الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61369مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: هل تفيق كليات الترجمة العربية؟! الأربعاء 15 فبراير 2012 - 1:17
1:07am Feb 15
هل تفيق كليات الترجمة العربية؟!
عشرات الجامعات العربية التي تمنح بكالوريوس في الترجمة وتخرج مئات سنويا غير قادرة على تخريج جيل مؤهل قادر على دخول سوق الترجمة، أساتذة ترجمة سلبيون، يستخدمون أساليب ومناهج قديمة أو من إعداد شخصي يجبرون الطلبة على شرائها (للمصلحة التجارية الشخصية)، أساتذة مُنظرون أكثر من كونهم مترجمين ممارسين، لا يجيدون التعامل مع المصادر الرقمية وبرامج الترجمة المتقدمة، طلبة بمستوى متدن في اللغات، جامعات تقبل معدلات منخفضة لدخول أقسام الترجمة، كليات لا تتعاون مع مكاتب الترجمة ومؤسسات التدريب المتخصصة لتدريب طلبتها، لا تُعين مترجمين محترفين أو مخضرمين في كلياتها، يهمها حرف الدال حتى لو كان الدال اختصارا وتجسيدا لـ "الدمار"! ما لفت نظري أن عدد قليل من أساتذة الترجمة سأل عن كتاب صدر لي قبل شهور "المترجم في الخندق الأول" برغم الإعلان عنه وإشادة البعض به، علما بأن كل أساتذة الترجمة والمترجمين العرب هم مشتركون في شبكتي الإعلامية ويقرأون مقالي هذا، لا أتحدث هنا بهدف تسويق الكتاب، فكل أساتذة الترجمة والمترجمون العرب يعرفونني ويعرفون أنني أكبر من أكون رخيصا أو تافها أو مبتذلا لأسوق لنفسي في هذا المقام أو المقال، علما بأن النسخة الأولى من الكتاب قد نفذت. تطرقت لهذا المثال الشخصي لأشير لحجم مشكلة أساتذة الترجمة، فأستاذ الترجمة المثابر وكل متخصص يبحث عن أي كتاب في مجال تخصصه ليواكب آخر ما صدر، سواء تبين لاحقا أن الكتاب جيد أو بغير المستوى المتوقع، هذا هو ديدن الإنسان المثابر الذي يتقن عمله. جمعيات الترجمة الموجودة على الساحة العربية على قلتها هي مجرد جمعيات ديكورية يديرها أتباع السلطة أو أشخاص مشلولون من فئة "الرئيس الخالد" أو "إلى الأبد يا رئيسنا"، تستخدم للوجاهة عند اللزوم. دعوت وناضلت عبر السنوات لخدمة حركة الترجمة والنهوض بها والتعريف بدور المترجم العربي السفير الحضاري المتقدم للأمة، وسعيت بشكل مثابر سواء عبر الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب "واتا" لإنشاء أكاديمية عربية دولية للترجمة أو كمشروع استثماري خاص لكن كانت المؤسسات العربية التي يشرف عليها شيوخ وشيخات وأميرات وأمراء التي تواصلت معها شخصيا ليست معنية كما كانت تشير في إعلاناتها، فهي مخصصة للتلميع الإعلامي لهذا الشيخ (ة) أو ذاك الأمير (ة) وأنه/ها رائد/ة النهضة العربية. أما القطاع الخاص فقد أبدى بعضهم الرغبة لكن لم تكن ميزانياتهم تكفي أو لم يكونوا قادرين على استيعاب أهمية المشروع ترجميا وحضاريا واستثماريا، يريدون أن تتحدث بالأرقام وأنت لا تجيدها. نعم، تحزن على واقع كليات الترجمة، وتحزن على صرف سنوات من عمرك للنهوض بواقع وحركة الترجمة في الوطن العربي بدون نتيجة، وتحزن لعدم استفادة الأمة من قدراتك وخبراتك، وتحزن على المليونيرات من رجال وسيدات الأعمال العرب وأصحاب المليارات من الشيوخ والأمراء والحكام الذين لم يفكروا بإنشاء أكاديمية دولية للترجمة سواء كمشروع تجاري و/أو مركز إشعاع حضاري للأمة العربية، لكن الحياة تعلمك ألا تحزن، فابتسامتك مطلوبة لأسرتك على الأقل!