أمريكا.. نحو حرب عالمية ثالثة

عبد الجبار الجبوري
فتح الفيتو الروسي الصيني الخاص بمشروع قرار ضد سوريا الباب على مصراعيه، لمواجهة محتملة بين الولايات المتحدة الامريكية والغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، وهذه المواجهة لها ما يبررها على الأرض من إشارات أمريكية منها قضية الدرع الصاروخي الموجه نحو روسيا، وجملة من التغييرات حصلت في منطقة الشرق الأوسط لصالح أمريكا وأوربا، أضرت بالمصالح والسياسات الروسية الصينية ،كان من أبرزها غزو العراق وتدميره وغزو ليبيا وتدميرها، وما يجري الآن تحضيره ضد سورية من تغيير داخلي وخارجي متوازن يصب في هذا الاتجاه، عدا ما جرى في مصر وتونس واليمن من ثورات في إطار ما يسمى بالربيع العربي الكاذب وبروز التيارات الاسلامية في الحكم في المغرب والكويت ومصر وتونس والعراق، هذه الاشارات كشف عنها عراب السياسة الامريكية وعقلها المدبر منذ خمسين سنة الثعلب هنري كيسنجر لصحيفة (ديلي سكيب) التي تصدر في نيويورك حين بشر العالم بحكومة عالمية تتزعمها أميركا عبر حرب عالمية ثالثة تدمر فيها روسيا والصين مؤكدا في فرضيته أو مشروعه هذا أن ما يجري من تحضيرات ومناورات وتمهيدات لهذه الحرب سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الامريكية والغرب من جهة ثانية وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار لمثل هذه التصريحات الافتراضية فهل هي افتراضية حقا ام تستند إلى وقائع على الأرض يمكن الاستدلال اليها، فما جرى من غزو وحشي للعراق وتدمير بنيته التحتية وإخراج جيشه من عامل التوازن العسكري في المنطقة، وكذلك تدمير ليبيا وتفكيك أسلحتها التدميرية النووية وإشاعة الحرب الأهلية فيها بقوة الناتو، وما يجري الآن تطبيقه لسيناريو العراق وليبيا مع سورية، استعدادا لمرحلة أخرى وربما الأخيرة قبل المواجهة الكبرى التي سماها كيسنجر (حرب عالمية ثالثة) وأقصد كما تدعي إدارة أوباما وهذا لن يحصل قبل الانتخابات الايرانية القادمة في آذار، كل هذا يسميه كيسنجر (تمهيدات وتحضيرات) لحرب أكبر، فيما يرى أن الهدف الأول لإسرائيل هو سقوط إيران ويكشف انه (بناء على طلباتنا) فإن (الدوائر السياسية الاستراتيجية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال الموارد الطبيعية خصوصا النفط والغاز) ويذهب في تصريحه إلى أن هذا العمل هو السبيل الأمثل للسيطرة على الدول ثم يضيف أن (العسكريين الأميركيين حققوا هذا الهدف تقريبا) و(هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لطلباتنا وبقي حجر واحد علينا إسقاطه من أجل إحداث التوازن وهو إسقاط إيران) إذن كانت السياسة الأمريكية تأخذ بطلبات كيسنجر في تنفيذ أجندتها العسكرية في الشرق الأوسط والعالم وما زالت تعتمد على أفكار وطروحات كيسنجر الاستراتيجية السياسية منها والعسكرية ويواصل هذا في فرضيته نحو حرب عالمية ثالثة فيقول أنه (يدرك أن كل من الدب الروسي والتنين الصيني لن يقفا إزاء ما تقوم أميركا في العالم وخاصة الشرق الأوسط الغني بالنفط والغاز، موقف المتفرج ونحن نمهد الطريق لقوتنا خصوصا بعد أن تشن إسرائيل حربا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قد من العرب، وعندما يستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط إسرائيليا) هكذا يخطط كيسنجر للسيطرة على الشرق الأوسط حتى يصل إلى مشروعه بالسيطرة على العالم بإقامة حكومة عالمية بقيادة أمريكا ويوضح فيقول (فالمهمة الملقاة على عاتق جنودنا وأقصد الاميركيين والغربيين بصفة عامة المدربين جيدا والمستعدين في أي وقت لحرب عالمية ثالثة يواجهون فيها الروس والصين، ومن ركام الحرب سيتم بناء دولة عظمى وحيدة قوية صلبة منتصرة هي الحكومة العالمية التي تسيطر على العالم ولا تنسوا أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أكبر ترسانة سلاح في العالم لذا فإن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم) بهذا المشروع تواصل إدارة أوباما السيطرة على العالم ولو بحرب عالمية ثالثة كما خطط لها كيسنجر فهل تستطيع أن تنفذ مشروعها إدارة أوباما وهناك متغيرات وتحالفات استراتيجية لروسيا والصين في المنطقة والعالم وهل تذهب الصين وروسيا لهذه الحرب أو هي غافلة عما تخطط له وتعلنه إدارة أوباما ولو على لسان عرابها كيسنجر الذي وصل مرحلة الخرف العقلي.. المهمة كارثية على العالم وعلى العالم أن يفعل شيئا قبل إندلاعها، بالرغم من أن طبول الحرب تدق ومن لم يسمعها فهو مصاب بالصمم كما يقول كيسنجر.