{ القســـم الرّابــــع }
10 - أهمية المعمودية للخلاص :
تظهر أهمية المعمودية من قول السيد المسيح لنيقوديموس
(الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق،
لا يقدر أن يرى ملكوت الله) (يو 3: 3). وقد شرح معنى هذه الولادة،
فأجاب على سؤال نيقوديموس بقوله (الحق الحق أقول لك:
إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5)
وهذه آية صريحة تعنى أنه بدون المعمودية لا يقدر الإنسان
أن يدخل الملكوت، ولا يقدر أن يعاينه.
وبهذا يكون الخلاص عن طريق المعمودية التي يمهد لها الإيمان.
وهكذا قال السيد المسيح في صراحة ووضوح (من آمن واعتمد خلص)
(مر 16: 16) وهكذا أيضا عندما أرسل تلاميذه لنشر ملكوته على الأرض
قال لهم (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم،
وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس،
وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به)
(مت 28: 19، 20) وهذه الآية تدل على أن
الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتى بالتلمذة، والمعمودية تدل
على أن الخلاص يلزمه الإيمان الذي يأتى بالتلمذة،
والمعمودية التي هى الباب المباشر، والأعمال الصالحة بحفظ الوصايا.
فلو كانت المعمودية غير لازمة للخلاص،
لكان يكفى أن يقول الرب لتلاميذه:
(اذهبوا وبشروا بالإيمان) بدون ذكر للمعمودية..
ومعلمنا بولس الرسول يشرح كيف أن الخلاص يكون بالمعمودية،
وكيف أنها هى الميلاد الثانى،
بقوله في رسالته إلى تلميذه تيطس أسقف كريت،
حيث يقول (ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه،
لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا
بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس) (تى 3: 4، 5).
11- ممارسة المعمودية منذ البدء :
هذا المبدأ أسسه السيد المسيح (من آمن واعتمد خلص)
اتبعته الكنيسة منذ البدء،
ففى يوم الخمسين بعد أن وقف بطرس الرسول رافعا صوته بكلمة الإيمان،
ونخس السامعون في قلوبهم، (قال لهم بطرس:
توبوا ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح
لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس)
(أع 2: 37، 38) وهذه الآية صريحة في أنه يكون بالمعمودية مغفرة الخطايا.
وكيف يخلص الإنسان بدون مغفرة خطاياه؟!
إذن فالمعمودية لازمة لخلاص الإنسان، فبها تغفر خطاياه.
وبها يمهد لقبول الروح القدس.
وعطية الروح القدس، ننالها فى السر الثانى من أسرار الكنيسة،
سر المسحة المقدسة، أو سر الميرون.
والآية السابقة تدل على هذه المعانى كلها.
فى يوم الخمسين بعد أن تكلم بطرس عن المعمودية
(قبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة ألاف نفس)
فلو كان الإيمان وحده يخلص الإنسان ماذا كانت الحاجة إلى أن
يعتمد في يوم واحد 3000 نفس؟! ما كان أسهل أن يقول لهم الرسل:
(ما دمتم قد آمتم أيها الأخوة، فاذهبوا على بركة الله، هذا يكفى،
لقد خلصتم وانتهى الأمر..)!!
وهكذا نرى أيضا أن الخصى الحبشى بعد أن آمن على يد فيلبس،
قال له مباشرة ماذا يمنع أن أعتمد؟) (أع 8: 36).
وهكذا نزل به فيلبس إلى الماء فعمده..
وذهب في طريقه فرحاً.
وسجان فيلبي الذي آمن على يدى بولس وسيلا
(اعتمد في الحال هو والذين له أجمعي) (أع 16: 33).
وكرنيليوس أيضا الذي ظهر له ملاك الله، وقال له صلواتك وصدقاتك
صعدت تذكارا أمام الله، هو أيضا بعد أن كلمه بطرس بكلمة الحياة،
وبعد أن حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة
(حينئذ أجاب بطرس: أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء
حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس
كما نحن أيضا وأمر أن يعتمدوا باسم الرب) (أع 10: 47، 49).
وليديا بائعة الأرجوان، لما آمنت على يد بولس الرسول
(اعتمدت هى وأهل بيتها) (أع 16: 15)
جميلة تلك العبارة التي قالها بولس الرسول عن العماد
(لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح) (غلا 3: 27).
اذن في المعمودية يلبس الإنسان المسيح. أى خلاص أعظم من هذا..
أن المعمودية هى الباب الذي يدخل منه الإنسان إلى الخلاص، والإيمان تمهيد لها.
نقول هذا لأن كثيراً من البروتستانت يظنون أن الإنسان يكفيه أيمانه ليخلصه..!
أو يظنون أن الميلاد الثانى يأتى بالإيمان وليس بالمعمودية!
لا يرون أن المعمودية هى الميلاد الثانى،
على الرغم من صراحة الآية بغسل الميلاد الثانى (تى 3: 5)!!
وأيضا على الرغم من قول الرسول في رسالته إلى أفسس
(أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها،
لكى يقدسها مطهراً أياها بغسل الماء بالكلمة،
لكى يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها) (أف 5: 25، 26).
(لكى يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة)..
والبروتستانت العبارة معناها يقدسها بالكلمة!
تاركين ومن إليهم يدعون أن هذه عبارة غسل الماء كأن لا معنى لها..
ان (الكلمة) هنا تعنى التبشير. فماذا تعنى عبارة (غسل الماء)؟
تعنى المعمودية التي يصل إليها الإنسان بالتبشير أى بالكلمة.
وهكذا تنطبق وصية السيد المسيح (تلمذوهم.. وعمدوهم..) (تلمذوهم) .
>> منقـول <<