بقلم : تيمور لويس العـوابده ....................... نعم إنها تصنع الكثير الكثير لكن إذا كانت هذه المحبة تنبع من قلب صادق محب يخلو من الظلم و الظلام والحقد والأهواء .... المعجزة التي صنعتها محبة السيد المسيح لنا خلت من كل ما في العالم وما للعالم لا يمكن أن يصنعها أحد.
مهما كان وأينما كان ... محبته فاقت كل الحدود وكسرت كل القيود وتخطت كل الحواجز دون مقابل وهذا هو الأهم في المحبة . أنها لا تنتظر شيئا... محبة المسيح العظيمة والكبيرة لنا قادته إلى الموت إلى حمل صليب العار إلى تحمل الألم إلى التنازل عن إلوهيته وسلطانه العظيم لتكون لنا حياة الفرح والسلام ليصنع لنا معجزة التاريخ التي تجذرت وانطبعت في تاريخ كنيستنا . معجزة فيها نكهة القيامة المجيدة .... نعم هذه هي ثمرة محبتك أيها المسيح إلهنا ملك العالم فكيف لنا أن نستقي من هذه المحبة الكبيرة التي منحتنا إياها بشخصك العظيم مسمرا على خشبة الصليب لينضر العالم أجمع وليشهد كل مخلوق في السماء والأرض على هذه المحبة التي صنعت لا بل غيرت مجرى حياة الكثيرين ممن انقادوا وراء عالم أحتوى على مفاهيم مجردة حتى من نكهة المحبة عالم أحتوى على ظلمة حالكة أحتوى على طرق عديدة ليس فيها من بصيص نور .... لكن معك شهدنا للحق والنور شهدنا لحبك العظيم شهدنا أننا أبنا النور وليس أبناء ظلمة لأن محبتك أعطتنا ما كنا ننتظره لنعرف كيف نحب الآخر ولنعرف كيف نحبك أكثر فهل من الممكن أن نحبك أكثر مما أنت أحببتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كما تقول القديسة الصغيرة تريزا الطفل يسوع : ( ولكي أحبك يا إلهي لا بد لي أن أستعير بمحبتك ) نعم لا يمكن أن نحب دون أن نستقي من محبتك العظيمة فلا أعتقد أن نحبه أكثر لأننا مهما أحببنا لا يكمن أن نصنع معجزة كمعجزته أن نتخلى عن ذواتنا في سبيل الآخرين فمحبتنا لا تقودنا إلى أن ننكر ذواتنا ولا تقودنا إلى الآخر ولا نجعل من محبتنا مصدر فرح كبير لمن نحب ... ( لأنه ليس من حب أعظم أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه ) . ولا ننسى أن المحبة هي من أعظم الوصايا وهي الوصية الثانية والتي تشبه الأولى هي : ( أحبب قريبك حبك لنفسك ) متى 22: 39 ، وحتى محبة العدو أوصانا بها السيد المسيح لأنه مجرد أن تحب عدوك فإنها معجزة لأنك تخطيتك أنانيتك وتخطيتك كل ما في قلبك من حقد وكراهية اتجاه عدوك أو قريبك أو أيا كان معك ...
فيقول السيد المسيح : في إنجيل القديس لوقا : ف 6 : 27- 29وأنتم أيها السامعون ، فأقول لكم أحبو أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وباركوا لأعنيكم وصلوا من أجل المفترين الكذب عليكم . ) .. نعم أين نحن من هذه الوصايا .... فكيف هي حياتنا دون المحبة فكيف هي محبتنا للمسيح إذن دون محبة الآخر فكيف هي صلاتنا دون أن نذكر الآخر فيها ... لا أدري كيف ستكون حياتنا ولا أدري كيف سنقبل المسيح في حياتنا دون هذه الوصايا لأننا ومع كل أسف لا يمكن أن تكون للمحبة مكان مع الظلام والحقد الذي يعشش في قلوبنا الهائجة والمتعطشة للعالم لا ليسوع .... أين هذه المحبة التي ننتظر منها أن تصنع المعجزات ؟؟؟؟؟؟؟؟ أين هي ؟؟؟.
فاسعوا لها وأحبوا بقلب نقي طاهر واجعلوا من محبة المسيح لكم مفتاح محبتكم له وللآخرين فليس من حياة هانئة وليس من حياة مكتملة دون المحبة ودون السلام والفرح . تلك المفاهيم التي نفتقدها يوما بعد يوم لأننا أخذنا نبتعد عن منبع المحبة عن تعاليم يسوع والكنيسة أخذنا نصنع معجزات العالم الرخيص الفاني نصنع عظمة لأنفسنا دون التفكير بالآخر .... أخذنا نشهد للعالم ونتبع العالم لأننا أحببناه أكثر من يسوع .
فأصل المحبة هي من الله كما يقول القديس يوحنا في رسالته الأولى : أيها الأحباء فليحبب بعضنا بعضا لأن المحبة من الله . وكل محب مولود لله وعارف بالله . ومن لا يحب لم يعرف الله ، لأن الله محبة . وكما يقول أيضا في رسالته : يا بني لا تكن محبتنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق . نعم بهذا نستطيع أن نصنع معجزات كثيرة بالعمل الصالح لا بالكلام البطال لأنه كثر هم من يصنعون المعجزات بالكلام واللسان لكن بالعمل من الصعب جدا عمل أي معجزة بالنسبة لهم .
فمحبتك لنا ربي يسوع لا تزول إلى الأبد فأنت لنا ونحن لا يمكن أن نكون لغيرك فأجعل من حياتنا مصدر حب وفرح وسلام لمن هم بحاجة للفرح والحب والسلام يا مصدر كل خير ومنبع كل الخيرات فلك منا ربي كل الحب للأبد .
فاجعلوا من محبتكم معجزة يشهد لكم فيها المسيح للأبد في أن تحبوا بعضكم وعدوكم وأن تجعلوا من قلوبكم منبع الحب الكبير
فمن أقام في المحبة أقام في الله وأقام الله فيه ..
خادم الرب عضو نشيط
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 109تاريخ التسجيل : 19/03/2012الابراج :