|
| رأس السنة الأيزيدية ,, سه ر سال | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابو ازاد عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130 تاريخ التسجيل : 07/12/2009 الابراج :
| موضوع: رأس السنة الأيزيدية ,, سه ر سال الخميس 1 أبريل 2010 - 14:49 | |
| رأس السنة الإيزيدية _ سه ر سال
نحتفي هذه الأيام بحلول عيد رأس السنة الإيزيدية، ونحن على مفترق طرق من تسميات الشهور والتقاويم التي تسترعي البحث والمقارنة، حيث نجد عند شعوب المنطقة مجموعة أعياد رأس السنة بمختلف التقاويم، و كل منها تقول: أنا الأقدم والأصح، ولدى البحث والتمحيص نجد أكثريتها مستعارة من تقاويم وثقافات أخرى. ولمعرفة من هي الأقدم والأصل ينبغي أن نقيس الأصالة والقدم عند أي شعب وفق مقارنته مع تقاويم أعياد شعوب وادي الرافدين القدامى ( سومر وأكد وأمور وكلدان وأشور) أو مع تقويم الشعب المصري القديم. وبالنسبة للشعوب ووادي الرافدين القديمة، لم يبقى منها سوى الكلدانيون والأشوريون الإيزيديون بما فيهم الكورد، ولكن من ناحية الأصالة التراثية لم يبقى في وادي رافدين (ميزوبوتامية) سوى الإيزيديون، ولسبب بسيط وهو: أن الكلدانيين والأشوريين، قد تخلوا عن توراثهم العراقي القديم الأصيل، منذ اعتناقهم الديانة المسيحية، وأن الديانة الجديدة حرمت عليهم ممارسة تراثهم الرافدي القديم، و الكنائس حاربتها ، بحجة أنه تراث جاهلي وثني، وأنه يعود إلى فترة الضلالة الكفر. لذا لم يبقى في ساحة العراق وكوردستان من يرث التراث السومري البابلي الأشوري العظيم سوى الإيزيدية، ولماذا..؟ لأنهم حافظوا على دينهم وتراثهم القديمين بدمائهم الزكية، وهذا التراث باقي بينهم إلى يومنا هذا، وما هذا العيد إلا جزء منه، والآن يحاول الكلدانيون والأشوريون الأهتمان بتراثهم العراقي القديم من بوابة القومية متحدين احتجاجات الكنائس. الإغريقية سموا ثقافات العراق القديم بثقافات البحر المتوسط، وهم أنفسهم ورثوا هذه الثقافة، والرومان ورثوها منهم وأقحموا فيها أسماء قياصرتهم مثل: كيوليوس وأغسطس، وانتقلت منهم هذه الثقافة إلى الشعوب الأوربية. ومما لا شك فيه هو أن جذور تراث الإيزيدية يمتد إلى زمن يسبق ظهور الأقوام السامية في وادي الرافدين، ورغم تشابهه بين التقويمين إلا أن منظور عيد رأس السنة الإيزيدية يختلف من حيث الجوهر، وللمزيد من التوضيح ينبغي دراسة روابط احتفالات أعياد رأس السنة الإيزيدية النيسانية والكانونية (الباتسمية) مع روابط أعياد سومر وبابل وفارس ومصر القديمة، ومن الضروري أن نقارن بين التقاويم والروابط والثوابت التي أراها مهمة نذكر منها:
أولا: التقاويم: لا بد أن نشيد هنا إلى فضل السومريين وتقاوميهم التي اعتمدت على النظام الستيني الذي مازالت البشرية لا تستغني عنه أو تجد له بديل، فهم الذين قسموا أجزاء الدائرة والكون والوقت الأرضي على نفس النظام أي الستينات، وقسموا الساعة إلى ستين دقيقة وقسموا الدقيقة إلى ستين ثانية، وهذا يدلل على أن السومريين كانوا على يقين بكروية الأرض ودورانها قبل غاليلو بدهور، ومازالت بعض الجهات المتشنجة ترفض الاقتناع به. ولكل شعب تقويمه الذي يبني عليه أعياده التراثية، ولا يمكننا فهم تاريخ الأعياد القديمة عند أي الشعوب في المنطقة ما لم نذكر بعض التفاصيل عن تقويمها، وأما مسألة من تأثر بمن فهذه تحتاج إلى مجهود كبير. و كلمة التقويم تنحدر من كلمة { قّوّم } التي تعني إزالة الاعوجاج من الشيء وتعديله، ومازالت كلمة { روزنامة} الفارسية تستعمل حتى اليوم، كلمة روزنامة مركبة من كلمتين { روژ } وتعني يوم، و{ نامة } وتعني كتاب أو سجل أي كتاب الأيام.
واليوم لدينا صنفين من التقاويم المستعملة وهي: القمرية العربية والشمسية الإفرنجية، وهذا التقويم الأخير يمثل التقويم الميلادي للمسيح، وهو يستخدمه الغرب والعالم في الوثائق الرسمية، بينما ينحصر استخدام تقويم القمري الهجري لدى المسلمين في ضبط التواريخ الدينية (1).
التقويم القمري سبق هذا التقويم تقويم الشمسي، لسهولة تتبعه بحسب ظهور القمر دوريا، ولكنه يقل بيوم واحد كل عام عن التقويم الشمسي, وسميت أسماء الشهور القمرية منذ القدم، وأهتم بها الكلدانيون في بابل، و ثمة شهور منها تدعى الأشهر الحرم، وقد حددت لها قوانينها وضوابطها، فوصلت حد تحريم وتحليل صيد البر والبحر، ومنع بها إعلان الحرب الذي يقودها أهل السياسة، واليوم يقودها الإرهاب الحديث ذو اللباس الديني، فيعلنوا الحرب متى شاءوا.
قالت العرب إن الأشهر الحرم أربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، ثلاثة منها سرد وواحد فرد. نظمت جداول لضبط الفرق بين التاريخين الهجري والميلادي، ولاسيما لدى الباحثين والمؤرخين، الذين يستسهلوا إضافة العدد622 وهو عام الهجرة الميلادي، الذي حدث في 16 تموز (يوليو) عام 622م إلى التاريخ الهجري مع ضربها بمعامل بسيط، فحواه الفرق(11) يوما بين التقويمين ليظهر لهم بالتقريب العام الميلادي.
ثانيا: تقاويم الشرق القديم: ينبغي معرفة تقاويم أعياد الرأس السنة أيا كانت، ومعرفة وما هو التقويم الثابت والصحيح، وما هو التقويم التقديري والمتفق عليه والمقتبس من الآخرين. وما وصل إلينا من ميراث ثقافات وادي النيل اليوم هو: عيد شم النسيم وفيضان النيل في مصر الوارد من التواريخ الفرعونية وكذلك الحال في كثير من الأعياد الرافدية.
فمازال الفلاحون في جنوب العراق يستعملون أسم نيسان للدلالة على موسم الحصاد الذي يرد بصيغة الفعل (نيسن) ويعتقد أن نيسان تعني { نيشان} أي علامة لموسم ما كموسم الحصاد. وأخذ العبرانيون نظام التعديل الذي يقرب السنة القمرية من السنة الشمسية كثيراً الذي يمكن حسابه مقدماً من الكلدانيين في القرن الرابع (ق.م). بعد أن كانوا يستعملون سنة قمرية خالصة، واحتفظوا بهذا النظام إلى اليوم (2). أستعمل الغرب التقويم الروماني الشمسي المعروف بالتقويم اليولياني الذي أدخله (يوليوس قيصر) العام 46 ق.م. وأضاف سنة كبيسة لكل أربع سنوات ليكون طول السنة اليوليانية 365 يوماً وربع اليوم. لكن هذا التقويم يقل في الواقع ب 11 دقيقة و 14 ثانية عن السنة الفلكية، وهذا يعني اختلاف يوم واحد في كل 128,2 سنة، أو ثلاثة أيام كل أربعة قرون تقريباً، وهذا التقويم في الأصل هو تقويم سومري بابلي أخذه الإغريق وسموه بالتقويم اليولياني بعد أن أجروا عليه تغيرات بسيطة، ونحن الإيزيديون نسمي هذا التقويم بالتقويم الشرقي ولا زلنا نعمل به. وقد أصلح البابا غريغوري الثالث عشر هذا الخطأ في العام 1582 م، حين أمر باستعمال التقويم المعروف حالياً بالتقويم الغريغورياني. وبدأت الدول الكاثوليكية استعمال التقويم الغريغورياني في القرن السادس عشر، أما الدول البروتستانتية فلم تستعمله إلا في القرن الثامن عشر. ولم تعترف الكنيسة الباروسلافية الروسية بهذا التقويم، ولم يجر إصلاح التقويم في روسيا إلا العام 1918، ولهذا السبب اختلف التقويم الروسي عن التقويم الغريغورياني المستعمل عالمياً حتى وصل الفارق إلى 13 يوماً، ونحن الإيزيديون نسمي هذا التقويم بالغربي. ثالثا: أسماء الأشهر: جل هذه الأسماء وردت من التسميات القديمة، فمثلا نجد في الأشهر القمرية أسم عاشور وهو أول الشهور التي ذكرت في الديانات العراقية القديمة التي مجدت ألهتهم ( أشور) الذي أتى بتسمية الآشوريين، وكان قد أقتبسه الفرس وأسموه (أهورا) مقترنا بالآلهة الفارسي القديم. وفي سياق اقتباس الكلمات من الفارسية نجد كلمة (مهرجان) التي تعني عيد الملك وهو الذي يحتفل به في الخريف. وبسبب جهل المؤرخين المسلمين بالآرامية واللغات الشرقية المنقرضة عموما، فكان سهلا عليهم أن ينسبوا الكلمات لأصول فارسية أو رومية أو يقربوها إلى معان في العربية، كونها من أسامي المشتركة، مثل كلمة (كانون) التي مازالت تستعمل بدلالات لغوية تعني موقد النار وبما يعني الشتاء الذي تحل به المواقد. ذكر البيروني بعض التسميات وضن بأنها مجوسية وهي بابلية لاختلاط الحال عنده بين المانوية البابلية والزرادشتية الفارسية. وهذه أسماء الأشهر الكلدانية البابلية: طبيتو، شباطو، ادارو نيسانو، ايارو، سيمانو، تموزو (أو دموزو)، آبو، ألولو (أو أولولو)، تشيرتو، اراشامنا، وكانونو (كسليمو أو كسليفو). وهذه أسماء الأشهر بالعبرية: طبيث، شباط، ادار، نيسان (أبيب = الربيع)، ايار (زيو)، سيوان، تموز، آب، ألول، تشري (إيثانيم)، مرحشنان (بول)، وكسليف. رابعا: عيد رأس السنة البابلية: يترجم البابليون حرفيا عيد { زكموك} السومري، واحتفالات هذا العيد تقع في موسم الاعتدال الربيعي أو الدورة السنوية، وفي هذه الاحتفالات كان يعاد تجديد البيعة للملك في بابل، ونقرا في نص يخص الطقوس و الشعائر الدينية ما يلي: ( سوف يشعل الناس في الأرض النيران في منازلهم وسوف يقيمون الولائم لكل الآلهة وسوف ينشدون الأناشيد). و كان عيد أكيتو أعظم الأعياد التي يُحتفل بها في العصور البابلية وهو عيد رأس السنة البابلية الجديدة وأيامه تشمل { الأحد عشر الأولى } من شهر نيسان و الأيام الأولى منها كانت تخصص للوضوء الديني والصلاة، وفي مساء اليوم الرابع تتلى ملحمة الخلق كاملة على الملأ التي تبين كيفية خلق العالم من خلال نصر إله { مردوخ } الذي زود البابليين بالضمان بأن العالم الذي عرفوه سوف يستمر ولن يتغير. واليوم الخامس يخصص أكثره للتطهر الديني. وفي هذا العيد يُحتفل في الزواج المقدس في مدن معينة. والزواج المقدس هنا يراد به أن يكون دراما الخصوبة الذي يُعتقد بأنه القوة التي تنمي التمور والنباتات والفواكه وقطعان الماشية في المراعي. وفي هذا الطقس الديني يمثل الكاهن أو الملك الإله واتصاله الجنسي مع كاهنة أو ربما الملكة، وهي هنا تمثل الآلهة { انانا } فتقوم الكاهنة بدورها، فينتج عنها الخصب في كل الطبيعة.
وكان المصريون يضبطون تقويمهم على فيضان نهر النيل كونه يعتمد على مصدر رزقهم وهو النشاط الزراعي، بحيث قسموا السنة إلى 12 شهراً، وكل شهر له ثلاثون يوماً، وأضافوا ” شُهيراً“ صغيراً من 5 أيام لتعديل الرقم من 12× 30= 360 يوماً إلى 365 يوماً، وهو أقل من السنة الشمسية الفلكية بأقل من ست ساعات. وعرف المصريون القدماء ذلك الفارق، وحسبوا الدورة التي يعود عندها التطابق بين السنة المصرية والسنة الفلكية، وهي 1460 عاماً وأسموها دورة سيث (نسبة إلى نجمة سيريوس وهي الشعري التي يرتبط ظهورها بفيضان النيل). استخدم العراقيون التقويم الشهري القمري الذي يتكون من 29 أو 30 يوما، ستة منها كانت مخصصة للعطل وثلاثة للاحتفالات القمرية وثلاثة أخرى للراحة. وكانت كلا من العطل الشهرية والسنوية اوقاتا للألعاب والتسلية. وأن الأعياد العراقية ولاسيما الدينية الدورية التي تتلخص في العلاقة بين المدينة وإلهها مثل عيد السنة الجديدة. وكانت الأعياد تدور في المعتاد حول الدراما الدينية. (3).
خامسا: النورز: يحتفل به والفرس و الأتراك و الأكراد، وحول هذا لنا رأي سنذكره في مقالة بعد هذه المقالة. يصادف نوروز يوم 21 من مارس، حيث يتساوي الليل والنهار، وهو اليوم الذي يصادف دخول الشمس في برج الجدي. ويوجد نوروز خاص بالعراقيين المندائيين الصابئة ويصادف اليوم السادس والعشرين من تموز، ويكنى يوم نوروز الصغير و( نوروز زوطا) المندائي وهو الأكثر قدسية من عيد رأس السنة المندائية، ويسهر المؤمنون في ليلته حتى الصباح، ويسمونها ليلة السلام العظيم ( شيشلام ربا) حيث تكون فيه أبواب الدعاء مشرعة. وبنفس المعنى يطلق على نوروز بالتركية (يني كون) و يعني اليوم الجديد. (4). أعتمد أسلاف الإيزيدية على التقويم الشمسي (السومري البابلي اليولياني) الذي يسموه التقويم الشرقي، مع العلم مارس الإيزيديون أعيادهم وفق تقويم يوليوس قيصر الذي يسمى يولياني والذي ظهر قبل ظهور السيد المسيح. وقد يتفاجأ الإيزيديون إذا قلت: بأنهم يحتفلون بعيدين تحت اسم رأس السنة الجديدة. أحدهم يقع في يوم الأربعاء الأول من نيسان الشرقي، والأخر يبدأ في يوم الأحد الأخير من كانون الأول، وينتهي في يوم الأحد الأول من كانون الثاني. واليوم نجد جدال حار بين الچيلكيين أنفسهم حول مواعيد تاريخ عيد رأس السنة { باتسمي }، فمنهم من يقول: بأن التقويم الشمسي الشرقي اليولياني هو الصحيح، ومنهم من يقول: بأن التقويم الشمسي الغربي الغريغوري هو الصحيح و يجب أن يعمل به. ولو سألوني عن التقويم الصحيح لقلت لهم بأن التقويم الشمسي الشرقي اليولياني هو الصحيح، لسبب بسيط وهو لأنه امتداد لتقويم السومري الذي أعتمد عليه أسلاف الإيزيديين منذ ما قبل ظهور السيد المسيح، بينما تقويم (غريكوري) ظهر في عام (1582م)، وهذا الزمن يبعد عن زمن ظهور حسين بك الداسني في أربيل بحدود خمسين سنة، فلا يعقل أن يكون تقويم رأس السنة الباتسمي المتوغل في القدم (5). يمتد جذور عيد الباتسمي إلى عصر الزراعة، يوم كان أكثرية أسلاف الإيزيدية يسكنون الكهوف الجبلية، و كانت الزراعة ما زالت بدائية بسيطة، وأنا أستغرب من أمر بعض أبناء سلالة { پيري آلي } عندما أجدهم يتخبطون في أصل جدهم..؟ ومنذ مدة أطلعت على مقالة أحد المثقفين الإيزيديين حول شخصية (پيرێ آلي) وباختصار جدا يقول فيها: ظهر ( پيري آري) في حدود عام ( 280 م ) في منطقة (ديركي) وظهر مرة باسم ( بابا نوئيل ) ومرة أخرى ظهر باسم (نيكولاوس) وغير ذلك من الأسماء والألقاب، والحقيقة ظهر پيري آلي في حدود عام 555ھ ، ومع هذا فأن وقع الباحث الإيزيدي في الخطأ فهذا ليس عيبا، فكلنا نخطأ في البحث عن تراثنا القديم، لأن ضلت معلومات تراثنا الإيزيدي غير معروفة، وسبب ذلك لأنها لم تدون، منذ مئات السنوات، وهذا أدى إلى ضياع الكثير منها، والمخزون في الصدور لا يزال باقي في الصدور، والذي خرج منه لم يوضح بعد، ومما زاد في الطين بلا هو: تأخر الإيزيديون كثيرا عن تعلم القراءة والكتابة، إذا ما قورنوا مع الذين سبقوهم في هذا الميدان مئات السنوات. ( پيرئ آلي) هو: أبن الپير شرف الدين المعروف بين رجال الدين، وكان معاصرا للشيخ عدي بن مسافر، (وقه ولي _ بازا) يذكر تفاصيل العلاقة بينه وبين الشيخ عدي بن مسافر. وپير شرف الدين كان پير ومرشد الكوجر الكرمانج في منطقة المصايف (زوزان)، وكانت للكوجر رحلة شتاء يرحلوا خلالها إلى جزيرة بلاد الشام، وفي فصل الصيف كانوا يرحلون منها، إلى مراعي مصايف (زوزان) كوردستان التي يحتلها الأتراك، ولا زالت بعض الأغنيات تذكر عبارة (زوزانا شرف دينا). أصبح (پيري آلي) پير عيد الباتسمي ومرشدها الروحي، فوجوده في منطقة طور عابدين كان بمثابة محطة إيمانية التي ساعدت على ديمومة مراسيم الباتسمي بين عشائر المنطقة من دون غيرهم. يقترن خبز المقدس (خورا) مع اسم (بوزيرا) ويمتد جذور هذه التسمية إلى عهد سومر وبابل وأشور، وتؤكد طقوس عيد الباتسمي على اقتران اسم بوزيرا مع اسم پيري آلي، رغم اختلاف الزمن بينهما، وهذه العلاقة نجدها في أسطورة الباتسمي التي لا زالت تحكى بين أبناء الجيلكيين. تبدأ مراسيم الباتسمي من يوم الأحد الأخير من كانون الأول وتنتهي في يوم (الأحد الأول) من كانون الثاني. و يرمز عيد الباتسمي إلى ولادة الشمس وقيامها من عالم الظلمات، والنصوص الدينية ترمز إلى الظلام والنور معا باسم ( قنديله نور ستار)، فلو نظرنا إلى جدول أيام الباتسمي سنجد ثلاثة أيام مخصصة للصوم، ويوم أخر مخصص للسهر حتى الفجر باسم (شه ف، براة) ويوم الأحد الأخير مخصص لمراسيم العيد، فيكون عدد الأيام الفعالة خمسة وهذه الأيام هي الأيام المقدسة . وحسب منظور الديني القديم، بأن الأيام الخمسة هذه هي أيام خارجة عن الزمن لا تحتسب لا من السنة القديمة ولا من السنة الجديدة، ومثل هذا المنظور الديني نجده في المصادر الفارسية القديمة التي تقول:
بأن الإيزدات في هذه الأيام لا تحمي الإنسان من القوة الشريرة الظلامية، وعلى الإنسان أن يحمي نفسه في هذه الأيام، بواسطة التقوى والعبادة، وهذا ما يفعله الچيلكيون، الذين يحتفلون بهذا اليوم كرأس السنة الشمسية (الفلكية)، وما يتخلل بين الأحدين هي: جملة مراسيم وطقوس قيمة جدا. والصابئة يسمون هذه الأيام الخمسة {بالبنجة} وهو من أهم أعياد المندائيين على الإطلاق، حيث يحتفل الصابئة المندائيون وعلى مدى خمسة أيام بذكرى خلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى. وتتضمن طقوس وفعاليات عيد البنجة الذي لا تحتسب أيامه الخمسة ضمن أيام السنة المندائية كونها أياماً بيضاًء مقدسة. يقيم المندائيون احتفالية تعميد لكل الصابئة في الماء الجاري وإقامة وجبات طقسية (اللوفاني) على أرواح المتوفين من أبناء الطائفة كما تتضمن. (6)
ينبغي لنا أن نشيد بعبقرية أسلاف الإيزيدية وعظمة حنكتهم و دقة مواعيد أعيادهم وسهولة حفظها، وسرهم يكمن في أنهم كانوا ينظمون تقاويمهم على أساس أيام الأسبوع بدلا من أيام الشهر، وبهذا يكون الأسلاف قد برهنوا على تواصلهم مع تقديس أيام الأسبوع السبعة، ومصدر القدسية قادم من اعتقادهم بأن لكل كوكب ملاك يوم، ويوم الأحد هو يوم الشمس، وهو الذي يؤسس تقويم الباتسمي، ويوم الأربعاء هو يوم العطارد، وهو الذي يؤسس تقويم رأس السنة النيسانية.
أقترن اسم عطارد بإله نابوا الذي توجهه الملك نبوخذ نصر على عرش (معبد ئيزيدا) و اسم هذا المعبد له قدسية فائقة عند الإيزيدية، وكذلك عند الشعوب العراقية القديمة، وحسب مثيلوجية هذه الشعوب، فأن العطارد ينقل البريد السماوي إلى الأرض، والنصوص الدينية الإيزيدية تعبر عن هذا المعنى بما يدور بين ديك العرش وديك الأرض. وجد الأسلاف الإيزيديين بأن شروق العطارد يرفع من حرارة الشمس التي تساعد على إنضاج محاصيلهم الزراعية قوت الأيمان.
لا يزال الإيزيديون لا يعرفون سوى بوجود عيد رأس السنة النيسانية الذي يصادف يوم الأربعاء الأول من نسيان شرقي. باستثناء عشائر چيلكا. ورأس السنة النيسانية عند الإيزيديين يرمز إلى: ميلاد الأرض وميلاد الاخضرار والنباتات والأشجار والخلائق، وهو: عيد الطبيعة والإنسان، وعيد المواليد الجديدة، وعيد تجدد دورة الحياة والخصوبة في الأرض. ________________ المصادر: 1_ أماني صالح مهدي 2_ نفس المصدر 3_ منتديات بوابة ماجدة 4_ موقع إعلان دمشق للتغير 5_ قناة الفيحاء الفضائية 6_ ويكيبيديا/ الموسوعة الحرة ________________ الباحث أبو أزاد ميونيخ في 31/ 3/ 10
| |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| موضوع: رأس السنة الإيزيديـــــة ,, سه رســـــال ,, الأحد 11 أبريل 2010 - 1:03 | |
| تهنــــــــئة خالصـــــة , للإخــــوة الأيــزديين بعيدهم الكبيـــــر <> ســــه رســــال <> متمنين لهـــــم أياما هانئة , وأفرحا دائمــــة ! وكل عيد وأنتم بألف خيــــــــر . نادر البغدادي .. | |
| | | | رأس السنة الأيزيدية ,, سه ر سال | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |