سكان ومسؤولون للمالكي: نينوى أولى من كركوك وفسادها أكثر وخدماتها أقل وأمنها مفقود
عدد المشاهدات 28
تاريخ النشر 11/05/2012 08:26 AM
http://www.aljeeran.net/inp/view.asp?ID=1122 الجيران - وكالات:
قال سكان محليون ومسؤولون في محافظة نينوى، الجمعة، إن محافظتهم أولى من كركوك في زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي للاطلاع على الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وشح الخدمات وحل مشكلة الأمن المفقود منذ أكثر من تسع سنوات.
ونينوى تشبه في تركيبتها العرقية محافظة كركوك، وتضم العرب والكورد والتركمان والمسيحيين والايزيديين وأقليات أخرى، وتعد ثاني اكبر مدينة في العراق منذ حيث عدد السكان، لكنها تعاني وضعا مترديا في الخدمات منذ إسقاط النظام العراقي السابق في ربيع عام 2003.د
وتحتاج نينوى الواقعة إلى الشمال من بغداد بنحو 400 كلم إلى الأموال والاستثمارات بشدة للنهوض بعمليات البناء بعد سنوات من أعمال العنف التي قوضت نشاط الشركات الاستثمارية من الدخول في السوق المحلية في المحافظة الشمالية.
وتضم نينوى مجالات عدة يمكن الاستفادة منها في جني الواردات، فبالإضافة إلى الثروة النفطية في المحافظة مزارات سياحية عديدة، ومطار مدني، ومحاذية للحدود السورية. وفي نينوى مناطق متنازع عليها تقطن فيها أغلبية كوردية.
ويقول السكان المحليون في نينوى وعاصمتها الموصل، إن الوضع الأمني أجهض الشروع في الخدمات وقابله في ذلك الفساد الإداري والمالي، الذي يعد المشكلة الرئيسة في عموم العراق أيضا ووضع البلاد متصدرة قوائم الدول الفاسدة منذ سنوات.
ويحاول رئيس الوزراء نوري المالكي جاهدا تحسين صورة حكومته بعد أن اتهم عدد من وزرائها بتهم فساد وافتقاد للكفاءة.
وعقد المالكي جلسة مجلس الوزراء في البصرة في وقت سابق، وهي أول جلسة خارج بغداد، ثم كرر التجربة في كركوك، لكنها قوبلت برفض من أطراف كوردية عدة، وذلك لان المدينة الغنية بالنفط تعد محور نزاع بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان.
وفي نينوى يطالب السكان المحليون المالكي بزيارة المحافظة أيضا، وقالوا إنه يتعين على رئيس الوزراء الاطلاع على ملفات الفساد في المحافظة.
ويقول مواطن يدعى فتحي حميد لـ"شفق نيوز" إنه "على السيد المالكي القيام بزيارة ولو قصيرة إلى نينوى، وعليه الاطلاع على المشاكل وملفات الفساد وسوء الخدمات والبطالة".
وتعاني نينوى من بنية تحتية متهالكة نتيجة سنوات طويلة من الحصار والحروب، لكن جهودها في جذب رؤوس الأموال والمستثمرين تصطدم بالأوضاع الأمنية.
ولم تفلح العمليات العسكرية التي نفذت في الموصل في السنوات الماضية في وضع حد للأعمال المسلحة منذ عام 2003.
ويلقي المسؤولون العسكريون في الموصل باللائمة على تنظيمات مرتبطة بالقاعدة لم تلق السلاح وتستهدف أفراد الأمن على وجه الخصوص والمتعاونين مع الحكومة.
ويقول موفق تلسقفي وهو مواطن في الموصل "طالما المالكي قائدا عاما للقوات المسلحة، فهو المسؤول على تردي الوضع الأمني، ويجب محاسبة جميع المسؤولين الأمنيين في الموصل، ولا يمر يوما في المدينة الا وفيه قتل واختطاف لمدنيين والشرطة".
ويمثل تنظيم القاعدة اكبر تحد للسلطات الأمنية في العراق لاسيما الموصل التي تعد بؤرة التوتر الأمني في البلاد وكانت مسرحا لأعمال عنف دامي استهدفت حتى الأقليات.
وتعد الهجمات المسلحة التي تشهدها الموصل وما حولها أمرا معتادا منذ نحو تسع سنوات، ويستخدم المسلحون فيها القنابل والأسلحة المزودة بكواتم للصوت والسيارات الملغومة كما هو الحال لمدن عدة وبخاصة في العاصمة العراقية بغداد.
ويقول محمود الطائي لـ"شفق نيوز" إن الأمن والاستقرار مفقودان في الموصل ولاسيما في منطقته في الساحل الأيمن، مرجعا السبب إلى المالكي، والذي قال إنه يتعين عليه أن يشرف على الخطط الأمنية وتطهير الأجهزة الأمنية من جميع المشبوهين.
واتهم محافظ نينوى اثيل النجيفي في أواخر نيسان الماضي جهات "مشبوهة" بتعيين أناس "مشبوهين" في دوائر المحافظة في الموصل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن قوات الشرطة المحلية قتلت مؤخرا انتحاريا وتبين فيما بعد انه موظف حكومي.
وينشط في نينوى تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بالقاعدة والذي تبنى عشرات الهجمات من ضمنها محاولة اغتيال استهدفت المالكي قرب البرلمان العراقي العام الماضي.
وشهدت نينوى في أوائل العام الماضي احتجاجات وتظاهرات للمطالبة بتوفير فرص للعاطلين وتوفير الكهرباء وزيادة الرواتب ومكافحة الفساد وإطلاق سراح المعتقلين ومطالب أخرى مستلهمة تظاهرات شملت مدنا عدة ومنها بغداد.
ورغم مرور نحو تسع سنوات على الإطاحة بالنظام العراقي السابق، إلا أن الحكومات العراقية لم تستطع توفير الخدمات الأساسية العامة للمواطنين، التي غالبا ما يحتجون على نقصها.
ويعول المسؤولون المحليون في نينوى على زيارة رئيس الوزراء إلى مناطقهم للاطلاع عن الأوضاع التي تمر بها المحافظة.
ويطالب المحافظون العراقيون بصلاحيات أوسع لتجنب تكرار ما حصل في ديالى وصلاح الدين عندما أعلنت سعيهما لتشكيل إقليمين مستقلين، ويوافق الرأي محللون ويقولون إن الصلاحيات الواسعة تجنب مطالبات أخرى بتشكيل أقاليم مثيرة للجدل.
ويقول عضو مجلس محافظة نينوى يحيي عبد محجوب لـ"شفق نيوز" إن "الحكومة المحلية ومجلس محافظة نينوى بحاجة كبيرة لزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى المحافظة للاطلاع على واقع مشاكل المحافظة مابين القائمتين" في إشارة إلى نينوى المتآخية والحدباء.
وعادت نينوى المتآخية إلى جلسات مجلس المحافظة بعد سنوات من المقاطعة احتجاجا على سياسة تقاسم السلطة في المحافظة.
وقال محجوب "هناك مشاريع مازالت قيد الانجاز قبل أكثر من ثلاثة أعوام، على المالكي أن يطلع عليها، فضلا عن ارتفاع البطالة وغيرها من المشاكل الأخرى التي لا يستطيع حلها إلا المالكي".
وطالب مسؤولون محليون آخرون بزيارة المالكي، وقالوا إنها ستنفع نينوى أكثر من زيارته إلى محافظة كركوك الثلاثاء الماضي.