الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1319تاريخ التسجيل : 25/08/2011الابراج :
موضوع: القديس مار شمعون برصباعي الإثنين 13 فبراير 2012 - 0:31
القديس مار شمعون برصباعي :
هو من مواليد مدينة (سوس ) في إقليم عيلام ، نلقاه في مستهل القرن الرابع الميلادي تلميذاً للجاثليق ( فافا ) ثم أركذياقوناً له ثم خلفاً . هناك رواية تقول أنه عاش أكثر من 117 سنة. أما لقب برصباعي فمعناه ( ابن الصباغين ) و قد جاءه من أبويه اللذين كانا يصبغان الملابس للملوك، ويقول التاريخ السعردي إن الجاثليق ( فافا ) لكبر سنه وضعف حركته أرسل مارشمعون برصباعي و مار شاهدوست للنيابة عنه في مجمع نيقية سنة 325.
أسهم في جمع أساقفة المملكة الساسانية تحت ولاية كرسي المدائن ،أي ساليق وقطيسفون. وفي ربيع عام 341 أصدر الملك شابور الثاني مرسوما يقضي بأن يدفع المسيحيون جزية استثنائية مضاعفة حتى تتيسر له مواصلة الحرب ضد الرومان، فكتب رسائل إلى حكام البلاد يدعوهم للقبض على مار شمعون رئيسهم، ولا يخلى سبيله إلا بعد أن يتعهد بجبي و دفع جزية مضاعفة عن شعبه.
فألقي القبض على مار شمعون، وتليت على مسامعه ما جاء في رسالة الملك، وطلب منه إنجازها، لكنه رفض طلبهم، لأن سلطته الروحية لا تسمح له التصرف بما يطلبه الملك منه. وطلب منهم أن يبلغوا الملك أن شعبه لا يتسنى له دفع الجزية مضاعفة لكونه فقير.
فكتب الحكام رسالة إلى شابور يخبروه فيها عن رفض مار شمعون ما أمر الملك، فاحتدم غيظاً لعدم طاعة مار شمعون لأمره .
و هكذا تمت حملة واسعة من الاعتقالات . كان مار شمعون في مقدمة المعتقلين البالغ عددهم 103 و بعد استجوابات متتالية اتهموا بالخيانة والموالاة للرومان، و سيق مع مجموعة المعتقلين إلى مدينة ( كرخ ليدان ) في إقليم الأهواز حيث كان الملك يقيم ، ولما مثلوا أمامه ، طلب منهم أن يجحدوا إيمانهم ،ويسجدوا للنار المقدسة أو الشمس عين الإله ، و له نفسه كجزء الإله ( اهورمزد ) و إلإ ضرب أعناقهم بالسيف ، فما كان منهم إلا أن أصروا بثبات على إيمانهم ، و امتنعوا عن السجود للنار وللملك .
حينئذ أصدر الملك أمراً بقطع رأس مار شمعون و من معه. و كان ذلك في الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة 14 نيسان 341. ففي الوقت الذي فيه مضى يسوع إلى آلام الصليب، خرج هؤلاء الظافرون أيضاً إلى القتل. و أمر الملك بأن يقتل الجميع قبل مار شمعون، لعل عزيمته ترتخي أمام منظر قتلهم، وعند خروجهم من المدينة كان مار شمعون يتقدمهم مثل قائد مغوار، وهو يشجعهم بصوت عال في الطريق ويقول لهم : " تقوَّوا بالله يا أخوتي ولا تخافوا. هوذا الرب يقول لكم : ثقوا أنا غلبت العالم . فإننا نموت في سبيل المخلص، ونقتل في سبيل المسيح . و أيضاً أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا. فكم بالأحرى يحيا ذاك الذي قتل من أجل اسمه القدوس المجيد ".
ثم أخذ الحكام يقدمون عشرة عشرة من الشهداء للسيف، وكان القديسون يتقدمون فرحين مسبحين الله. وكان المغادرون منهم يقبلون الباقين.
أما مار شمعون فكان يشجعهم ويقول: " دوسوا يا أبنائي شوكة الموت الذي حطمه يسوع بموته ". وبعد أن استشهد مائة منهم، رفع مار شمعون صوته، وقد رأى جثثهم ملقاة أكداساً أكداساً و قال: " أين شوكتك يا موت، وأين غلبتك يا جحيم؟ الشكر لله الذي أولانا النصر بيسوع المسيح ربنا. ما أحسن و ما أجمل الأخوة الذين تكللوا معاً! وما أبهى إكليل الشهادة الذي كمل في المائة! ".
و هكذا استشهد مار شمعون و رفاقه في يوم الجمعة العظيمة ، وكانت هذه بداية الاضطهاد العنيف الذي يعرف بالأربعيني لأنه دام نحو أربعين عاما (339 ـ 379 ) والذي أودى بحياة آلاف المسيحيين.
قام المؤمنون خفية بنقل جثمان القديس مار شمعون إلى مدينة سوس ، و دفنوه فيها ، و لا تزال كنيسة المشرق تحتفل بتذكاره في مناسبتين : الأولى مع رفاقه في جمعة المعترفين بالإيمان ، التي تلي عيد القيامة والتي هي بمثابة تذكار جميع القديسين في الكنائس الغربية ، والثانية في التذكار المخصص له في الجمعة السادسة من موسم الصيف.