بشكل موجز:
* كانت وزارة الثقافة والإعلام تدعو الشاعر الدكتور الأب يوسف سعيد سنويا للمشركة في مهرجان المربد الشعري، وفي صالة الفندق الذي يحل فيه ضيوف المهرجان ببغداد، وكنتُ سنويا واحدا منهم، كان العديد من الشعراء الشباب يلتقون به، معبرين عن إعجابهم بما يبتكر من صيغ ومفردات وصور، فضلا عن حبهم له لأنه رجل في غاية الطيب والتحضر والإنسانية والتعلق بوطنه العراق.
* كان خلال تواجده في أروقة المهرجان يتحين الفرص للسفر إلى المحافظات التي تقام فيها بعض جلسات المربد الشعري، كالبصرة والموصل والنجف، ويلقي من شعره في تلك الجلسات.
* في أحد جلسات المربد التي أقيمت في القاعة الكبرى بجامعة الموصل، لمناسبة (يوم الشهيد) كان الأب الدكتور الشاعر يوسف سعيد أول المشاركين، فصعد إلى خشبة المسرح ووقف أمام المنصة، ثم حنا رأسه إلى الأمام وأغمض عينيه وبقي صامتا لربع دقيقة أو أكثر والجمهور الذي كانت تغص به القاعة ينتظر صامتا مثله.. ثم تحرك قليلا قائلا للجمهور: (شكرا لإصغائكم لقصيدتي هذه، قصيدة الصمت في يوم الشهيد) واستدار عائدا إلى القاعة فضجت بتصفيق الجمهور وإعجابه.
* في مربد عام 1988 جمعتني جلسة جميلة معه في صالة فندق المنصور ببغداد، فتحدث فيها عن الشعر بأسلوب شاعري متدفق، ثم رسم لي لوحة بالكلمات عن ضاحية(سودرتالية) التي يعيش فيها، متغزلا بامتداد خضرتها وظلالها وأريجها ومياهها مد البصر، مما يدعو إلى التأمل والتحليق واقتناص أبهى لحظات الخلق والتفرد..
ثم أهدى لي نسخة من مجموعته الشعرية (الشموع ذات الاشتعال المتأخر) الصادرة فذلك العام، وأولى قصائدها تحت عنوان (الموصل) وكانت كلمات إهدائه شفافة رقيقة، وقد جاء فيها:
(مَعد الجبوري، تلتهب القصائد بين يديه كشعلةٍ فوق شعفاتِ جبال بلاده..
معد .. امخرْ في عباب سحر الشعر فقد خُلقتَ له بجدارة متناهية، لِتَحْتَسِيَ من ماءٍ أثيريّ من كؤوسه الخضراء.)
* مقطع من قصيدة (الموصل) للأب د. يوسف سعيد:
يلمع إسفينها الأخضر كحجرة ساقطة من نيزك صباحاتها تتقمص لون البنفسج أهدابها الوردية تستقطر خلاصة رحيق الزعفران الموصل إخصاب مبارك الموصل دائما مَحجَّةٌ لأسراب الشكارك والفختيات والكوكختي الموصل طائرات ورقية ملونة الموصل رشاقة الحندقوق الموصل تعبئ في أقفاصها أجنة القلاشات الموصل فقرات ملونة من صوان الملوك أهدابها كلمعة درهم عربي كابتسامة وردة الرمان مآذنها ترمق ديار ربيعة وهودجها الأخضر من أبنوس غابات المحبة الموصل تنشق غضبا في سنابك خيل الغزاة وتغسل جسدها برغوة الربيع *