لست هنا ... ولست هناك .. بقلم وفاء ديب

لست هنا.. ولست هناك

بقلم: وفاء ديب

لستُ هنا... ولستُ هناك
بين ما كنت وما أصبحت
فقدت أحاسيسي
فقدت طفولة شاخت قبل الشيب والمشيب
فقدتُ في صبا هو زهر الحياة، جمال الحياة
فقدت أحاسيسي، وفقدت معها كلماتي
من يفقد الأحاسيس، يفقد الكلمات،
ومن يفقد الكلمات يفقد معنى ومعاني الحياة
بين ما كنت وما أصبحت
بين الماضي والحاضر
أصبحت كحقيقة مختفية وراء خمار
الخمار مرتبط بالشفافية،
شفافية الكلمات،
شفافية المشاعر،
شفافية الصوت والصور
الشفافية هي رؤية مالا يرى،
العمق من يستشف أعماقي،
يعرفني
يتساءل
هل أنا هنا .. أم هناك؟
أسعى لكي تكون لي الحياة...
هنا أم هناك ؟
أعشق التأمل
أعشق التحرّر من قيود الذات
أتوق لرؤية ما وراء كلّ حجاب
أتوق لغروب يكون بداية لشروق
أتوق لولادة جديدة
لأفاقٍ بعيدة
لسلام لا يعرف الاضطراب
لقلب يشبه قلبه
لحبٍ ومحبة حضن بها شعبه
أتوق لعبور أكون به...
هناك أكون كما يريدني أن أكون في هذه الحياة
وبين الـ"هنا" ... والـ"هناك" أنا لستُ هنا.. ولستُ هناك
وما زلت كحقيقة مختفية وراء خمار.

شكراً خاثـن ميُقــــرتا كريمة عم مرقس

لرفدنــــــا بهذه القصيـدة الرّائعـــة للشّاعرة وفاء ديب { لستُ هناكَ ولستُ هنـا } !

ودّنـــا وتقديرنــــا .