الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: *** الطّريـق الى قلــــب المالكي *** الإثنين 5 مارس 2012 - 10:06
العدد الأكبر من القادة الأمنيين البارزين يخدعون السيد المالكي طوال الوقت، وكلما شعر أحدهم بقلق على موقعه أو أراد أن يتقرب أكثر من السيد القائد العام للقوات المسلحة، كتب له تقريراً سرياً، يتحدث فيه عن مؤامرة انقلابية وشيكة وأنه استطاع ان يجمع معلومات مهمة عن المتورطين وعن خطة الإنقلاب التي يدخل فيها إقتحام السجون وتهريب السجناء كعنصر ثابت في أي تقرير من هذا النوع.
السيد نوري المالكي يأخذ التقرير بإهتمام بالغ، فيصدر أوامره وتعليماته للقيادات الأمنية التي تستطيع ان تحبط المحاولة الإنقلابية المزعومة في كل مرة.. ثم يشعر السيد المالكي بعدها بالسيطرة على الوضع الأمني إعتماداً على هذه القيادات الأمنية ذات الخبرة العالية والحس الأمني المرهف، فيتحدث عن ضبط الأمن، يتبعه القادة الأمنيون في تكرار مقولات السيطرة الأمنية، ثم يحدث تفجير إرهابي يأخذ عشرات الأرواح.
هذه هي دورة الأمن والانقلاب والتفجير التي تكررت مرات عديدة في ولاية المالكي الأولى والثانية، ودعونا نتذكر بعض الوقائع التاريخية بسرعة:
في ولاية المالكي الأولى وعندما حدثت أزمة بين وزير الأمن الوطني شروان الوائلي وبين حزب الدعوة ـ تنظيم العراق، شعر الوائلي أن منصبه معرض للضياع، فبادر الى الإعلان عن مؤامرة إنقلابية ونال ثمن ذلك بتثبيته في منصبه بل وتقربه من المالكي أكثر.
وكذلك تعرض موقع قائد عمليات بغداد السابق عبود قنبر للإهتزاز بعد تفجيرات إرهابية وإنتقادات حادة، فأعلن الناطق باسم عمليات بغداد عن اكتشاف مؤامرة انقلابية.
وعندما اثيرت قضية أجهزة كشف المتفجرات وشعر كبار الضباط بالخطر من الفضيحة، أعلنوا عن اكتشاف مؤامرة انقلابية.
كان ذلك يحدث والقوات الأميركية موجودة في العراق، بمخابراتها التي تعرف حتى اسماء وارقام حسابات المواطنين في البنوك الحكومية والأهلية، ومع ذلك تغيب عنها المؤامرات الانقلابية ويكتشفها ضباط عمليات بغداد الذين لا يستطيعون ضبط سيارة مفخخة تخترق عشرات الحواجز ونقاط التفتيش قبل ان تصل الى هدفها لتنفجر وتقتل الابرياء.
بفكرة المحاولة الانقلابية استطاع العديد من كبار القادة الأمنيين أن يتخلصوا من إجتثاث البعث، وان يحصلوا على ترقيات ومواقع مهمة في المؤسسة الأمنية.. وبتقارير المؤامرات الإنقلابية استطاعوا ان يدخلوا الدائرة الضيقة في مكتب القائد العام.. جرى ذلك طوال السنوات الماضية، لكن التحقيقات في تلك المؤامرات كانت تنتهي الى النسيان، وهذا يعني إما أن تكون وهمية يراد منها خداع المالكي، أو أن لجان التحقيق متواطئة مع المتآمرين؟.
تصل الوسط شكاوى من عشرات الاشخاص المعروفين بتاريخهم الجهادي والنضالي، وهم يتحدثون عن سيطرة العناصر البعثية على الأجهزة الأمنية، لدرجة أن المخلصين بدأوا يخافون على انفسهم من نفوذ القيادات العسكرية البعثية الملطخة ايديها بالدماء، لكن هؤلاء البعثيين بخبرتهم في التسلق صاروا هم القادة وفي أهم المراكز حساسية وخطورة، فهل يحتاج البعث بعد ذلك الى مؤامرة انقلابية؟
إن عناصر البعث متغلغلة في الوزارات كلها وبأعلى المناصب، ومسيطرة على المؤسسات الأمنية وبأرفع الرتب والمواقع، فما حاجتهم الى انقلاب عسكري، تطيح به الولايات المتحدة بعد دقائق؟.
آخر التطورات في مقولات الإنقلاب العسكري، هو التقرير الذي رفعه بعض كبار الضباط الى السيد المالكي، يتحدثون فيه عن محاولة انقلابية يشرف عليها نائب رئيس الجمهورية المتورط بالارهاب طارق الهاشمي، وعندما اخذ السيد المالكي التقرير على محمل الجد، تسربت نسخ من التقرير الى بعض وسائل الإعلام والى الهاشمي بالذات، فماذا يعني ذلك؟
أليست هي خدعة دبرها كبار القيادات الأمنية لإحراج السيد المالكي وإظهاره بمظهر غير المتثبت من معلوماته الأمنية؟.
أليس تسريب تقرير رسمي بالغ السرية الى إرهابي بحجم طارق الهاشمي، يعني أن له علاقات وطيدة مع كبار الضباط في مكتب القائد العام؟.
أليس ما حصل محاولة للتشكيك بالتهم الموجهة للهاشمي، فهو المستفيد الأول من هذه المزاعم، ليشكك بالاتهامات الموجهة له، فيطيل من فترة تمرده على القضاء؟. فما يريده هو التشكيك بعد ان لبسته التهم من افراد حمايته بالتورط في الاغتيالات والتفجيرات فولى هارباً الى كردستان، وها هم كبار الضباط يقدمون له أفضل الخدمات، ويطعنون المالكي بظهره.
ولنذهب بعيداً بعض الشئ، فنقول: عندما تتكرر تقارير ومزاعم الانقلابات، فانها ستصبح مملة وسيتم التعامل معها على انها غير جادة، ثم يأتي وقت تكون المؤامرة الأخطر والحقيقية مندرجة ضمن المؤامرات غير الجادة.
يقول خبراء الاستخبارات: (المقدرة الحقيقية هي أن تجعل الآخرين يتصورون العملية الجادة غير جادة)، هذا ما يبدو عليه حال هذا القسم من كبار الضباط المقربين من السيد المالكي، لقد تعلموا الكثير من سنوات عملهم وخدمتهم للبعث، أما الإسلاميون فانهم تعلموا أن يقرّبوا من يُسمعهم كلاماً يرضيهم، ويبعدوا من يبدي لهم رأياً صادقاً، سواء كانوا في رئاسة الوزراء أم في منصب الوزير أم ما دون ذلك.
نذكر بالتقرير الاستخباراتي الأميركي الذي تداولته الصحافة والوكالات والذي جاء فيه أن الأجهزة الأمنية العراقية مخترقة من قبل البعثيين وفي أعلى المواقع.