لقي ستة اشخاص على الاقل مصرعهم واصيب العشرات بجروح الاحد في اعمال عنف جديدة بين مسيحيين ومسلمين في جوس وسط نيجيريا بعد هجوم استهدف كنيسة وتبعته اعمال انتقام.
واستهدف هجوم في الصباح واحدة من اكبر كنائس المدينة، عاصمة ولاية بلاتو، فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة امام المبنى.
وقال المتحدث باسم اجهزة الاسعاف يوشو شويب ان "ثلاثة اشخاص بينهم طفل قتلوا" ونقل 38 الى المستشفى. وتحدث المسؤول عن الكنيسة عن 50 جريحا.
وهو احدث هجوم تشهده نيجيريا الدولة التي تضم اكبر عدد من السكان في افريقيا، والتي تهزها هجمات شبه يومية ينسب معظمها لحركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة.
وقال مارك ليبدو من كنيسة المسيح في نيجيريا لوكالة فرانس برس انه "هجوم انتحاري اقتحم منفذه بسيارته بوابة الكنيسة وقام بتفجير قنبلة في داخل باحتها"، موضحا ان "ثلاثة مصلين قتلوا وجرح عشرة آخرون".
من جهته، اوضح القس جون هارونا لفرانس برس "كنا في الكنيسة خلال القداس عندما اقتحم الانتحاري المكان بسيارته وقام بتفجيرها".
واكد ليبدو ان اشلاء بشرية تناثرت داخل الكنيسة بينما دمر عدد كبير من السيارات حولها.
واوضح ايزيكيال غوموس الذي اصيب بجروح في الرأس ان القداس كان قد بدأ قبل ثلاثين دقيقة عندما اخترقت سيارة باب الكنيسة. واضاف ان "المهاجم كان يسير بسرعة قصوى وسمعنا دوي انفجار قوي".
واكد ان الكنيسة التي تتسع لحوالى 800 شخص كانت ممتلئة بنسبة ثمانين بالمئة والضحايا هم آخر الذين وصلوا.
وتابع غوموس الذي عاد للتو من المستشفى بعد تلقي الاسعاف الاولي، "لو تمكن من دخول الكنيسة لسبب اضرارا اكبر".
وبعد ساعات، تظاهر شبان مسيحيون غاضبون بعنف في الشوارع المحيطة وقتل ثلاثة اشخاص اخرين.
واحصى مراسل لوكالة فرانس برس ثلاث جثث على الاقل في شارع قريب من الكنيسة. وفي مكان ابعد شاهد متاجر يملكها مسلمون محروقة.
وشهد احد السكان الذي يدعى بيلو محمد ان "شبانا مسيحيين غاضبين ساروا في الشوارع واقاموا حاجزا في الشارع الذي يؤدي الى الكنيسة. احرقوا ايضا متاجر يملكها مسلمون".
واكد قائد شرطة ولاية بلاتو ايمانويل ديبو اياني سقوط القتلى الثلاثة في الكنيسة، لكنه لم يعط اي توضيحات بشان الحرائق التي تلت في المدينة حيث عاد الهدوء.
وتتكثف الاعتداءات في وسط البلاد بين الشمال الفقير حيث الغالبية من المسلمين وبين الجنوب حيث يوجد النفط وتقيم فيه غالبية مسيحية.
ومدينة جوس مستهدفة بنوع خاص. ففي 2010، كانت المدينة مسرحا لعدد من المجازر وخصوصا في كانون الثاني واذار وانتهت بمئات القتلى في كل مرة. وفي كانون الاول/ديسمبر التالي، اسفرت سلسلة اعتداءات تبنتها بوكو حرام عن مقتل 80 شخصا.
وتبنت حركة بوكو حرام العديد من الهجمات في نيجيريا يوم عيد الميلاد وخصوصا في ولاية النيجر. وقتل يومها 44 شخصا بينهم العديد من المصلين الذين كانوا يشاركون في قداس الميلاد.
وتبنت بوكو حرام ايضا مسؤولية الهجوم الانتحاري على مقر الامم المتحدة في ابوجا في اب/اغسطس 2011 الذي اسفر عن 25 قتيلا.
ووقعت اعمال عنف في اليوم نفسه في كانو، كبرى مدن الشمال، حيث قتل رجال يشتبه في انتمائهم الى بوكو حرام خمسة مصلين في مسجد.
وكان مسلحون يعتقد انهم اسلاميون هاجموا السبت مركزا للشرطة في غومبي شمال غرب نيجيريا، ما ادى الى مقتل 14 شخصا على الاقل في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات، كما افاد شهود السبت.
وقال سكان ان المركز احرق بالكامل في هجوم مساء الجمعة نسب الى بوكو حرام واستهدف كذلك سجن المدينة المحاذي. لكن المهاجمين فشلوا في اقتحام المركز
موقع ابونا.