صليب العراق ينزف دمـاً ... وصراخ الامهات يتعالى عن صوت النواقيس
صراخ في فناء الكنائس .. دماء ملتصقة على ثوب العيد لطفلة تمرح
في الجوار ، نار تحرق بأشلاء أخوتي ... وأنا ... متفرج على مسرحية الواقع
حياتنا اصبحت هذه ، وقصتنا اصبحت واقعنا ، وبكل أسف هذا حالنا ...
فهذا حال أهل الوطن عندما يهجرون من وطنهم ..
ما أقسى أن تكون داعي للسلام وتقتل من اجل كلمتك
ما أقسى أن تكون محباً لغيرك ومسامحا له ويردك برصاصة في جبينك
مأ اقسى أن تغفر لمن خطأ بحقك ويردك بزرق منظفات المرافق في وريدك
ما اقسى أن تكون محثا على الأخوّة وتُذبَح بسبب كونِكَ " مسيحي "
فما ذنب أماً حاملة ابنتها لتسعدها بنعيم ربها ومحبته
لتتلقى شضايا متناثرة على جسد ابنتها ؟
وما ذنب شاباً يخدم في كنيسة لكي يتلقى في المقابل زجاج يقطع جسمه الى اشلاء ؟
فأين السلام .؟ وأين الرحمة . ؟ وأين الانسانية . ؟
في أحصائية عامة لعدد المسيحيين قبل الأجتياح الامريكي في 3 اذار/ مارس
2003 يقدر باكثر من 800 الف شخص . ومنذ ذلك الحين
غادر حوالى 250 الفا منهم البلاد هربا من اعمال العنف .
لم تشكل مليشيات مسيحية للوقوف بوجه اعمال العنف هذه ..
بل قرروا النزوح الى مناطق اكثر امناً وسلام تحتضنهم هم و قلوبهم المسكينة
وها هنا اليوم .. نقول ما تراه اعيننا
أفراد يتجهون الى كنيسة
الكنيسة خالية من الناس
الاجراس تدق بصوت صراخ الامهات بدل صوت الناقوس
الكاهن يطلب من الله الرحمة
والجموع تطلب العقل المنير والمسامحة للذين يضطهدونهم
كنيستي :
بيتي الأول والأخير .. اصبحتي مسرحاً لما يمثله المهرجون ،
واصبحت فوهات البنادق موجهة على صليب قبتكِ ..
و دخان احتراق اشلاء اصدقائي تصاعد الى قمم نواقيسكِ
فذنبكِ الوحيد هو لأنكِ تدعين السلام .. لأنكِ منبر السلام
قتلوا أولادكِ بسيارات ملغمة بقنابل الحقد ..
صديقي ..
الذي لم استطع حمل جثتك بسبب أحتراقها .. اصلي واطلب الرحمة
من اللهي لانه الوحيد الحنون والرحوم ....
كاهني..
فقدتك يا معلمي .. فقدتك يا أبي .. أخذوك مني .. عذبوك .. وقتلوك ..
وتكلمت معهم بلغة الحب والمسامحة .. قدمت لهم غفران الذات ..
وسلبوا منك حياتك وكانت وصيتك
" ياأبتي أغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون "
يقول الربّ يسوع المسيح :
" طوبى لمن اضهدونكم وعيروكم "
" أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم "
" أحبوا أعدائكم وصلوا لأجل مبغضيكم "
فهنيئا لفقيدك لأنه راقد في ملكوت السماء
مسيحيين اليوم
فقدوا بعض الشيء من الأمل و غادروا بيوتهم هاربين من فكرة ..
الهروب من الموت .. لايعلمون بأن الموت هو أقرب من العين لجفنها ،
واقعين تحت تهديد القتل وقد نتاسوا قول المسيح " من يريد ان يتبعني
فلْيحمل صليبه ويتبعني "
المسيح لا يريد منا ان نموت لأجل أسمه ونحن تحت تأثير
القتل لكن يريد منا المسيح نشر مسيحيتنا في هذا الوقت ،
يريد منا أن نرفع صليبنا سلاحنا الوحيد وهو رمز خلاصنا
أحبتي ..
رسالتنا اليوم مهمة جداً مسيحيتنا تطالبنا بأيضاح صورتها والثبات
على اقوال يسوع المسيح لنحاول ان يكون محور تفكيرنا اليوم ..
هو خلاص الروح , هو كيفية ثبات المسيحية في هذه التجربة الصعبة ,
لنكن رسل للمسيح ولنكن ناشرين محبته فقط ليس بالضرورة ان نبشر
بكلمته لأننا محتاجين الى رسل محبة حقيقيين في زمننا هذا .
الأن .. وغداً
هل يستمر هذا القربان بالنزف ؟ هل يستمر بكاء الام ؟ متى ؟ واين ؟ وكيف ؟
هل سأكون حاضرا عندما أرى هذا المشهد؟ مشهد الحياة المنعمة بالحب؟
ربي .. أعطيني القوة لكي أجتاز هذه المحنة , علمني السلام الحقيقي ,
هبني المحبة الحقيقية , كن لي عوناً وسنداً لكي أستطيع ان
انشر كلمتك ومحبتك ووصيتك الى كل القلوب
لكي أعلن أن أحبتي واصدقائي وكهنتي وكنيستي هي دعاة للسلام
أملي ان نعود الى كنائسنا
وأن نرنم مع جوق الكنيسة ونسبح الله ونمجده
وأن نعيش سلاماً حقيقياً لا مزيفا وأن نقبل أنساناً ونحن لانميز
ماهو دينه فقط لانه من صنع الله
أملي ان ينير صليب المسيح سماء بلادي ويشرق على الذين كانوا غافلين عنه
لنشعل شمعة الحب والسلام معاً
ليكن الرب حافظنا .. والصليب رمز خلاصنا
أمين .
بقلم : مســــتر مـاخذ إجــــازة
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الإثنين 13 فبراير 2012 - 20:55
