الاكراد يقولون للمالكي:هربت مقتدى وهربنا الهاشمي فتعادلنا!

اجمل ما في العمل السياسي في العراق هو ان جميع من تلوث بذلك السلك يحمل من صفات خصومه اكثر مما يعيبه فيها,فقد كان المالكي وحزب الدعوة يعيبون على صدام حسين انه يصرف ملايين الدنانير من اجل اقامة المؤتمرات والمهرجانات بينما الشعب لعراقي يتلوى من الم الجوع,وها هو المالكي يبذر ملايين الدولارات من اجل مهرجانات وحفلات لا يجني منها العراقيين سوى الاعتقالات والتضييق الامني والازدحامات . عابوا على اسماعيل الشيخلي (وزير التعليم العالي ايام صدام) قيامه باعتقال الشبان الذين كان يصفهم بالمتميعين,وها هم اليوم لم يكتفوا باعتقالهم بل وقاموا بتحطيم رؤوسهم بالطابوق,عابوا على عدي صدام انه امر بحلق لحايا الشباب ذات مرة,وها هم جنود المالكي يتربصون بالشباب وكلما راوا شاب يطيل شعره حلقوه له,عابوا على صدام تضييقه على الشيوعيين وملاحقته لهم,وها هم اليوم يطاردون الشيوعيين ويقتحمون مقراتهم ويغتالون منتسبيهم تارة بحجة الاعداد لانقلاب وتارة بحجة التشجيع على انتشار الايمو ,وفي المستقبل سيتهمونهم بالالحاد!. عاب الشهرستاني على الاكراد انهم يهربون النفط الى ايران,فاخرجوا له وثائق تثبت بان الشيعة يهربون النفط الى اسرائيل.عاب السنة على الشيعة تعاونهم مع الامريكان المحتلين,فاخرج لهم الشيعة صور لشيوخ الصحوات وهم يقبلون جنود الامريكان.عاب المالكي على الجعفري تمسكه برئاسة حزب العوة ورئاسة الوزراء,وها هو المالكي لا يكتفي برئاسة حزب الدعوة ورئاسة الوزراء بل ويسعى لرئاسة كل شيء في العراق حتى رئاسة غرفة التجارة. يعيب المالكي اليوم على الاكراد انهم شجعوا على هروب طارق الهاشمي من كردستان,وكان من حق الاكراد ان يردوا الحجة على المالكي ويقولوا له: الم تكن انت اول من شجع مقتدى الصدر على الهروب الى ايران رغم علمك بمذكرة اعتقاله ؟. ومقارنة بسيطة بين طارق الهاشمي ومقتدى الصدر نجد ان طارق الهاشمي ما زال نائبا لرئيس الجمهورية وهو منصب رسمي واهميته من اهمية الحكومة العراقية وقد حصل من الاصوات ما جعله يحتل المرتبة الثالثة بعدد الاصوات التي حصل عليها المرشحون في بغداد بعد المالكي واياد علاوي,بينما مقتدى الصدر لا يحتل اي منصب رسمي بل هو مواطن عادي ,ولم يسبق لمقتدى الصدر ان خاض اي انتخابات لا داخل التيار الصدري ولا داخل العراق ولذلك فلم يشارك باي منافسة انتخابية حتى نعرف ان كان لديه محبين ام هو مجرد السطوة والخوف والارهاب. طارق الهاشمي لم يحمل السلاح بوجه الدولة(ولو ظاهرياعلى الاقل ),فلم يشكل ميليشيات مسلحة(ظاهريا على الاقل),ولم يخض المالكي صولة الفرسان عليه لا في البصرة ولا بغداد ولا الانبار(ظاهريا على الاقل),اما مقتدى فقد شكل ميليشيات مسلحة منذ اول سنة للاحتلال,وقد خاض جميع معاركه ضد الدولة وضد العملية السياسية التي كان يصفها بالكافرة (عاش عاش عاش الصدر امريكا والمجلس كفر,كانت تلك احدى شعارات جيش المهدي),ومعركة النجف من شارك فيها ضده هم الحرس الوطني حصريا حيث صرح الامريكان بانها شان داخلي لا يريدون التورط فيه,ومعركة صولة الفرسان خاضها المالكي بنفسه ,وباقي معارك مقتدى هي اما مع فيلق بدر واما مع عصائب اهل الحق,واما معركته الكبرى فهي مع اهل السنة الذين يسميهم تارة بالبعثيين ويحل دمهم,وتارة يسميهم بالنواصب ويحل دمهم. طارق الهاشمي لم يتهم بانه قتل عبد المجيد الخوئي,ولم يصدر القضاء مذكرة اعتقال بحقه بتهمة سحل احد ابناء المرجع الخوئي في شوارع النجف,ولم يخض الهاشمي معارك طاحنة مع فيلق بدر في شوارع العمارة والبصرة والكوت,ولم يذبح قادة الجيش والشرطة بحجة انهم من اتباع فيلق بدر.بينما فعل مقتدى كل هذا وامام وسائل الاعلام وعلى مراى ومسمع اغلب قادة حكومة المالكي حاليا.فمن قتل ابن السيد الخوئي في النجف وسحل جثته لم يكن طارق الهاشمي وانما مقتدى الصدر(لو قيس عدد من قتلهم مقتدى الصدر من الشيعة بعدد من يتهم الهاشمي بقتلهم فسوف يكون من قتلهم مقتدى اضعاف من قتلهم الهاشمي حتى لو ثبتت الاتهامات عليه,ولهذا قال السيد مسعود البرزاني للمالكي ان قتلة الشيعة هم من يتحالفون معك) . وطارق الهاشمي لم يستعرض لحد اليوم قواته في شوارع بغداد ولا شوارع الانبار متحديا سلطة الدولة وهيبتها,بينما والى وقت قريب كان مقتدى الصدر يستعرض قواته ومسلحيه وتكتفي قوات الحكومة بحمايته رغم انه يعلن بصراحة انه سلطة فوق السلطة(قبل فترة اعلن التيار الصدري انه سيجري استعراضا لعناصر الجيش والشرطة الذين ينتمون للتيار الصدري,وهو بمثابة اعتراف صريح بان الجيش والشرطة مخترقة من قبل جيش المهدي,لذلك عندما تعالت الاصوات اعلن عن الغاءه ذلك الاستعراض). لذلك وامام هذه المقارنة بين الهاشمي ومقتدى,نجد انه ليس من حق المالكي ان يشن هجومه على الاكراد لمجرد انهم سمحوا للهاشمي بالاقامة في كردستان,او انهم سمحوا له بالمغادرة منها,فقد سمح المالكي لمقتدى الصدر بالاقامة في العراق وهو يعلم انه مطلوب للقضاء بمذكرة اعتقال قانونية ولا لبس فيها,ثم سمح له بالهروب الى ايران (وقد قيل ان المالكي هو من نصح مقتدى الصدر بالهروب خشية ان يعتقله الامريكان),وهذا تواطي مع احد المطلوبين يفوق بعشرات المرات تواطي البرزاني مع الهاشمي خصوصا وان الهاشمي متهم وليس مدان مثلما الحال مع مقتدى. ثم ان المالكي قد شن هجوما كاسحا على قطر والسعودية لانها استضافت الهاشمي,لكنه لم يشن اي هجوم مماثل ضد ايران التي تستضيف مقتدى الصدر ,بل وتستضيف ابو درع وباقي عتاة المجرمين الذين لم يكتف المالكي بعدم المطالبة بهم,بل كان كلما ذهب بزيارة الى ايران راح يلتقي بهم ويتشاور معهم. اليس من حق الاكراد اذن ان يقولوا للمالكي: اذا كنت قد ساهمت في التستر ومن ثم هروب احد قتلة ابن المرجع الشيعي الاعلى السيد الخوئي,بل وبالغت في الضغط على القضاء من اجل عدم تفعيل مذكرة اعتقاله رغم انها قانونية وصادرة من نفس القضاء الذي تقول اليوم عنه انه مستقل ,فلماذا تعيب علينا ان نهرب الهاشمي وكل التهم الموجهة الى الهاشمي لم يتضمن اي منها انه تجرا على قتل ثم سحل احد ابناء المراجع الشيعية المقدسة في مدينة النجف المقدسة ؟. ومثلما قال المالكي لمقتدى :اسكت ولا تتكلم عن حبيبي مشعان والا اخرجت ورقة الخوئي,كذلك بامكان الاكراد ان يقولوا للمالكي:اسكت ولا تتكلم عن حبيبنا الهاشمي والا اخرجنا ملفات تهريبك لمقتدى الصدر. سيكون القضاء نزيه فقط عندما يضع طارق الهاشمي ومقتدى الصدر ومشعان الجبوري في قفص واحد,اما ان يطارد الهاشمي,ويبريء الجبوري,ويغض النظر عن مقتدى,رغم انهم متهمون من نفس القضاء,وصادرة بحق كل منهم مذكرة اعتقال,فذلك للاسف قضاء اقل ما يقال عنه انه اعوج,وليس هنالك دولة قانون وقضاءها ما زال اعرجا بل كسيحا بل ولد بدون ساقين.