صناعة ماء الورد في بلدة كرمليس

الموصل - واع
زهرة ورد ألجوري التي تزرع منذ قرون طويلة في بساتين كروم بلدة كرمليس
28 كم شرقي الموصل والتي لها بساتين تسقى بواسطة مياه الينابيع الغزيرة والتي
تملكها البلدة منذ زمن بعيد

هذه الزهور لها رائحة زكية في البلدة وخاصة في الربيع أثناء هبوب
الرياح الشرقية على البلدة فتعطر كرمليس كون اغلب البساتين تقع شرقي القرية .

صناعة ماء الورد كانت إحدى أشهر الصناعات الكرمليسية القديمة لكن
اليوم شهدت تراجعا كبيرا لاسباب كثيرة وهذه المياه المعطرة كان يقصدها أثرياء
الموصل لشرائها بأغلى الأسعار كونها ذات شهرة وتتميز بانها مياه نقية لا يخلط بها
صانعها اي مواد صناعية بل يعتمد على الورد بانتاج هذه المياه.

الفلاح ميخائيل عبوش عن هذه الصناعة فيقول " نقوم في الربيع منذ
القديم بجني محصول الورد التي نقوم بزراعتها على شكل مروز في الكرم فهي تحفظ الكرم
من اللصوص كونها نباتات شوكيه وبعد الجني لغرض صناعة ماء الورد تجمع هذه الأزهار
بمكان واحد
"

وأضاف " كانت العوائل كرمليس والتي تملك بستان عنب تقوم بصناعة
كميات كبيرة من هذه المياه والتي يشتريها ابناء نينوى ونحن نقوم بحفظ قوارير الماء
في مكان امن بعد سد فوهة القارورة بالطين ليتم بيعها لأهالي البلدة او إهدائها
للكنيسة لتستخدم في بعض الطقوس والصلوات أو لمن يقصد كرمليس من الموصل "

انتشرت هذه الصناعة بالماضي فكل عائلة كرمليسية كان لها كرم كانت تقوم
بعملية تقطير ماء الورد ليكون موردا اقتصاديا جيدا بالإضافة إلى العنب والثمار
الأخرى .

يقول العم ميخائيل " يستعمل ماء الورد في الكنيسة كعطر وكذلك
لرشه على العروسين في أول يوم لزواجهم في داخل الكنيسة وكذلك يدخل في عجين الكليجة
وأمور أخرى
"

كرمليس التي ذاع سيطها بهذه الصناعة ويستمر الفلاح بصناعة ماء الورد
لكن ليس كما بالماضي حيث كانت تنتج البلدة عشرات ألاف من قوارير ماء الورد أما
اليوم بسبب قلة الأيدي العاملة قلة الإنتاج وكذلك هجر الفلاح لبستانه ولجوئه إلى
العمل في أمور أخرى لتعيل عائلته .