أطفئ سيكارتك رجاءَ : غبد الزهرة الطالقاني

عبدالزهرة الطالقاني


لا تقلق ايها المدخن فأنك تستطيع ان تمارس حريتك بعيداً عني ودون ان تؤثر على مساحة بيئتي النظيفة .. فلستُ مستعداً لأستنشاق دخانك الاسود ، ولا النظر الى اسنانك الصفراء .. او شاربك وقد احترقت اطرافه بعد سنين طويلة من التدخين .. او شم رائحة فمك . ارم سيكارتك الآن .. فالقانون معي .. وليس من المحبذ لك ان تُعّرض نفسك الى مساءلة قانونية نتيجة تجاوزك على حق الآخرين بتسببك بتلوث بيئتهم والضرار بصحتهم .. انك تمارس العنف ضدي عندما تدخن في الاماكن العامة .. وتمارسه ضد زوجتك وطفلك عندما تمارس حريتك الضارة في الغرفة التي تجمعكم .. فلم يعد مسوغا ان تتمتع بحريتك انت في حين أُسلب حريتي انا .. فبينما تحلق انت مع دخان سيكارتك في عالم الحلم الاسود .. يستنشق ذلك الطفل الوديع بعض السموم التي تنفثها وانت في حالة نشوى واسترخاء تام .. وبينما تحاول ان تحل مشاكلك او تثبت رجولتك او تمارس عادتك فأنك تفقد الكثير من صحتك ولياقتك البدنية بل حتى قدراتك كرجل .. فبالأضافة الى ان التدخين يساعد على الاصابة بامراض مسببة للإعاقة مثل انتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية .. فأنه يتسبب "بالعنة" او الضعف الجنسي .. فبدلا من ان ترى نفسك رجلاً من دخان وانت تمسك سيكارتك بزهو ، فأنك في الحقيقة تعيش وهما قاتلا ، وان الهدف الذي تسعى اليه انما سلب منك ما كنت تتصف به .. كما اظهرت دراسة جديدة عن التدخين انه يؤثر على ادمغة الرجال حصراً ، وليس النساء وقد تكون نتائج هذه الدراسة مغرضة هدفها القضاء على النساء بشكل غير مباشر وإلا كيف يؤثر العامل الخارجي على اعضاء الانسان واجهزته ومنظوماته ذكراً دون انثى وهما من تكوين واحد .. حيث تشير الدراسة "المؤامرة" التي قدمتها سيفرين سابيا من معهد لندن وهي عكس "السايبة" التي لم تصل بعد الى مرحلة التدخين في شوارعنا , تشير الدراسة الى ان التدخين يتسبب بتراجع كبير في ذاكرة الرجال وتفكيرهم وقدراتهم على تعلم الامور وفهمها .. بل ان الدراسة لمحت الى ان المدخنين ينسون اسماء زوجاتهم .. وقد شملت الدراسة (5100) رجل و(2100) امرأة اجريت لهم ثلاثة تقييمات لوضع الذاكرة والتعلم والتفكير طوال عشر سنوات , بالاضافة الى ست تقييمات لوضع التدخين على مدى 25 سنة . وهذه الحالات كلها دفعت الدول الاوربية وبعض الدول العربية الى انتهاج سياسة منع التدخين في الاماكن العامة .. واتخذت اقسى العقوبات بحق المدخنين .. ما دفعت لجنة الصحة والبيئة واللجنة القانونية في البرلمان العراقي الى اعداد مشروع قانون لمكافحة التدخين وحماية المواطن من مضاره واخطاره وتداعياته الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية من خلال وضع معايير لمكافحة التدخين . وهذا القانون الذي اقره مجلس النواب العراقي مؤخراَ تضمن حظر التدخين في الاماكن العامة حيث اكدت المادة (4) على انه يمنع التدخين داخل المباني والهيئات الرئاسية الثلاث والوزارات والدوائر والمؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والمطارات والشركات والمصانع والمسارح ودور العرض والفنادق والنوادي والمطاعم وقاعات الاجتماعات والمناسبات ومكاتب العمل والاسواق التجارية بالاضافة الى منعه داخل وسائل النقل العام والخاص الجماعية منها خاصة ، البرية والبحرية والجوية في الرحلات الخارجية والداخلية ومحطات الوقود كافة .. اذن العراق يحذو حذو اغلب دول العالم في تطبيق قانون حظر التدخين في الاماكن العامة لتأثيره على الصحة العامة وعلى الجانب الاقتصادي والبيئي والاجتماعي إلا ان القانون العراقي بحظر التدخين لا يعطي للزوجة حق طلب الطلاق اذا اصر الزوج على التدخين ما يدعو الى تعديل القانون بما يشير الى ان التدخين يتم بالتوافقية والمراضاة والتسويات السياسية .