قصة قصيرة,,, رماد الثأر ..

أصوات البرق والرعد تنشر الخوف في القلوب .. وأصوات الرياح والمطر تزداد وتعلو .. تتخللها صرخات امرأة تصارع الموت , وهية تعاني المخاض بين يدي قابلة _ ولادة_ القرية .. وفي الغرفة المجاورة هناك جد وجدة وستة عمات راكعون لساعات طويلة يدعون الله أن يكون المولود ذكرا , ليأخذ بثار ابيه . وسط كل ذلك الضجيج أطلق المولود أولى صرخاته , فطغت على كل تلك الأصوات .. وعمت الفرحة ذلك البيت , وتبادل التهنئة كل من كان في ذلك البيت فيما بينهم . لم يؤذن أحد في اذن المولود الجديد او يسمعوه الكلمات المقدسة كما هي العادة .. سمي المولود خالد على اسم ابيه .. وصار كل من يحمله بين يديه يردد له نفس الكلمات , بانه الشخص المنتظر للاخذ بثار ابيه الذي قتل في نزاع عشائري .. تربى خالد في دلال . ولم يرفض له مطلب .. لانه الاخ الوحيد لستة اخوات , وكانت الهداية التي يتلقاها خالد جميعها عبارة عن اسلحة أو سيوف وخناجر . عندما بلغ السابعة عشرة زوجوه من ابنة عمه التي تصغره سننا , ومرت خمسة اعوام ولم ينجبوا اطفالا .. وفي بوم من الايام دخلت عليه أمه برفقة جده وقالوا له بانهم يريدون التحدث معه في امر هام .. نظر اليه جده نظرة توصل واستعطاف وقال له ؛ نريد ان نزوجك مرة اخرى لنرى اطفالك فبل ان نموت .. وسمع خالد نفس الكلام من امه . تزوج مرة اخرى , ولكن هذه المرة زوجوه من ارملة تكبره بعشرة أعوام او أكثر كانت اما لاربعة اطفال .. ومرت السنوات والزوجة الثانية تنجب البنت خلف الاخرى . بعد مرور عشرة أعوام وجد خالد نفسه قد اصبح أبا لأربعة بنات , وزوجته حامل في شهورها الاخيرة . وكان خالد دائم البحث عن اعدائه ليأخذ بثأر أبيه , ويزيح عن قلوب اهله تلك الهموم الثقيلة . في فجر احد الايام كان خالد يستعد للخروج الى كمين سوف ينسبه لاحد اعدائه , حسب معلومات قد وصلته بان عدوه سوف يتوجه الى المدينة في صباح ذلك اليوم .. ذهب الى الغرفة التي تنام فيها بناته , والقى عليهن نظرة مليئة بالحزن والشفقة .. وعند خروجه من المنزل التفت ورائه فوجد زوجاته الاثنتين واقفتين في باحة المنزل تنظران خلفه كما في كل مرة . ابتعد خالد عن بيته وكانت تجول في باله افكار كثيرة عن ما قد يحدث في مشواره هذا ؟؟؟ عو ذاهب ليكون اما قاتلا أو مقتولا ؟؟ ما قد يحدث لبناته اذا حصل له مكروه ؟؟ هل ياترى سيكون مولوده القادم الذي تحمله زوجته ذكرا أم أنثى ؟؟؟