| | باص الغرياء ... قصة قصيرة ,,, | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
علي ناسو السنحاري عضو جديد تازة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 26 مزاجي : تاريخ التسجيل : 04/03/2012 الابراج :
| موضوع: باص الغرياء ... قصة قصيرة ,,, السبت 17 مارس 2012 - 15:39 | |
| الجو بارد وحفيف الهواء البارد يطرق مسامعه .. ويتلاعب بشعره الذي غزاه الشيب كيفم شاء .. كان اينظر الى من حوله .. وهو يتأمل وجوههم جميعا .. جميعهم غرباء ؟ كان سارحا بخياله الواسع .. يفكر في ما هو أتي , وما قد تخبئ له في قادم الايام , وما قد يخبئ له القدر في الايام ؟؟؟ استفاق من شروده المبعثر على صوت صديقه )ألان ) .. وهو من أكراد سوريا وهو يضع يده على كتفه قائلا له أزاد ها قد جاء الباص لنصعد بسرعة . هنا تكسرت كرة السحر التي يتأمل فيها . واندفع مع صديقه ألان ليشقا طريقهما بين الناس , وصعدا الباص . .. وصار بهم وسط شوارع وحدائق وساحات أثينا , اتخذ أزاد مكانا له قرب احدى النوافذ ليتمتع بالنظر الى معالم المدينة .. نظر من حوله , وصار يقرأ الوجوه من حوله واحدا تلو الاخر ,, وكأنه يقرأ لوحات الاعلانات .. وحين انتهى من انشغاله بما حوبه من ركاب الباص .. ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه الشاحب , وبرقت عيناه .. وكأن لسان حاله كان يقول له .. لست وحدك الغريب هنا ... انظر لمن حولك .. ذلك الاسمر القصير القامة , انه هندي ... وذاك الذي يقف الى جانبه أيضا فهما لايكفان عن الحديث .. وهذان اللذان بجانبك أفريقيان .. وتلك العائلة انهم أفغان أو باكستانيون . توقف الباص في احدى المواقف , فنزل اناس وصعد غيرهم .. واذا بشابين يصعدان ويقفان بجانبه وصديقه .. قرأ في ةجهيهما بأ نهما عربيان . ماأن واصل الباص طريقه حتى تبين صدق حدسه .. حين أخرج أحدهما تذكرتين من جيبه وأعطاها لصديقه قائلا .. أدخلهما في القارئ الالي .. فرد عليه بابتسامة خفيفة وهو يأخذ التذاكر من يده هاتهنقبل ان يقولوا بان الغرباء لايدفعون اجور النقل داخل المدينة . سرت في نفسه حالة من الارتياح لانه سمع كلاما مفهوما . أراد أزاد أن يتقرب منهم .. فقال .. موجها كلانه لأحدهم , هل الى هذا الحد الغرباء منبوذون هنا ؟؟؟ أجاب بلهجته المغاربية . وقال .. وأكثر من هذا .. ؟؟ أجاب أزاد .. نعم منذ أيام قليلة فقط .. هل أنتم من دول المغرب العربي ؟؟ أجاب قائلا .. أنا محمد من تونس .. وهذا زياد من الجزائر .. فتدخل زياد قائلا .. أهلا .. وانت من اي بلد عربي ؟ أزاد .. أنا من العراق , واسمي أزاد ثم اشار الى صديقه وهذا ألان من سوريا .. فتبادل ألان التحية معهم. عاد أزاد الى مكانه بجانب النافذة .. وسافر بخياله بعبدا وهو يتمعن النظر الى المناظر الجميلة .. والمباني الشاهقة والشوارع النظيفة .. وواجهات الحلات التجارية الزجاجية , فيقارن بين مايراه , وما كان يراه في مدن العراق .. من حطام ودمار .. فتسري في نفسه حسرات تتألم لها أضلعه . مرة اخرى استفاق على اصوات الركاب في احدى مواقف الباص .. فالتفت حوله ليرى بان معظم الوجوه حوله قد تبدلت دون أن يشعر بها .. فالتفت الى صديقه وسأله هل بقي الكثير لنصل ؟؟؟ أجابه ألان .. لا بضع دقائق فقط ,, هل اتعبك الوقوف ؟؟ أزاد .. لا لا على العكس تماما .. انا مرتاح جدا . عاد أزاد ليغوص في بحر الخيال والتأمل .. ودار بنظره ارجاء الباص .. فلا تفوته شاردة أو واردة , حتى يحللها في تفكيره .. انتبه لشئ كان غافلا عنه .. كادت ان تفوته .. الا وهو ان معظم الجالسين على المقاعد هم من كبار السن .. وقرأ في وجوههم بانهم من سكان المدينة الاصلاء *يونانيون * .. وراح ينظر الى الواقفين فتبين له انهم قاطبتا غرباء مثله .. لكنه اكتشف فيهم جميعا ميزة او موهبة .. هو لا يحملها , عنا تذكر الشاب التونسي محمد حين سأله يبدوا لي انك حديث العهد هنا ؟ .. اكتشف الير .. ثم دار ببصره على الواقفين واحدا تلو الاخر , لاحظ الجميع وكأنهم يترنحون على ايقاع معزوفة يحفظونها جميعهم .. والاحزمة المتدلية من سقف الباص .. لهم معها حكايات .. وعشرة عمر طويلة . نظر الى نفسه .. فوجد ممسكا بكلتا يديه بانبوب مثبت بجانب النافذة .. وكانه يطير في منطاط طائر في جو عاصف .. فاشرقت ابتسامته المفقودة من خلف غيوم الهموم مرة .. مرة اخرى انتبه لما حوله على صوت تمتمات لكبار السن بدا له وكانهم جميعا منزعجون من مسالة ما .. التفت أزاد الى ألان وساله .. ماذا يقولون , ألان ,, انهم ليسوا مرتاحين لوجود الغرباء . . أزاد .. هل حدث مايزعجهم بهذا الشكل ؟ .. ألان هضه الاسطوانة نسمعها كل يوم .. ولم يتوقف النقاش .. وكانهم في برنامج الاتجاه المعاكس .. حتى تدخل شاب في منتصف العقد الرابع من عمره .. خيل الى أزادانه مصري أولبناني .. وصار يتكلم بصوت عالي ويؤشر بصبابته اليهم . لم يفهم أزاد كلمة من ماقاله ذلك الشاب لكنه عرف بانه يشتم ويلعن .. سأل أزاد صديقه ألان ,, من هذا وماذا يقول ؟؟؟ ألان ,, انه من الفرباء مثلنا لم يتحمل كلامهم فثار وانفجر بهم .. ثم توقف الباص فقال ألان ,, انزل هاقد وصلنا .. نزل أزاد وفي باله سؤال بقي عالقا لم يجد له جواب ,, لان الجواب ذهب مع ذلك الثائر الغريب . أراد ان يسأل ألا لكنه تراجع وقرر ان يحتفظ بذلك السؤال لنفسه .. حنى يأتي يوم يجد له جوابا بنفسه ... من كان ذلك الشاب يشتم ويلعن ؟؟ المنزعجين من الغرباء ؟؟؟ أم يقصد بكلامه الغرباء نفسهم لانهم يتركون بلادهم ؟؟؟؟؟ علي ناسو السنجاري | |
| | | | باص الغرياء ... قصة قصيرة ,,, | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |