أفلام عراقية في مهرجان الخليج ترصد ألوانـا من معانـاة الواقع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أفلام عراقية في مهرجان الخليج ترصد ألوانا من معاناة الواقع

+
عمان - الراي - يسلط مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثالثة التي انطلقت مساء اول من امس الخميس بدبي، الضوء على واقع الحياة المعاصرة في العراق ومعاناة شعبه من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي أبدعها نخبة من ألمع المواهب السينمائية العراقية.
ومن المقرر عرض 24 فيلماً من العراق خلال مهرجان الخليج السينمائي، تتوزع بين الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية وتلك التي تعرض في مختلف برامج المهرجان خارج المسابقة. وتقدم هذه الأعمال المتميزة صورة واقعية عن مختلف نواحي الحياة في العراق، يتناول بعضها مواضيع سياسية في حين يروي البعض الآخر قصصاً شخصية على خلفية الواقع السياسي والاجتماعي الحالي في البلاد.
ويعتبر فيلم «ضربة البداية» للمخرج شوكت أمين الفيلم الروائي العراقي الوحيد الذي يعرض في مهرجان الخليج السينمائي، ويروي قصة الشاب المثالي آسو الذي يقوم بتنظيم مباراة لكرة القدم بين الصبية الأكراد والعرب من العراقيين الذين يعيشون في ملعب بكرة القدم يعاني من الدمار. ومع حلول الموعد المنتظر، تتحول حياة هؤلاء إلى فوضى رهيبة إثر حادث مأساوي.
وكان فيلم «ضربة البداية» قد حاز على جائزة المسيرة الجديدة من مهرجان بوسان الدولي للسينما.
وتشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي مجموعة كبيرة من الأعمال العراقية التي تناقش العديد من القضايا الاجتماعية الهامة بما في ذلك موضوع الفساد السياسي في فيلم «ثم ماذا؟» للمخرج جاسم محمد جاسم؛ وتروي المخرجة سحر الصواف في فيلمها «أم عبدالله» قصة أرملة تواجه مختلف الصراعات والتعقيدات الاجتماعية في البلاد؛ وهناك أيضاً فيلم «اسكتي.. هذا عيب» للمخرج حسين حسن الذي يتابع معاناة فتاة عراقية تعيش في أسرة محافظة؛ وفيلم «اللقالق» للمخرج جمال أمين الذي يسلّط الضوء على العلاقة بين الأجانب من مختلف الجنسيات في المجتمع الدنماركي. ويتواجد المخرجون العراقيون الشباب بكثرة في مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة، حيث يشارك المخرج إياس جهاد بفيلمه «كوابيس» الذي يروي قصة معلّم مدرسة ابتدائية، يرى في منامه يوماً روتينياً في العمل. أما فيلم «ألوان ديموقراطية» لمناف شاكر وفلاح حسن، فيتناول بشكل رمزي حافل بالألوان موضوع اللعبة الديمقراطية، في حين يتطرق فيلم «تهجيات» إلى موضوع رد الجميل، وهو من إخراج سرهد عبد الحامد الزبيدي.
ومن جهة أخرى، يقدم المخرجون العراقيون المشاركون في مسابقة الأفلام الوثائقية أعمالاً جريئة تتناول قضايا اجتماعية هامة تهم الشارع العراقي. ويسجل فيلم «انهيار» للمخرج هادي ماهود انهيار البنية الثقافية في العراق في أعقاب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين العام 2003. أما المخرج العراقي فاروق داوود، المقيم في المملكة المتحدة، فيقدم فيلم «كوكب من بابل» الذي يتناول تأثير المعاناة الاجتماعية والسياسية في ظهور الأغنية العراقية الحديثة قصيدة ولحناً. في حين يكشف فيلم «أحلام تبحث عن أجنحة» للمخرج عباس مطر عن معاناة أهالي بغداد من الفقر وكفاحهم للحياة في شوارع المدينة. أما فيلم «هذه الليلة، الأسبوع القادم» للمخرج خالد الزهراو فيحقق في أسباب اختفاء السينما العراقية في أعقاب الاحتلال العام 2003. ويقدم المخرج قتيبة الجنابي تحية إلى السينمائي الكبير خليل شوقي عبر فيلمه الوثائقي «خليل شوقي: الرجل الذي لا يعرف السكون».
وتشمل أفلام الطلبة المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي فيلم «غرباء في وطنهم» للمخرج هاشم العيفاري الذي يروي قصة مجموعة من الشباب العراقيين، يعيشون ظروفاً صعبة خلال موجة التغيير التي اجتاحت العراق، حيث أجبروا على العمل مع الأميركيين في الترجمة؛ ويتناول المخرج أحمد الديوان في فيلم «صناعة الحياة» قصة طلبة في كلية السينما ببغداد، والتحديات التي يواجهونها في إنتاج فيلم التخرج من الكلية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
ويقدم المخرج حسنين الهاني فيلم «يوم في حياة رجل المرور» الذي يروي قصة «رياض»، شرطي مرور وأب لأربعة أبناء في كربلاء جنوبي العراق، وكيف يتعامل مع الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد بشكل يتعدّى نداء الواجب؛ ويتحدث فيلم «الحلاق نعيم» للمخرج محمد نعيم عن رجل غير عادي يعمل محاضراً في جامعة بغداد خلال النهار، وحلاقاً في محله ببغداد بعد الظهر.
ويأخذنا المخرج لؤي فاضل في فيلم «باستيل» برحلة في عالم فنان، تصوّر فيها اللوحات مشاهد واقعية مؤلمة بألوان الباستيل، التي تحوّل المكان إلى لوحة بديعة.
أما برنامج «أضواء» في مهرجان الخليج السينمائي فيعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية التي تتناول الحياة في العراق سواء خلال الفترات التي عانى منها صعوبات كبيرة أو المراحل التي شهدت هدوءاً نسبياً. ويصف فيلم «جبال بيضاء» للمخرج طه كريمي حياة فاقي إبراهيم وتجربته مع الأحزاب السياسية التي تشكلت في جبال المناطق الواقعة بين إيران والعراق وتركيا، عبر حكاية سياسية تحمل في طياتها اللمسات الشخصية للمخرج.
ويروي فيلم «الموت شرقاً» للمخرج بهاء الكاظمي، الذي يعرض عالمياً للمرة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي، قصة صحافي بريطاني وزميله العراقي اللذين يتعرضان للاختطاف، حيث يتم اقتيادهما إلى سفينة مهجورة بجانب النهر، ولا أمل لهما بالنجاة من الخاطفين إلا على يد امرأة تقوم بتقديم الطعام لهما؛ أما فيلم «حقيقة وهم» للمخرج أحمد السبيعي فيروي قصة أحمد العاشق الذي يبحث عن حبيبته المفقودة، ويلتقي رجلاً غريباً يدلّه على كيفية إذلال الصعوبات التي تعترضه.
ويأخذنا المخرج الشاب محمد الدراجي إلى العراق، في رحلة بحث عن الحب والسلام في بلد ما زال ممزقاً، وذلك عبر فيلم «العراق: حب، حرب، رب وجنون»؛ وفي فيلمه «ابن بابل»، أحد أفلام ملتقى دبي السينمائي 2007، يروي المخرج قصة طفل يجول مع جدته في مختلف أنحاء العراق بحثاً عن قريب مفقود. يذكر أن محمد الدراجي فاز سابقاً بالجائزة الأولى لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الخليج السينمائي 2008 عن فيلم «أحلام».