خطوة الامارات استباق لاي عمل عدواني ايراني ضد تصدير النفط عبر المضيق
ورقة استراتيجية تحترق بين يدي طهران:الإمارات تدشن خط نفط جديد يخفف الحاجة لمضيق هرمز في تصدير النفط الخليجي
أبوظبي- العرب أونلاين: في الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز منذ مطلع الأسبوع الماضي قامت الإمارات العربية المتحدة في هدوء بتحميل أولى شحناتها النفطية من مرفإ تصدير على خليج عمان الأحد ويتوقع ان يحدث تأثيرات على الخارطة الاستراتيجية في المنطقة.
وانتهت دولة الإمارات التي تلقت بجدية التهديدات الإيرانية من المشروع الذي يهدف لضخ ما يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا إلى مرفإ تصدير بميناء الفجيرة شرق البلاد بكلفة بلغت 3 مليارات دولار.
وتأمل الإمارات عضو منظمة أوبك أن ترتفع الصادرات من المنشأة الجديدة خلال بضعة أشهر إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميا أي نحو ثلثي صادراتها البالغة 2.4 مليون برميل يوميا ويمكن لخط الأنابيب أن يحمل ثلاثة أرباع صادرات النفط الإماراتية إذا لزم الأمر.
وقال وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي "هذا مشروع استراتيجي للغاية. إنه يمنح عملاءنا خيارات لنقل كميات أكبر من النفط."
وأضاف "أعتبره مشروعا تكميليا حتى يكون لدينا بديل.. يمنحنا القدرة على الاختيار من أكثر من طريق تجاري." وينقل خط أنابيب أبوظبي الذي يمتد لمسافة 370 كيلومترا النفط من حقول الصحراء الغربية بالإمارات إلى الفجيرة وهي مركز رئيسي لتخزين النفط وتموين السفن على الساحل الشرقي. ويضم المرفأ الجديد أيضا ثمانية صهاريج لتخزين الخام سعة كل منها مليون برميل.
واتجهت أول شحنة جرى تحميلها امس الأحد من النفط الذي تم ضخه من الحقول في الصحراء الغربية بالامارات إلى الفجيرة على الطرف الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية إلى باكستان.
وحتى الان تعتمد الإمارات شأنها شأن قطر والكويت على مضيق هرمز لتصدير خامها وسينهي خط الانابيب ذلك الاعتماد على شريان ملاحي تهدد إيران بشكل متزايد باغلاقه مع تشديد الغرب عقوباته على صادراتها النفطية.
وأوجدت السعودية أيضا بديلا قبل بضعة شهور يتيح للرياض تصدير مزيد من الخام من مرافئ على البحر الأحمر لو حاولت إيران اغلاق مضيق هرمز لكن باقي مصدري النفط في الخليج مازالوا يعتمدون على المضيق.
وسيكون من السابق لأوانه الاقرار بمدى تأثير خط النفط الجديد على حركة الملاحة الدولية وإمدادات النفط المارة عبر مضيق هرمز لكنه من دون شك سيوجه ضربة إلى حجمه الاستراتيجي بالنسبة إلى طهران كما يمكن ان يؤدي إلى تقليص هامش الضغوط الايرانية على دول الخليج على المدى المتوسط لان مضيق هرمز لم يعد الممر الوحيد من الخليج.
وحتى الآن يمر نحو 20 بالمائة من صادرات النفط العالمي عبر المضيق وكانت إيران قد حذرت من أنها قد تغلقه في حال تعرضها لعمل عسكري.
وإلى حدود الأحد مازال القادة الايرانيون يلوحون بإغلاق مضيق هرمز في حال حصول أي تحرش عسكري اجنبي بالجمهورية الاسلامية.
وصرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الإيرانية حسن فيروز آبادى إن تحذيرات إيران بأنها قد تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي ليس مجرد تهديد دون تنفيذ مشيرا إلى ان القرار النهائي للإغلاق بيد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية الإخبارية عن الجنرال فيروز آبادى القول "ربما يعتقد الغرب أننا نهدد فقط دون تنفيذ بإغلاق المضيق ولكننا لدينا بالفعل بعض الخطط الجيدة لكيفية فعل ذلك".
وبينما يعد إغلاق إيران لمضيق هرمز خيارا نظريا فإن الخطوة تعنى أيضا وقف صادرات النفط الإيرانية التي تعد المصدر الأساسي للدخل فى إيران .كما أن ذلك سيعزز من احتمالات حدوث مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية .
وارسلت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي عددا من السفن الى الخليج لمنع أي محاولة من قبل طهران لغلق مضيق هرمز لمنع السعودية وغيرها من الدول المصدرة للنفط إرسال ناقلاتهم النفطية عبر هذا الممر الحيوي."العرب أونلاين+وكالات".