الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج :
موضوع: ما هي علاقة الكورد بعيد النوروز 2 ...؟؟؟ الأحد 18 أبريل 2010 - 23:01
ما هي علاقة الكورد بالنوروز..؟
الجزء الثاني: احتفالات أكيتو البابلية
انتقلت طقوس الدينية والأعياد السومرية إلى الأقوام السامية التي هاجرت من سوريا والتي استقرت في بلاد سومر، فسكن الأكاديون والأموريون والكلدانيون مناطق السومريين في جنوب وادي الرافدين، وسكن الأشوريون شمال وادي الرافدين، واستطاعت هذه الأقوام أن تصيغ مورثات حضارة السومريين وفق ثقافتهم السامية وبمنظور تراثهم الديني والقومي. والحق يقال: بأن الأقوام السامية لم تغير الموروث السومري، بل حافظت على الطابع السومري. استبدل البابليون اسم العيد من زكموك إلى (أكيتو)، دونما أن يغيروا شهر نيسان ومواعيد مراسيم عيد (زكموك)، علما بأن كلا الأسمين ذو معنى واحد، وهو عيد رأس السنة، ومن أبرز ما غيره البابليون هو: أنهم جعلوا إله (مردوخ ) محور الطقوس وجعلوا (بابل) مدينة الاحتفالات بدلا من مدينة ( نيبور). وأود أن أذكر بأن الأكاديين والأموريين قد أهملا معبد (ئيزيدا) السومري الأصل، وأن والأموريين عظموا معبد الأبيض (إيزاكيلا) معبد لإله (مردوخ) الذي جعلوا (إله) مدينة بابل. بينما البابليون الكلدانيون قد اهتموا بمعبد (ئيزيدا) وجددوا بناءه، وجعلوه معبدا لإله ( نابو)" الذي جعلوه البطل الذي ينقذ أباه (مردوخ) من احتجازه في العالم السفلي.(1) مراسيم عيد أكيتو: تبدأُ الاحتفالات بعيدِ (أكيتو) في اليوم الأول مِن نيسان الشرقي، ويتواصلُ لمدة اثني عشر يوماً، وكان لكُلِّ يوم طقوسٌ احتفالية متنوعة خاصة به، وكانت الطقوس التي تُمارسُ في الأيام الأربعة الأولى تشمُلُ: القيامَ بأعمال تطهير النفس بالتكفير عن الذنوب، حيث تُرَنَّمُ التراتيلُ وتُنحرُ الذبائح وتُقرأ الأشعارُ الخاصة بتقديم الشُكر. علما أنه لم يكن يُسمَح بالدخول الى معبد (إيساكلا) المُشيَّد فوق بُرج بابل المدعو (ايتِمناكي) إلاّ كهنة المعبد لإقامة الصلوات. وفي اليوم الرابع يُعلنُ رئيسُ الكهنة (الشيشكالو) بدءَ مراسيم الاحتفالات جماهيرياً، حيث تُقرأ شِعرياً أسطورة الخَلق البابلية ( اينوما إيليش) (أ) في الهيكل، مِن قبل رئيس الكهنة الذي تُحيطُ به جوقة كبيرة مِن المُمَثلين والمُمَثِّلات، فيقومون بأداء الأدوار التفصيلية للملحمة . وفور الانتهاء مِن هذه الفعَّالية، يَتَوَجَّه الملكُ الى معبد إلهِ الكتابة ( نابو) أبنِ الإله ( مردوخ ) وهنالك يُقلِّدُه كبيرُ الكهنة صولجانَ الحُكم المُقدَّس ، وبعد ذلك تبدأ سفرة الملك الى مدينة ( بورسيبا ) البعيدة عن بابل بنحو ( 17 كلم ) وهي مدينة الإله نابو، و يُمضي ليلاً واحداً في معبد (ئيزيدا) { ب } معبد اله (نابو) في مدينة (بورسيبا)، وهذا الإله يحظى بالتقديس مِن قبل البابليين وكذلك الآشوريين الذين أفلَحتْ الملكة (شميرام) الكلدانية الجذور، في ترسيخ عبادتِه في دولتها آشور. وفي ( بيث أكيتو) (بيت السنة الجديدة ) {ت} يُعيدُ كبيرُ الكهنة قراءة أسطورة الخليقة، ويُناشدُ الملكُ الإلهَ نابو طالباً مُساعدته لإخراج الإله ( مردوخ ) مِن عالَم الظلام الكوني. وفي اليوم الخامس يبدأ مِشوارُ عودةِ الملك البابلي الى بابل وبصُحبتِه تمثال الإله ( نابو) {ث} ولدى وصوله الى ( بَوّابة اوراش) {ج } في الجانب الجنوبي الشرقي، وهناك يُترَكُ التمثالُ { ح }، ويتوَجَّه الملك نحو بَوّابة معبد (الايساكلا)، وعند مدخل البوابة يستقبلُه كبيرُ الكهنة حيث يقوم بتجريدِه مِن شارات الأُبَّهة الملكية ( التاج والحلقة والسيف ) ويطلب منه الوقوف أمامَ تمثال إله (مردوخ)، ثمَّ يبدأ بالضرب على خَدَّيه و يُباركُه، بينما يكونُ الملكُ يتلو اعترافاً بكونِه بريئاً وباراً ولم يرتكب خطايا وذنوباً ويُنهي الاعتراف بقولِه: ( يا سيد البُلدان إني لم أرتكِب خطيئة)، وبعدئذٍ يقوم الكاهن الأعلى بمخاطبة الملك باسم الإله وبصوتٍ جهوري قائلاً : إنَّ مطلبَكَ وتوَسُّلَكَ قد سُمِعا ونالا قبولاً لدى الإله، ولذلكَ فإن سُلطانَكَ وسؤددَكَ على الشعب وعلى البلاد سيثبُتان ويَتوَسَّعان، ثمَّ يُعيدُ للملك شاراتِه الملكية بعد تطهيرها بالماء المقدس { خ } ، وللمرة الثانية يضربُه على خَدِّه فإذا أدمَعَتْ عينا الملك فتلك علامة أو رمزٌ أو آية فألٍ وطالعٍ سعيد لسنةٍ جديدةٍ مُتمَيِّزةٍ بغزارة المطر وخِصبِ الأرض وامتلاء الأشجار بالأثمار ووفرةِ الغِلال. بموجب هذه الطقوس الإحتفالية العجيبة والمُذهلة، كان يُجعَلُ مِن الملك شخصاً مُنَزَّهاً مِن كُلِّ إثمٍ وشائبة، ويُجَدَّدُ سُلطانُه كميلادٍ جديدٍ للكون ومُنَظِّم لأحداث السنة الجديدة القادمة، وفي عصر هذا اليوم الخامس يقوم الملكُ بِرفقة كبير الكهنة ليرعى فعالية مادتُها (ثورٌ) { د } وحشي أبيض اللون، وفي هذه الأثناء ينتابُ الهيجانُ جموعَ الشعب فيزدادُ الشغبُ و الاضطراب وبخاصةٍ لدى تَوَغُّل عربة الإله ( مردوخ ) في الشوارع مِن دون سائق، الأمر الذي يُمَثِّل دليلاً على الفوضى والظلمة التي كانت تسود الكون قبل أن يقوم الإله ( مردوخ ) بتنظيمه { ذ }. وفي غضون ذلك كانت الجموعُ تطوفُ بإرتباكٍ مُفعَمة بالحُزن والتوبة، تُهَروِلُ يميناً وشمالاً يخنقها البكاءُ والزفرات وتتخللُها أصواتٌ مُجَلجِلة وعينُها شاخصة نحو الزَقورة حيث قبر الإله (مردوخ ) المُحتجَز في العالَم السُفلي المُكتَنَف بظلام دامس والمُغَطى بالغبار والتُراب ، وهو ينتظر أن يأتيه عَونٌ ونجدة بفضل جهود الشعب والآلهة الأخرى. اليوم السادس مِن نيسان: يكون مليئاً بالأَمَل والرجاء، تَخرُجُ فيه الجموعُ وتصطفُّ على ضِفاف النهر لتُشاهدَ وصول تماثيل الآلهة الأصنام الصابرة والقادمة لنجدة كبير الآلهة ( مردوخ ) الأسير، آلهة المدن التي كانت مُحَمَّلة على مَتن السُفُن المقدسة السالكة عِبر النهر الآتية الى الميناء مِن مدن نُفَّر وأوروك وأور وسُبّار وكوثا وبقية المدن الأخرى، وكان مِن بين هذه الآلهة القادمة الإله (نابو) بن إله الحق (مردوخ) ذو الشهرة والأولوية بين تلك الآلهة، والساكن في ( بورسيبا)، وقد قَدِمَ لغرض إنقاذ والده الإله ( مردوخ ) إذ كان حضورُه جوهرياً لأداء دور الآمر والمُرشد على رأس كوكبة مِن الآلهة في انطلاقةٍ مُظفرة مُنظمة على طريق النهر. وكان الملك بذاتِه يتهَيّأ لتقديم ذبيحة الدم. في اليوم السابع يجري تنظيف تمثال كبير الآلهة ( مردوخ ) ويُدَثَّر بلباسٍ جديد وكذلك يُفعَل للآلهة الأخرى، بعد ذلك يتوَجَّه الإله ( نابو) لزيارة إله الحرب ( نِنورتا) في معبدِه، وهنالك يتفقان على قتال أكبر إلهين مِن آلهة الظلام فينتصران عليهما، ثمَّ يحملُ الكهنة تمثاليهما ويذهبوا بهما الى معبد الايساكلا ويضعوهما الى جانب تمثال كبير الآلهة. وفي اليوم الثامن الذي كان يوماً عظيماً ، حيث يتمكن كبير الآلهة ( مردوخ ) مِن تحرير ذاته والإنبعاث مِن جديد، فتتضاعف الاحتفالات حِدة وتصلُ ذروتها لدي قيام الملك البابلي بالدخول الى مثوى كبير الآلهة ويُبادر للامسك بيده وجَلبِه الى باحة ايساكلا الرئيسية، فتتقدم كُلُّ الآلهة التي قد تَمَّ إخراجُها مِن غرَفِها نحو إله بابل الرسمي الإله الأسمى لبلاد ما بين النهرين، لتقديم ولائها المُطلق له ومَنحه السُلطة المُطلقة مُعترفة بأولويته عليها جميعاً ومُردِّدَة أسماءَه الخمسين المُركَّبة، وكانت تلك اللحظات توجِبُ على الجموع التحلِّيَ بالصمت والهدوء وقتَ امتزاج الحزن والألم مع حلول البهجة والفرح . وفي اليوم التاسع يبدأ الاحتفال بموكب هائل ويضم تماثيل كافة الآلهة، يتقدمها مردوخ في عربته الوهاجة المزدانة بالذهب والفضة والتي يقودها الملك بنفسه وتطوف شارع الموكب عبر بابل وسط اريج البخور وأصوات المغنين والتراتيل والموسيقى بينما يركع الناس تعبدا وخشوعا لدى مرور هذا الموكب المهيب. وفي العاشر من نيسان الذي هو انتصار للإله مردوخ مع الآلهة الأخرى ويترك الموكب المدينة مغادرا من باب عشتار وبعد مسيرة قصيرة على الفرات يبلغ الموكب بيث أكيتو. المعبد المزين بالنباتات والورود وسط ميدان فسيح. (2)
وفي اليوم العاشر كانت تتم مراسيم إجراء الزواج المقدس في بيت أكيتو الخاص أو يتم بعد ذلك في ايساكلا، ويتم الجماع بين الإله والآلهة المتجسدين في غرفة المعبد المقدس التي تعرف باسم (إكبار). وكانت الآلهة كلها تمكث هناك ثلاثة أيام وتعود الى ايساكلا في الحادي عشر من نيسان حيث تجتمع من جديد لتقرير مصائر الأرض والإعلان عن نبوات تتعلق بحوادث معينة كالحروب والمجاعات والفيضانات وغيرها.
أو ربما كانت الآلهة تعيد حمايتها لبابل وملكها، لان الملك كما كان المعتقد ينتخب من قبل الآلهة ويقلد صفات الملكية من قبلها، وكان الاحتفالات تختتم بوليمة كبرى ترافقها الترانيم والموسيقى والصلوات. وفي اليوم الثاني عشر تعود جميع الآلهة التي كانت قد قدمت الى بابل راجعة الى مدنها كما يعود الكهنة الى معابدهم والملك الى قصره وهكذا يختم الاحتفال بعيد رأس السنة العظيم. *الملاحظات:
أ _ من حيث المكانة والقدسية يتشابه معبد لالش عند الإيزيدية. ب _ هكذا أيضا بالنسبة لتمثال الطاؤوس الذي يقدسه الإيزيديون. وفي بداية جولته بين القرى الإيزيدية يقضي ليلته في مقام (بير بوب) الواقع في قرية بحزاني بيت الشمساني. ت _ هذا يقابل معبد لالش بيت رأس السنة الجديدة لدى الإيزيدية. ث _ هكذا يكون تمثال الطاؤوس المقدس في صحبة وجهاء ورجال الدين البحزانيين، وهم في طريقهم لتسليم تمثال الطاؤوس إلى وجهاء ورجال الدين البعشيقيين في بعشيقة بيت الأداني. ج _ يقابل ذلك موقع يسمى عين (چكيله) الذي يتوسط بين بحزاني وبعشيقة، وفي هذا الموقع يسلم رجال الدين البحزانيون تمثال الطاؤوس إلى رجال الدين البعشيقيين، ومن ثم يعودوا إلى مقام بير بوب ومنها يذهبوا مساكنهم في بحزاني. ح _ وفي اليوم الثاني يقضي تمثال الطاؤوس ليلته في بعشيقة . خ _ تعمد جميع الرموز المقدسة المعدنية وغيراها بعين ماء المقدس في معبد لالش. د _ تقام معبد لالش في شهر أيلول الشرقي فقرة خاصة بالثور تسمى (قباغ) وهي فقرة مقدسة مثيرة جدا ، وهي محل التأويلات. ذ _ نجد مثل هذه الفوضى في إحدى فقرات أحتفالية (باتسمي) وتدعى (كالك) وهو يمثل وحش مخيف يفعل ما يريد ولا يقاوم. ________________ المصادر: 1_ الشماس كوركي / KALADYA 2_ نفس المصدر 3_ نفس المصدر ____________ الباحث أبو أزاد ألمانيا مدينة ميونيخ 4/ 4/ 2010