كان اسعد السامرائي مرشحا عن القائمة العراقية في الانتخابات التشريعية الماضية ، ولما لم يفز باي من المقاعد وضاق عليه حتى (المقعد التعويضي) اتجه الى الامتيازات الوظيفية التي يمكن ان يجود بها عليه زعيم القائمة د.اياد علاوي في اطار نظرية المحاصصة السياسية لذلك تم تعيينه سفيرا للعراق في اليمن!.
كان هذا على مستوى النسب السياسي اما على مستوى السلالة فهو شقيق وزير العلوم والتكنولوجيا د.عبد الكريم السامرائي!.
منذ توليه وظيفة سفير العراق في اليمن السامرائي يرسم على السفارة العراقية في دولة الامارات العربية المتحدة ليكون قريبا من شركته التجارية التي كان افتتحها هناك ، وللبقاء قريبا من محيط علاقاته التجارية العربية.. فالولاء للتجارة سبق الولاء للسياسة وطغى عليه عند السامرائي كما يقول ذلك في مجالسه فكها متندرا.
بعد اندلاع ثورة الربيع العربي في اليمن ، وبعد ان ضاقت السبل وتقطعت الدروب وتحشدت كتائب القاعدة على تخوم تعز وصنعاء، لم يجد السامرائي سبيلا امام التطورات اليمنية المتسارعة الا الهرب ومن دون علم وزارة الخارجية العراقية الى دبي حيث دخل السفير الهارب الامارات العربية ،وفي عاصمتها التجارية - السياسية التي يعشقها بجواز سفره العادي وليس الدبلوماسي ،فما كان من امن المطار الا ان قام باعتقال اسعد السامرائي المواطن ولم يكن يعرف انه يعتقل السامرائي السفير..لكن المشكلة ان السامرائي لم يعترض ولم يغضب لاعتقال السفير!.
سعادة السفير دخل الامارات قادما من صنعاء بهدف البقاء فترة في دبي ريثما تنجلي غبرة الثورة اليمنية ليعود ثانية الى اليمن، ولااحد من اركان السفارة العراقية في اليمن كان يعرف متى خرج السفير ، ولا التاريخ الذي سيعود فيه الى مهام عمله ، وحين دخل دبي بجوازه العراقي الاعتيادي فلكي لاينكشف امر سفره الى الامارات ،وهدفه الاساس من المجيء الى دبي الاسترخاء والتهاتف مع العراقية وشقيقه الوزير لاستبداله بسفير اخر ومجيئه الى دبي سفيرا للعراقية قبل ان يكون سفير العراق بالاصالة!.
فوجئ السفير الهارب بقرار امني يقضي باعتقاله في المطار وبالفعل تم اعتقاله وايداعه السجن وحين استفسر عن سبب القاء القبض اظهر الامن الاماراتي صكوكا غير مغطاة كان حررها السامرائي في دبي ايام ماكان يدير شركة تجارية!.
السفير لم يجد بدا من اعلام وزارة الخارجية والعراقية عن اعتقاله فاستغرب الوزير زيباري من وجود السفير في دبي فقام على الفور باجراء اتصالات مستمرة ومكثفة بالجهات الامنية والسياسية فاخبر الوزير زيباري ان السفير مطلوب قضائيا لعشرات التجار العراقيين والعرب بسبب تحريره صكوكا غير مغطاة كان حررها في وقت سابق ايام اقامته مديرا لشركة تجارية في دبي وانه قادم بجواز سفر عادي وليس دبلوماسيا.
اطلق سراح السفير السامرائي وتم اعادته الى اليمن وامام هذه (الفضيحة) ماكان من وزارة الخارجية الا ان استدعته الى بغداد فاجرت تحقيقا خفيفا لكي لا تنزعج (الشراكة السياسية)عاد بعدها سفيرا للعراق في اليمن مرة اخرى ومن هناك بدأ اسعد السامرائي حملة لتصفية الوشاة او الذين كتبوا للخارجية العراقية تقارير عن السفير الذي غادر مقر عمله الى دبي دون ابلاغ مرؤوسيه.. وهي تقارير ظهرت بعد ذلك في بغداد وقرأها السامرائي!.