لماذا لا يكون رئيس الوزراء غير مسلم ؟ فواز الفواز الأربعاء، 13 حزيران، 2012 الساعة 00:00
عجيبة هي الدول العربية والإسلامية لا تنظر لمفهوم المواطنة الصالحة إلا من خلال الدين والمذهب ، فالمواطن عليه أن يكون من دين الأغلبية حتى ينظر له أنه الأجدر بمنصب مهم في هذه الدول ، فهل يجوز أن يكون رئيس الوزراء من إخواننا المسيح أو هل يجوز رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية من إخواننا الصابئة أو الايزيدية ، لهم حقوق أقل من حقوق المسلم وعليهم واجبات كواجبات المسلم ، هل هذه هي العدالة ؟ كيف نريد منهم الولاء الكامل للعراق ونحن نتعامل معهم بطريقة تفضيل أبن الدين على أبن الوطن ، لو أستعرضنا بعد السقوط وإلى لحظة كتابة هذه الحروف وتعاملنا بلغة الرياضيات ( النسبة والتناسب ) وحسبنا عدد الجرائم والسرقات والتزوير والقتل والتشريد والتهديد والتفجير والذبح والتجاوز على المال العام والخاص ورأينا كم مواطن عراقي غير مسلم مشتبه به أو مدان رسميا من وبين عدد المسلمين المدانين لرأينا إن نسبة الخطأ عند هؤلاء تكاد تكون صفر ، صفر هي نسبة التزوير وصفر نسبة القتل والتشريد والبذح والسطو والتجاوز على المال العام عند هذه الأقليات، هل هم منزهون أم إنهم الأكثر وطنية من المسلمين وبنفس الطريقة الرياضية ( النسبة والتناسب ) ، سيكون الجواب المنطقي إنهم أكثر وطنية منا ؟ لماذا هم أكثر وطنية ونحن الأقل؟ ولماذا لنا كل المناصب وعليهم كل الواجبات ؟ هل لأننا الأكثر ؟ هل لأننا الافضل؟ هل لأننا الاجدر ؟ هل لأننا أصحاب هذا البلد الاصليين ؟ لنناقش كل مفردة .. ليسوا منزهين ولكن هم أكثر حبا بالوطن ، ومن يحب الوطن هو الأكثر وطنية ، المناصب لنا لأننا الأكثر وهم الأقل وفقا بمبدأ القوي يأكل الضعيف ، نحن الأكثر ومن هذه الفكرة نحن الأفضل حسب منطوق الأغلبية وهنا بيت الداء ، هم الأفضل لأنهم لم يشتركوا بالموبقات كما نحن ولم يعتدوا على الجار ولم يسرقوا المال العام ولم يهجروا الجار ولم يشتركوا ببناء مليشيات مسلحة تبتز الناس وتنتمي لإمام أو رسول ، أما فكرة نحن أصحاب هذا البلد هذه هي الخطيئة بعينها، نحن المسلمون أكثرنا بأصول إما حجازية أو إيرانية أو تركية أو خليجية وهم أهل العراق القدماء ونحن الضيوف وهم أهل البيت . إذن لماذا لا يكون منهم رئيس جمهورية أو رئيس وزراء لفترة انتخابية واحدة وسنرى كيف يكون عادلا يفضل أبن الوطن على أبن الدين والطائفة ، لنجرب ولو مرة واحدة في تاريخ العراق لنرى ونلمس مفهوم العدل في تصرفات هذا المسيحي أو ذاك الايزيدي أو المندائي . لنجرب وعلى أقل تقدير من تشكيل قوة عسكرية تقدر بفوج أو لواء أو فرقة ناقص ( فرقة ناقص لواء ) من هذه الأديان ونضعهم في منطقة متنازع عليها أو أي منطقة ملتهبة كما يطلق عليها ساستنا وفيهم من الضابط والمراتب الذين قدموا للوطن أكثر من الكثير من أبناء الدين الإسلامي ونحكم بعدها كيف يتعاملون مع المواقف الحرجة وكيف هم الأقرب للعدل الذي نتكلم عنه دائما والتواضع ( عدل الخليفة الثاني وتواضع وبساطة وحكمة الإمام على بن ابي طالب ) رضي الله عنهما ، حينها سنقول نعم إنهم الأكثر حبا بهذا الوطن لو تم الحساب وفقا باللغة الرياضية ( نسبة وتناسب ) بعدها سنقول نعم نعم نعم لعدلهم وطيبهم وحبهم لتراب هذا الوطن الغالي ... إنها العدالة يا رجال الدين المتلونين ، رجال دين في النهار لصوص في الليل ، رجال دين على المنابر رجال زنا في الغرف ، وعاظ للناس لصوص للذات . أعلم سيرد أحدهم مدعيا كيف يا دكتور فواز يا مسلم تكتب هكذا وما دام إنك تدافع عنهم لماذا لا تكون منهم ، حينها سيكون جوابي أنا مع العراق ومع العراقي ولم ولن أكون مع أبن ديني أو مذهبي حين أرى الباطل ورحم الله من نطق صدقا ووقف صلفا بوجه الظلم والدجل وطوبي لهم اينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها وهم يبكون دما على تراب هذا البلد بعد أن هُجروا منها بطريقة ما وبيد شلة فاسقة نصفهم ينتمون للمذهب السني والنصف الآخر للمذهب الجعفري .... وأسفاه خسرنا أهلنا والسبب رجال الإسلام السياسي.