الدروس التي لم نتعلمها من الشهيد بولس فرج رحو بقلم بطرس ادم
كاتب الموضوع
رسالة
anton عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1319تاريخ التسجيل : 25/08/2011الابراج :
موضوع: الدروس التي لم نتعلمها من الشهيد بولس فرج رحو بقلم بطرس ادم الخميس 1 مارس 2012 - 10:45
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدروس التي لم نتعلمها
من الشهيد بولس فرج رحو
شبكة البصرة
بطرس آدم
بولس فرج رحّو - شيخ شهداء كنيستنا الكلدانية المجاهدة الشخصية التي يستحيل أن تُضمحل ذكراها في وجدان مسيحيي العراق لأنها كانت تحمل صفة لا تقل عن صفة القداسة لمنصبه الرفيع في كنيستنا الكلدانية الا وهي صفة الوطنية النقيّة الصافية والأخلاص لتربة هذا البلد منبع الديانات السماوية ومما تَفخر به كنيستنا الكلدانية هو وجود هذه الصفة والخاصيّة في معظم رجال الدين الكلدان وفي مختلف درجاتهم الكهنوتية. يشهد بذلك كل من عرف الشهيد بأنه خصّصَ حياته داعيا الى الوحدة ومحاربة الطائفية التي زرعها المحتل بعد 2003 فضلا عن مساعدة المحتاجين وغيرته على مسيحيته وكونه رجل الدين المسيحي الأقرب الى شيوخ العشائر العربية ورجال الدين لمختلف مكونات الشعب العراقي في محافظة نينوى فضلا عن غيرته على عراقية الموصل وصاحب اليد الأنظف على الأطلاق وأحتقاره لكل محاولات شراء ذمّته أو وطنيته. لم تجدِ نفعا معه محاولات تليين موقفه المناهض لما سُمِّيَ بمشروع الحكم الذاتي الذي كان يقف بالضد منه رافضا كل ما قُدِّمَ له تحت مسمّيات هدايا وهي بالحقيقة رشاوي نبذها وأحتقرها.لقد كان الشهيد يمثّل بحق واقع حال المسيحيين في العراق الذين تميّزوا حتى عن بقية مكونات الشعب العراقي بحبهم لهذا الوطن فهم الوحيدين من بين أطياف المجتمع العراقي الذين ولاؤهم الوحيد والأوحد هو للعراق وكما يورد الباحث العراقي الدكتور دهام العزاوي في كتابه الذي صدر مؤخرا عن (الدار العربية للعلوم) في بيروت فيقول.
"اذا كانت مطالب الاكراد والشيعة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة مطلع عشرينات القرن الماضي قد شكلت احدى معوقات الوحدة الوطنية للعراق فان استقرار المسيحيين في العراق –تاريخيا- واندماجهم بمشروع الدولة العراقية الحديثة قد شكل ابرز دعائم وحدة العراق الوطنية وركيزة استندت اليها اغلب الحكومات العراقية في تشكيل معالم هوية وطنية يتعايش في ظلها الجميع". (1) الرابط أدناه.
في مقابلة مع الشهيد أجرته معه أذاعة (SBS) الرابط أدناه(2) قبل أستشهاده بأقل من ستة أشهر أعطانا خلاصة خبرته ووطنيته وتجربته مع الأحتلال خلال أكثر من أربعة سنوات عاشها مع شعبه في خوف وأرهاب وأنعدام القانون في ظل حكومة المحافظة العميلة التي في ظلّها تم أفراغ الموصل من مسيحييها والتي لم يكن لها لا حول ولا قوة تجاه الأرهاب المستشري في المحافظة ومن خلال خبرته وصل الى النتائج التالية.
1 - أمريكا أرهابية (وجابت الأرهاب وجَتْ)
2 - هناك مخطط لأفراغ العراق من مسيحييه كما حدث في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى.
3 - سأكون آخر شخص يغادر الموصل ونحن معتمدين على نعمة الله.
نحن المسيحيين ولا سيّما الكلدان الذين يمثّلون أكثر من 80% منهم لم نَر من أمريكا غير ما ذكره الشهيد المطران قد لم نكن في ديمقراطية كاملة في أي من العهود السابقة للأحتلال الأمريكي ألا أن ما ألَمَّ بنا من جراء الأحتلال الأمريكي أعاد الى ذاكرتنا الأضطهادات التي تعرّضَ لها المسيحيون في عهد شابور الملك الفارسي في القرن الرابع الميلادي الذي قَتَلَ الشهيد البطريرك مار شمعون بَرْ صَبّاعي وكهنته وراهباته كما فعل الأرهاب الذي أتَتْ به أمريكا الذي قَتَلَ الشهيد المطران والكهنة الآباء رغيد و بولس و يوسف والشمامسة وحيد وغسان وبسمان ورامي وفارس وسمير، فضلا عن تفجير عشرات الكنائس أنه التاريخ يعيد نفسه ولكن بعد أكثر من ستة عشر قرنا.
أن التفسير الوحيد لما قام به الأرهاب ما بعد أحتلال أمريكا للعراق هو الذي صرّحَ به الشهيد المطران لأذاعة (SBS) وهو أنه هناك مخططا أمريكيا صهيونيا لأفراغ العراق من مسيحييه ولا سيّما الكاثوليك الذي بُدءَ العمل في تنفيذه في العراق وعلى أيدي فرسان أمريكا الذين جلبتهم على ظهر دباباتها وليشمل من ثُمَّ الشرق الأوسط فيما أُطلِقَ عليه الربيع العربي الذي ظهر أنه ربيع الأسلام الأصولي الذي كان خير من عبَّرَ عن أهدافه هنري كيسنجر في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز في 6\2\2012 حينما قال "هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر من أجل عيون العرب؟"هذا الأعتراف كان قد لمسه العراقيون قبل أن يصرّح به أحد دهاقنة الصهيونية وتأكدوا أن غاية أمريكا لم تكن تحرير العراق كما أدعت بل الهيمنة على مقدراته كما ثبت لاحقا لقد نادى الشهيد بأعلى صوته بأن ما قامت وتقوم به أمريكا لا سيّما في العراق لهو الأرهاب بعينه بل هو أشرس أرهاب لأن الذي تقوم به هي دولة فكيف أذا كانت هذه الدولة أمريكا.
لقد صَدَقَ حدس الشهيد المطران بأن المخطط الأمريكي الصهيوني هو أفراغ العراق من مسيحييه وتعرضهم لعملية التصفية وأقتلاعهم من أرضهم وأماكن عيشهم بعد أن طالتهم يد القتل والترحيل والتهجير القسري سيّما الذين يعتبرون العراق موطنهم الأصلي منذ أكثر من سبعة آلاف سنة وهم بصورة خاصة الكلدان.