قضت محكمة جنح بولاق أبو العلا بمصر السبت، برفض دعوة ازدراء الأديان المقامة ضد رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، بعد نشره لصور على صفحته بـ"تويتر" اعتبرها البعض "مسيئة للدين الإسلامي" كونها تظهر الشخصيات الكرتونية الشهيرة، ميكي ماوس وزوجته ميني، بلحية ونقاب. وتعد هذه الدعوة هي الثانية التي يتم رفضها في أقل من أسبوع، حيث رفضت محكمة جنح قصر النيل الثلاثاء الماضي دعوة مماثلة كونها رفعت من مجموعة أفراد كانوا "من غير زى صفة" لرفع الدعوى. وقالت المحكمة، في حيثيات حكمها، إن النيابة العامة قد بدأت التحقيق في الواقعة محل القضية، موضحة أنه طالما بدأت النيابة من جانبها التحقيق فإنه لا يجوز تحريك دعوى الجنحة المباشرة من أي جهة أو شخص آخر لحين انتهاء تحقيقات النيابة العامة سواء بإحالة القضية للمحكمة أو حفظ التحقيقات. وأضافت المحكمة انه لم يتبين لها وقوع أية أضرار شخصية مباشرة بحق مقيمي الدعوى من المدعين المدنيين، وهو أحد أهم الشروط التي يتطلبها القانون لإقامة الدعوى. ووصف عضو هيئة الدفاع عن ساويرس نجيب جبرائيل، الحكم بـ"التاريخي" لضرب ما وصفه بـ"دعاوى الحسبة في مقتل،" والتي يتم رفعها ضد المثقفين والمبدعين و الفنانين ورجال الأعمال، مشيرا إلى أن الحكم "يعيد مبدأ حرية الرأي والتعبير، كما يعد تتويجا لحكم محكمة قصر النيل." وأوضح جبرائيل في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الحكم يؤكد أن موكله "لم يسئ للدين الإسلامي،" وأن رفع الدعوة كان "بداعي الشهرة لبعض الأفراد لملاحقة رجال الأعمال و المبدعين،" مضيفا أن هذا الحكم سينعش البورصة المصرية لما يمثله ساويرس من ثقل في الاقتصاد المصري. وتابع بالقول: "الحكم يمكن أن يستفيد منه الفنان عادل إمام والمخرجة إيناس الدغيدي والمخرج خالد يوسف في قضايا مماثله، لوضع الأمور في نصابها الحقيقي،" مشيرا إلى أنه تحدث إلى ساويرس فور النطق بالحكم، وأكد له "أنه لم يفرح لنفسه بقدر ما فرح لمصر كلها، ضد أولائك الذين يرفعون دعاوى الحسبة." وكان دفاع المدعين بالحق المدني في الجلسة السابقة، قد طالب بتوقيع أقصى عقوبة على ساويرس، نظراً لإساءته إلى الإسلام، إثر قيامه بنشر رسوما مسيئة للإسلام ، واستشهدوا أيضا بالحكم الصادر ضد الفنان عادل إمام بالحبس 3 أشهر في قضية مماثلة. بينما طالب دفاع المتهم ببراءة موكله، استناداً إلى عدم وجود دليل فني في القضية، وعدم قبول الدعوى لرفعها من غير صفة، وعدم جواز نظر الدعوى السابقة في الفصل فيها، لصدور قرار من النيابة العامة بأنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية. يأتي ذلك بينما كان يتوقع عضو مجلس الشعب المحامى السلفي ممدوح إسماعيل، عدم الأخذ بحكم الدعوة السابقة لصالح ساويرس اليوم. وأشار النائب الذي تقدم ببلاغ للنائب العام ضد ساويرس لـCNN بالعربية في وقت سابق، إلى اختلاف بين الدعوتين من الناحية القانونية، لاسيما وأن الأولى مرفوعة من غير ذي صفة، أما الثانية فتم تحويلها من خلال النيابة." وأدى نشر ساويرس لهذه الصور إلى إثارة التوتر بينه وبين عدد من التيارات الإسلامية والمواطنين الغاضبين العام الماضي، حتى وصلت إلى تدشين حملات ضده، كان أبرزها مقاطعة شركة "موبينيل" مشغل الهاتف المحمول، والتي يمتلك حصة بها، حيث فقدت ما يقرب من 100 ألف عميل نتيجة المقاطعة. وبادر ساويرس بالاعتذار بعد نشره لهذا الرسم الكاريكاتيري على صفحتيه الخاصتين على موقع تويتر وفيسبوك، وكذلك عبر القنوات الفضائية، وأكد انه لم يكن يقصد الإساءة للإسلام والمسلمين. وخاض الملياردير المصري العديد من المعارك، منذ دخوله الحياة السياسية لأول مرة، عندما كان عضواً بلجنة الحكماء التي أدارت الحوار مع نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان، والتي انتهت بتفويض صلاحيات الرئيس السابق حسني مبارك إلى نائبه، قبل تنحيه عن الحكم بيوم واحد. وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر بين ساويرس وعدد من التيارات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، وصلت إلى تقديم بلاغات للنائب العام، بعد طلبه من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، للتدخل لدعم الليبراليين، مثلما تدعم قطر والسعودية الإسلاميين. يشار إلى انه من المنتظر أن تنظر أيضا محكمة قويسنا في دعوة مماثلة بازدراء الأديان ضد ساويرس.