إنّ ذاك الذي قال: "فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب" (يو10: 39)، قال أيضًا: "أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت" (يو8: 42)... "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا" (يو1: 14). إنّه يسكن بشكل أكيد في قلوبنا بالإيمان، ويسكن في ذاكرتنا وأفكارنا، وحتّى إنّه ينزل إلى عمق خيالنا نفسه. بالفعل، قبل تجسّد المسيح، أيّ فكرة عن الله كان بوسع الإنسان تكوينها غير فكرة كون الله صنمًا صنعه قلبه؟ ذلك أنّ الله كان غير مفهوم وغير مُدرَك وغير منظور ولا يستطيع العقل إدراكه. غير أنّه أراد الآن أن يصبح بإمكاننا فهمه ورؤيته وأن تدركه عقولنا.
قد تتساءل بأيّ طريقة كان هذا؟ أصبح ذلك ممكنًا بدون شكّ من خلال ولادة الربّ في مغارة، واستراحته في حضن العذراء، كما في تعليمه على الجبل وقضائه الليل في الصلاة؛ كذلك بموته مسمّرًا على الصليب وبوجوده حرًّا بين الأموات وسيطرته على الجحيم، وأخيرًا وليس آخرًا بقيامته في اليوم الثالث وإعطائه الرسل فرصة رؤية آثار المسامير- علامة انتصاره – وصعوده على مرأى منهم وعودته إلى السماء.
هل يوجد بين تلك الأحداث ما قد لا يوحي لنا بأفكارٍ حقيقيّة، وتقيّة ومقدّسة؟ فحين أفكّر في أيٍّ من تلك الأحداث، أيٍّ منها، فإنّني أفكرّ في الله الذي هو، من خلال تلك الأحداث نفسها، ربّي وإلهي. إن التّأمّل في تلك الأمور هو الحكمة بعينها... إنّها الوداعة التي استقتها مريم من الأعالي لتسكبها علينا.
خادم الرب عضو نشيط
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 109تاريخ التسجيل : 19/03/2012الابراج :
موضوع: رد: إنجيل القدّيس يوحنّا /14مع تفسير الاية .. السبت 5 مايو 2012 - 3:21
عزيزتي jihan aljazrawi
الرب يباركك على ما كتبتيه في هذا الموضوع .. احب اضيف اختي الغاليه
فيلبس من تلاميذ الرب يسوع وهو الذي وجد نَثَنَائِيلُ تحت الشجره وبشره بيسوع . ولكن كانت شهوه قلب
فيلبس . ان يرى الاب كتفكير جسدي . لم يكن يعلم ان الله روح لايمكن احد ان يراه . لكن استطعنا ان نرى
الاب في يسوع المتجسد . لانه هو الله الظاهر في الجسد . لذالك كان الرب يسوع يعلم التلاميذ في الروح لكن
التلاميذ لم يكونوا قد اخذوا الروح القدس بعد . لذالك كان تفكيرهم جسدي وحسب ما نراه في العيان
والكثير منا ايمانهم لايبعد عن العيون . لكن الايمان هو حسب ماكتب في رساله الى العبرانين الاصحاح