البيت الآرامي العراقي

 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  Welcome2
 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  Welcome2
 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

  بحث في أصل الشروكَ ; بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  Usuuus10
 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 61370
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

 بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحث في أصل الشروكَ ; بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير     بحث في أصل الشروكَ ;  بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير  Icon_minitime1الجمعة 25 مايو 2012 - 8:43


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]







بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير



الأصول التاريخية
تعرضت طبيعة ونشأة وتركيب المجتمع العراقي الحديث إلى هزات كبيرة ادت من جهة إلى نزوح العديد من مواطني العراق واستقبال مهاجرين وعلى شكل موجات سكانية، خصوصا بعد..
- عهد إسماعيل الصفوي الذي حكم إيران واحتل العراق وبلوشستان
- وكذلك في عهد حكم المماليك
- اضافة إلى فيضانات دجلة والفرات
- وموجات امراض الطاعون التي إما:
• فتكت بأعداد هائلة من المواطنين الذين كانوا يقطنون الولايات العراقية على عهد العثمانيين
• أو ادت إلى هجرة اعداد غفيرة من مواطني الشعب العراقي إلى الولايات والإمارات العثمانية شرق نجد والخليج والى مصر والشام (سوريا ولبنان والاردن وفلسطين). ولازالت الكثير من العوائل من الأصول العراقية محافظة على القابها العراقية هناك.
ترجع أصول بعض المهاجرين إلى الأكراد والاثوريين والنساطرة والارمن عندما جاءت لاجئة للعراق مع الكثير من العوائل الكردية والمسيحية التي كانت تقطن جنوب شرق تركيا وجبال شمال غرب إيران بقرار من عصبة الأمم بسبب الأذى الذي عانت منه تلك العوائل أثناء العمليات العسكرية للحرب العالمية الأولى فتم توطينهم في شمال العراق وفي القرى المسيحية المحيطة بالموصل.
أما المهاجرون من الأصول الشرقية (الشروگية) في جنوب العراق والاهوار - وهي عبارة عن مسطحات مائية ضحلة - فهم أربع موجات:
1. ابتدأت منذ حكم إسماعيل ألصفوي الذي حكم إيران واحتل بلوشستان وأجزاء من العراق في القرن السابع عشر, وآخرها على عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين وبأساليب الهجرات البرية والتسلل عبر الزوارق للكويت والعراق. فقد عرف إسماعيل الصفوي باضطهاده لخصومه من الطوائف الدينية وشيوخ العشائر مما دعا العديد من العوائل المتحدرة من تلك الأصول من المناطق الإيرانية مثل لورستان والاهواز وبلوشستان وجنوب غرب باكستان وشمال غرب الهند. وقسم منهم هاجروا بسبب اضطهاد الصفويين لهم وسكنوا الاهوار العراقية كعبيد لدى الاقطاع.
2. والموجة الثانية من هجرة الشروقيين للعراق والخليج العربي فتمت في منتصف القرن التاسع عشر إبان حكم المماليك للعراق.
3. أما الموجة الثالثة للهجرة فتمت مع جيش الليفي أثناء احتلال الجنرال البريطاني مود للعراق حيث أرسلتهم حكومة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تحكم الهند آنذاك, حيث أتوا من شمال الهند - باكستان حاليا وبقوا هم وعوائلهم في مناطق شمال العمارة وجنوب الكوت وشمال الناصرية وجنوب كربلاء.
4. أما الهجرة الرابعة فكانت عبارة عن موجات متقطعة للعوائل المهاجرة التي سبق وان استوطنت الأهواز قادمة من بلوشستان والهند ولورستان مابين الحرب العالمية الثانية ومنتصف عقد الستينيات للقرن العشرين في العراق ومنتصف السبعينيات منه في الخليج العربي.
ومن الجدير ذكره هنا, أن هؤلاء المهاجرين قد انخرطوا في العشائر العراقية التي شغلتهم فلاحين لديها من خلال نظام الدخالة القبلي الذي يجيز للدخيل في أي عشيرة من تغيير اسمه وحمل لقب العشيرة.
وكذلك من المهم الإشارة إليه بأنه ليست كل العائلات المهاجرة الشيعية هم من الشروقيين فهنالك العائلات من أصول لبنانية وإيرانية ميسورة أو مثقفة دينيا وفدت بأعداد محدودة للعراق لأسباب دينية لتلقي المعرفة في المراجع الدينية، أو تبوأت مراكز دينية في تلك المراجع. كما هنالك أفراد أتوا فرادى أو مع عائلاتهم كتجار أو كزوار للمراقد الدينية واستوطنوا في المدن المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية في بغداد. تميزت هذه الشريحة بأنها كانت تمتلك الوثائق حيث أتمت معاملات التجنس الأصولية بصرف النظر عن انتمائهم للعراق أو بلدانهم الأصلية التي وفدوا منها. فلا يعد هؤلاء من الشروقيين البدون والذين يتميزون بعدم تيسر وثائق ثبوتية عند هجرتهم أو عائلاتهم الأصلية للعراق, أصل بلد هجرتهم من شرق العراق من بلوشستان ولورستان والهند وباكستان إلى الأهواز ثم العراق والخليج أو العراق والخليج مباشرة, وضمن موجات الهجرة الأربعة المعروفة والمشار إليها.
مميزات الشروقيين
يتميز الشروقيون بما يلي:
• لباس خاص للنساء والرجال (وقد تغير تدريجيا مع الأجيال اللاحقة) شبيه باللباس الهندي.
• لهجة أو لكنة خاصة مع تعلمهم العربية.
• الفقر والبعد عن الثقافة والتمدن.
• انخراطهم في الزراعة ولاحقا في البناء.
• عادات غريبة بإعطاء أبنائهم أسماء مهينة مثل (مطشر) أي مبعثر و (چلوب) مصغر كلب و (سلبوح) أي دودة أو استخدام اسماء التصغير على وزن فعيّل أو افعيل , مثل (مچيّن) بمعنى مكان و (ولييد) بمعنى ولد أو التصغير الجمعي باستخدام الألف والتاء, مثل (نفطات) أي كمية محددة من النفط.
• بعض المظاهر العرقية التي يصفها بعض علماء الأعراق والبايولوجيا والمشار إليهم في المراجع على النحو التالي, انتمائهم للعرق الاوردي (وليس السامي العربي) حيث يتميزون بما يلي:
§ قصر أو القامة الوسط
§ السمرة الداكنة للبشرة المائلة للصفرة
§ عدم وجود إلية الرِّجل وتسطح القدم
§ جحوظ قليل في العين
إلا إن المظاهر العرقية هذه قد ذابت بسبب المصاهرات على مر الفترة الطويلة لوجودهم في العراق والخليج, وكذلك بسبب مزاوجة الجنود البريطانيين للكثير من النساء الشروقيات في مناطق اهوار العمارة والناصرية, أثناء حملة الجنرال مود لاحتلال العراق ابان الحرب العالمية الأولى وترك الجنود البريطانيين لزوجاتهم مع عائلاتها بعد رحيل القوات البريطانية.

كيف استوطن الشروقيون العاصمة بغداد
في منتصف الأربعينيات من القرن العشرين ساعد رئيس الوزراء في الحكم الملكي صالح جبر (شيعي) على هجرة الكثير من هؤلاء الشروقيين الذين لا يحملون أي مستندات أو جنسيات أو بطاقات تعريف شخصية, إلى أطراف بغداد.
وكان أغلبية سكان هذه المناطق من المهاجرين من أرياف الجنوب لأسباب شتى: إما هربا من ظلم الاقطاع أو مقتا للحياة الزراعية أو هربا من الثأر القبلي أو هربا من العدالة. وكان نصيب الأسد منهم في جانب (الرصافة). واستوطنوا ما يعرف بمنطقة (خلف السدة)، وهي سد ترابي بارتفاع 10 – 12متراً بناها والي بغداد ناظم باشا مطلع القرن العشرين شرق بغداد حفاظا على بغداد من فيضانات نهري دجلة وديالى وذلك ابتداءً من تخوم ضاحية الاعظمية شمال بغداد وممتدةً حتى منطقة الرستمية على نهر ديالى جنوب بغداد. واصبح هذا السد الخط السريع المسمى جسر محمد القاسم, في الثمانينيات من القرن العشرين. حيث بنوا لهم البيوت البسيطة عشوائية دون موافقات أصولية, من الطين واللبن وذلك على طول السدة.
وفي عهد رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم (أمه شروقية) الذي منحهم الجنسية العراقية أسكنهم في مجمعات سكنية حول بغداد وحول بعض المدن الرئيسية الأخرى للعراق, وعلى حساب السكان الأصليين لبغداد وتلك المدن. حيث أدى ذلك إلى تغيير البنية الديموغرافية لبغداد بتطويقها بأحياء سكنية من الشروقيين حيث أنشأت المجمعات السكنية من جانب الرصافة: حي الأمين والفضيلية والعبيدي والشماعية والثورة والحسينية. ومن الكرخ: ابو دشير والدباش والشعلة والحرية والاسكان ودور السود وغيرها .

الشروقيون والشيعة العرب في جنوب العراق
على الرغم من انتماء الشروقيين للمذهب الشيعي الجعفري إلا انه من المؤكد هنالك بون شاسع بين الشروقيين والشيعة العرب في جنوب العراق من ناحية الانحدار العرقي والاثني للتكوين الاجتماعي لكلتا الشريحتين:
فالتكوين الاجتماعي لسكان الجنوب العراقي قبل موجات النازحين والمهاجرين الشروقيين الأولى إلى ارض العراق والخليج على عهد دولة إسماعيل ألصفوي في القرن السابع عشر والهجرة الثانية في عهد المماليك منتصف القرن التاسع عشر, وقبل منحهم الجنسية وانتشارهم وتغلغلهم في بنية المجتمع العراقي بعد إعلان الجمهورية منتصف القرن العشرين, تتكون من خليط من العشائر العربية الشيعية والسنية المتحدرة من القبائل القحطانية أو العدنانية, كآل فرعون والعوادي والياسري والجبور- البو ثامر، والدليم – البوعلوان، وتميم – وسط وشرق دجلة, والسنية كآل السعدون والهاشمي والبو ظاهر. وكان تمركز الشيعة العرب في غالبيتهم في ما اصطلح عليه الفرات الأوسط – الديوانية والحلة وكربلاء والنجف والمنتفك - الناصرية والسماوة والقرنة والبصرة والامارة (العمارة) والكوت، وفي بغداد القديمة في الكرادة مع خليط من السنة والمسيحيين والكاظمية والشواكة مع خليط من السنة.
أما السنة الذين كانوا يقطنون في الجنوب فيتمركزون في:
- الحلة – خليط من الشيعة والسنة
- المنتفك – الناصرية
- والسماوة – خليط من الشيعة والسنة
- البصرة في منطقتي الزبير وابو الخصيب واجزاء من المعقل
- الكوت – وهي ايضا خليط من الشيعة والسنة
يرجع أصل تاريخ الشيعة العرب في العراق منذ بداية الدولة الاموية ومبايعة أهل الكوفة للإمام علي ابن أبي طالب ونجله الإمام الحسين ابن علي ومعركة كربلاء حيث يتواجد مؤيدو الإمامين من الذين شايعوهم وناصروهم.
أما العلاقة بين شيعة عرب الجنوب والشروقيين في تلك الفترة فهي علاقة السيد أو الحر بالعبد، والملاك أو الإقطاعي بالفلاح الأجير. حيث كان الشيعة العرب يمثلون العشائر والإقطاعيات المالكة للأراضي الزراعية من الشيوخ وعوائلهم وعمومتهم وأنسابهم, أما الشروقيين فيمثلون طبقة الشغيلة الفلاحية لدى شيوخ العشائر والعبيد الرق لدى الاقطاع.

ضرورات الاندماج في مجتمع المهجر - العراق
تعتمد الكثير من الدول الاستيطانية مبدأ الهجرة كعامل لرفد البنية الاجتماعية بالأعراق والاثنيات المختلفة, كما هو الحال مع دول كاميركا الشمالية واميركا اللاتينية واستراليا ونيوزيلندا وغيرها من العوالم الجديدة التي تم اكتشافها بعد عصر النهضة في أوروبا وعلى اثر بروز ظاهرة الاستعمار أو ماي سمى تاريخيا بالعصر الكولونيالي الذي تمثل باحتلال الأراضي والقارات الجديدة وضمها لممالك مستكشفيها.
وقد استمرت موجات الهجرة لهذه الأصقاع الجديدة حتى يومنا هذا ولكن بمعايير مختلفة منها:
• شموليتها لاستقطاب المواطنين من كافة الدول تفضيلها للكوادر المثقفة والعلمية
• وتفضيلها للكوادر الرأسمالية والاستثمارية
• وتفضيلها للكوادر من أعراق بعينها كالانجلو- ساكسون في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا والأعراق اللاتينية في المكسيك واميركا اللاتينية وهاييتي وأرخبيل البحر الكاريبي
• كما حددت القوانين في تلك الدول على مبدأ ضرورة الانتماء والولاء للبلد الجديد, الأمر الذي وصل إلى فرض شروط ومحددات منها
§ عدم السفر من البلد لفترات جاوزت في بعض الدول الأربعة سنوات لحين منح الجنسية
§ ضرورة تأهيلهم لمتطلبات الحياة في دول المهجر:
o كانخراطهم في دورات إلزامية لتعلم اللغة
o وفروض معينة في تعلم تاريخ بلد المهجر وارثه الوطني والثقافي
o ووصل الأمر ببعض الدول إلى ضرورة انجاز المهاجر لعمل وطني لبلد المهجر الجديد يثبت ولاءه وانتماءه لبلد المهجر الجديد, من قبيل: الانخراط في الخدمة العسكرية أو التطوع المؤقت في العمليات العسكرية التي تخوضها الدول محلية وإقليمية أو دولية, أو كتابة المقالات والبحوث والمؤلفات عن البلد الجديد.
إلا أن الأمر مختلف مع دولة كالعراق وحتى باقي دول الخليج العربي التي تعرضت لهجرات الشروقيين والتي نجد آثارها في المجاميع السكانية المسماة (البدون) في الكويت على سبيل المثال, فالعراق وتلك الدول بلدان غير استيطانية لم يتم استكشافها من ضمن العوالم والقارات المجهولة، بل تمتلك حضارة من اعرق حضارات العالم امتدت لستة آلاف عام في عمق التاريخ ولها امتدادات عربية كواحدة من الولايات والإمارات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية. فعندما وفدت الهجرات الأولى للشروقيين وحتى الأعراق والديانات الأخرى في شمال العراق, لم يكن معيار الوطنية والانتماء والولاء للبلد هو الهاجس والمعيار الذي حدد شروط الهجرة ، بسبب وجود الدولة العثمانية واحتلال بلاد فارس للعراق في عهد إسماعيل ألصفوي والتي زامنت الهجرات الأولى.
وفي الهجرات المتأخرة في مطلع القرن العشرين والأربعينيات ثم الستينيات والتي كانت تفد خلالها موجات من العوائل المهاجرة الشروقية عبر منافذ لها في مناطق ديزفول وقصر شيرين عن طريق البر ومن إمارة المحمرة (الاحواز أو الأهواز حاليا) ثم انطلقت هذه الأقوام في هجرة ثانية لاهوار العراق من الموجات التي سبق وان ارتحلت من لورستان جنوب إيران ومن ولايات شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لأفغانستان والمتاخمة لبلوشستان الواقعة في جنوب باكستان (الهند سابقا قبل استقلال باكستان) والتي تدين بالديانة الإسلامية وعلى المذهب الشيعي الجعفري .
أما إمارات الخليج العربي فقد استمرت الهجرات إليها في السبعينيات من القرن العشرين عبر الممرات البحرية من خلال زوارق المتسللين المشهورة والتي كانت تعلن عنها وكالات الأنباء عن اكتشاف يومي لتلك القوارب المهاجرة إلى الكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وشرق المملكة العربية السعودية. فكل تلك الهجرات لم تحدد بمعايير الانتماء الوطني والولاء للعراق أو دول الخليج بقدر انكفائها على نفسها محافظة إلى حد ما على ثقافتها المحلية بعاداتها وتقاليدها التي جاءت بها معها.
ومن ضمن تلك الثقافات طريقة بناء البيوت الطينية التي نجدها متطابقة إلى حد بعيد جدا مع البيوت وما يسمى بالطوفة في شمال الهند وبلوشستان والولايات الجنوبية لأفغانستان. أما في مجال اللغة فهنالك ما سمي في علم الصوت اللغوي بالتنغيم Intonation (وهو طريقة تلحين الكلمة عند تلفظها داخل الجملة) فنجد التقارب الكبير بين اللغات الهندية و البلوشية واللورية والفارسية كون هذه اللغات تنتمي إلى مرجعية لغوية واحدة وهي عائلة الهندو - اوربية وهي بعيدة من حيث علم النحو والصرف والصوت من اللغة العربية التي تنتمي للعائلة السامية. ومن حيث علم الانتيمولوجي (وهو علم جذر الكلمات ومصدر تحدرها) نجد هنالك تداخلا لبعض المفردات المستخدمة من قبل الشروقيين ذات الأصول الهندية أو الإيرانية (الفارسية واللورية) مثل (كواك) و (دش) و (چا), وخير دليل هو الكلمة الاستطرادية (چا cha) بمعنى (نعم أو أجل أو بلا أو اذاً) وهي هندية المنشأ حيث تلفظ بالهندية (آچا) بمعنى (نعم) , في حين يستخدم العراقيون العرب في بغداد كلمة رديفة وهي (لعد) والمتحدرة من الفعل (عاد). وفي الوسط والغرب وشمال الوسط يستخدم العراقيون العرب كلمة (عجل) المتحدرة من (اجل) بمعنى نعم. وفي العشائر العربية في الجنوب بضمنها الفرات الأوسط والبصرة القديمة كانت تستخدم كلمة (حته) و (ولعد) المتحدرة من (حتى) بمعنى نعم أو اذاً.. ثم شاع استخدام (چا) لدى عرب الجنوب بسبب الاختلاط مع الشروقيين وانتشار مصطلحاتهم وطريقة لفظهم.
وكذلك نقل اسماء المدن من مصادرها إلى العراق مثل مدينة چوادر الساحلية في بلوشستان – الهندية (باكستان الان) والتي سمي بها حي سكني في قرية الثورة (مدينة الصدر الان) ولا صلة بين الچوادر وكلمة (چادر) الذي يستخدم بتغليف البضائع. وكذلك مدينة (كاولي) في الهند والتي تحدر الكثير من الوافدين الغجر منها إلى العراق تلك الكلمة المستخدمة إلى يومنا هذا.
ومن العوامل الثقافية الوافدة الأخرى, هو فن تلك الأقوام باعتبار الفن والأدب يشكلان هوية الأمة وعنوان انتمائها, فبعض الأطوار الغنائية الريفية كالابوذية والمحمداوي نجدها تغنى إلى يومنا هذا في مدن الجوادر وكيتا وكلات واورمارا في الجزء الباكستاني من بلوشستان وجاسك في الجزء الإيراني منها. كما نجد في الأدب الشروقي بعض المواويل القريبة من اللحن الهندي والفارسي الخليطة باللهجة المحلية العربية, وحسب منشأ ذلك الوافد وامتداد عرقه.
كما يستخدم الكثير من الشروقيين آلات موسيقية خاصة بهم بعيدة عن الآلات العربية في مقاماتها وسلّمها الموسيقي ويصنعها بشكل تحاكي شكل ولحن الآلات والإلحان البلوشية والورستانية. كما إن نمط الغناء مفعم بالحزن والشكوى التي تعبر عن الإرث الطويل من المعاناة ابتداءً من اضطهاد إسماعيل ألصفوي الذي كان يتفنن بتعذيب وقتل معارضيه البلوش واللور حيث كان يطلق شيخ القبائل المعارضة له من المدافع. ثم رحلة المعاناة الطويلة عبر الصحراء الإيرانية التي كان يلقى الكثيرون منهم حتفه بسبب الانهاك أو الجوع والعطش. وقد انعكس ذلك على أهازيجهم وأشعارهم الشعبية ومواويلهم التي تحولت إلى أبوذيات مغناة حيث يذكر الفنان كاظم الساهر بان أغنية (عبرت الشط على مودك) مقتبسة من إحدى الأهازيج الشروقية أثناء الرحلة الشاقة إلى العراق حيث تتحدث إحدى المهاجرات عن معاناتها وهي تعبر احد الأنهار للحاق بقبيلتها التي فقدت الكثير من أفرادها بسبب موجات النهر وتياراته المميتة وهي تعبر لإنقاذ وليدها الرضيع الذي حملته على رأسها. علاوة على تسخير شيوخ القبائل لهم كعبيد رق في جنوب العراق وما عانوه من أسى وظلم على أسيادهم الإقطاعيين. وهذا ما دعاهم إلى الهرب من الريف إلى مناطق حول بغداد والمدن الرئيسية الأخرى في تجمعات سكنية معدمة وعشوائية وغير نظامية واغلبهم استوطن في منطقة وراء السدة , المشار إليها أعلاه.

عبد الكريم قاسم والانتشار السكاني للشروقيين
لم يتنفس الشروقيين الصعداء إلا بعد قيام الجمهورية في عهد رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم ذلك اليتيم الذي ينتمي إلى أب عربي سني لم يره بسبب وفاته، وأم تتحدر من الأصول الشروقية, أشرفت مع أخواله الشروقيين على تربيته.
• حيث أصدر قرارات منحهم الجنسية وشهادة الجنسية العراقية.
• إضافة إلى إصداره لقانون الإصلاح الزراعي الذي بموجبه صادر الأراضي من المالكين من شيوخ العشائر ومنحها للفلاحين والذين يمثل الشروقيون ثمانين بالمائة منهم.
• ثم مالبث أن وزع عليهم الدور والأراضي السكنية حول بغداد وباقي المدن الكبرى.
• ومنحهم الوظائف الحكومية.
• واصدر التشريعات الخاصة بتسهيل انخراطهم في الجيش كمراتب (جنود وضباط صف ونواب ضباط)، ومنحهم الامتيازات العسكرية كالدور السكنية الخاصة بالمراتب المتطوعين في مناطق إسكان شرقي بغداد وغيرها.
وهذه تعد النقلة الكبيرة والمهمة في حياة هذه الفئة المهاجرة، والتي لحد الان لم تمنح الجنسية في بعض إمارات الخليج كالكويت وبقوا بما يسمى بالبدون. لذا تعتبر شريحة الشروقيين عبد الكريم قاسم القائد الوحيد الذي انقذها، فهم دائمو التمجيد به لحد المبالغة في المدح في وصفه إلى حد إطلاق الخرافات التي كانت تنشر في الصحافة يوم ذاك، فبعضهم ادعى انه رأى صورة (الزعيم) على بيضة دجاجة، وآخرون نشروا بأنهم رأوا صورته بالمرقب متجلية على سطح القمر. وبقيت هذه الأحاجي يتداولها البسطاء من الشروقيين ممن استفادوا من حكمه. وبالغ بها الآخرون منهم من المثقفين إلى حد الإطراء وإسناد إحداث غير واقعية لسيرة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم.
وعلى اثر هذه الإجراءات المنصفة للشروقيين والإجراءات الأخرى الخاصة بقانون الإصلاح الزراعي, وجد أبناء العشائر العربية في الجنوب أنفسهم قد صودرت منهم أراضيهم الزراعية ومنحت للشروقيين الأمر الذي أدى إلى تحرر هذه الشريحة من تحكم الشيوخ وبالتالي منحها حرية اتخاذ القرار بالهجرة إلى المناطق الأخرى أو المدن بعد أن كانوا محصورين في الأراضي الزراعية والاهوار. وهذا ما أدى إلى انتشارهم الواسع في جنوب العراق ريفه ومدنه باعتبارهم يشكلون إعدادا كبيرة. وبدأت عاداتهم وتقاليدهم ولهجتهم تتغلغل في حياة المجتمع العراقي تدريجيا بعد العهد الجمهوري.

أزمة الشروقيين
إن الأزمة التي يعاني منها الشروقي بعدم اندماجهم الكامل في المجتمع العراقي مردها إلى معاناتهم من الاضطهاد على مر تلك العصور فأصبح لهم تجمعاتهم التي تحولت إلى مجتمع خاص ذاب فيه الشروقي من الأصل البلوشي مع الآخر من الأصل اللوري أو الفارسي أو الهندي, وجمعتهم ثقافة واحدة هي ثقافة المهاجر الشروقي.
إلا إننا نجد بعد إجراءات عبد الكريم قاسم بمنحهم الجنسية والأراضي الزراعية والبيوت السكنية والامتيازات الأخرى شجعت بعض هذه المجموعات كشرائح اجتماعية لها خصوصيتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها, بالاندماج المحدود في المجتمع العراقي. فبسبب نظرة الناس لهم في سكان الجنوب من القبائل العربية (الشيعية) وخصوصا الفرات الوسط, على أنهم شريحة هامشية من المهاجرين غير الشرعيين أو المتسللين تميزت بفقرها وتخلفها وبعدها عن الحضارة وانفلاتها على القانون على الرغم من انتمائها المتعصب للمذهب الشيعي. أدت هذه النظرة إلى تهميش هذه الشريحة وعدم تقبل اندماجها في المجتمع في الجنوب إلا بعد عقود طويلة، وبعد الانفجار السكاني للشروقيين بعد منحهم الجنسية والأراضي والدور السكنية فخرجت من الاهوار وتجمعاتها السكانية المعزولة نحو مراكز المدن. وبسبب النمو السكاني الكبير لهذه الشريحة احتلت أو اجتاحت المدن الكبرى في العراق بالهجرة من الريف إلى بغداد ومراكز المدن.
ومن خلال سياسات إرضاء هذه الشريحة التي مارستها الأنظمة المتعاقبة كتحسين الحالة الاجتماعية لهذه الشريحة وتقديم الخدمات التعليمية والطبية وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية لأحيائهم السكنية شجع الكثير من أفراد هذه الشريحة بالاندماج في المجتمع من خلال الانخراط بالتنظيمات والأحزاب الحاكمة وتبوء مناصب عليا والاهتمام بالشعر والأدب والمصاهرة من أبناء المناطق العراقية للسكان العرب الأصليين من كلتا الطائفتين الشيعية والسنية بعد مرور زمن طويل على هجرة آبائهم وتناسي المجتمع لأصولهم وتعالي الصيحات بوحدة مكونات المجتمع وطوائفه وأعراقه, حيث غدا من المعيب اجتماعيا البحث عن أصل وانتماء الشخص في فترة السبعينيات والثمانينيات.
ورغم كل ذلك نجد السمة العامة لغالبية تلك الشريحة الشروقية المتحدرة من الأقوام المهاجرة تغليب انتمائها الطائفي والمذهبي على الانتماء للعراق العربي وعدم الإخلاص الكامل لتطلعات العراق واهدافة ومشكلاته كامتداد لعالمه العربي. فنجد الكثير منهم يمتعض من اهتمام الأنظمة المتعاقبة بالقضية الفلسطينية، ويتهجم على الدول العربية باعتبارها مصدرة لازمات العراق، والاستهزاء بكل ما هو قومي عربي كالتنظيمات والأحزاب القومية وفكرة الوحدة العربية والشخصيات الوحدوية والقومية، فتجدهم دائمي التهجم على ساطع الحصري وعبد الناصر ورشيد عالي الكيلاني وعبد السلام عارف وخير الدين حسيب ومعن بشور وآية الله احمد البغدادي وسماحة السيد جواد الخالصي وغيرهم باعتبارها شخصيات أيدت الوحدة العربية والانتماء القومي العربي. لا بل وصلت العنصرية والغلو الطائفي ببعض الشروقيين إلى حد المعاداة المعلنة عبر وسائل الإعلام ومواقع الانترنت للمدن العراقية وخصوصا ذات الانتماء للطوائف السنية كالرمادي وهيت وعنة وحديثة والدور وتكريت , واعتماد تزوير الحقائق والمغالطات التاريخية عن أصولهم وانتمائهم العرقي دون ذكر وثائق أو أسانيد.
ومن الشخصيات الشروقية التي برزت في المجتمع (محمد حمزة الزبيدي) رئيس الوزراء في نظام الرئيس الأسبق صدام حسين، وكذلك مدير الامن العام 1969 - 1973 (ناظم كزار) والذي كان يشغل موقع عضو قيادة قومية في حزب البعث, والذي لم يكن يمتلك الجنسية العراقية واي وثيقة (بدون) حتى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين , حيث توسط له مدير مكتب عبد الكريم قاسم لمنحه الجنيسة العراقية مع أفراد عائلته حيث تطوع كضابط شرطة.











مراجع :



- طبيعة المجتمع العراقي، د.علي الوردي .



- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، د. علي الوردي.



- العراق الحديث , للمؤرخ جعفر الخياط ، 1932 .



- كتاب التجمعات البشرية في العراق. تأليف الفريق طه الهاشمي 1936 .



- عدد من البحوث للدكتور علي الوردي مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الاداب - جامعة بغداد.



- عدد من المقالات والمقابلات الصحفية والاذاعية والتلفزيونية للدكتور علي الوردي.



- Sabah Al-Zubeidi Web Site فيدرالية الجنوب، حلم دولة الشراقوة, علي ثويني.



- مقابلة مع عباس بن الشيخ محمد العريبي.



- القبائل العراقية الشيخ يونس السامرائي 1986
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث في أصل الشروكَ ; بقلم : الباحث البروفسور جلال الوزير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى قرأت لك والثقافة العامة والمعرفة Forum I read you & general culture & knowledge-
انتقل الى: