الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ♱ يسوع المسيح ... الشّــفيع الكامـــــل ♱ الأربعاء 1 أغسطس 2012 - 18:32
♱ يسوع المسيح الشفيع الكامل ♱
كتب د. جميل سـليمان :
في صميم إيماننا المسيحي أن قيامة الرب تُتمِّم عمل صليبه وتتكامل معه، وأن الفداء يتحقَّق بالصليب والموت والقيامة معاً. ففي اليوم الثالث للصَّلْب (والموت) تأتي القيامة لكي تنقش صورتها على أيقونة الفداء التي تحمل على وجهها الآخر صورة الصليب.
والقيامة تعكس نصرتها وبهاءها على الصليب، فيتحرَّر من اللعنة والعار والضعف والهوان والهزيمة والعقوبة ليصير مجداً وفخراً وإعلاناً لقوة الله التي قهرت إبليس وأركان حربه، وجرَّدت الرياسات والسلاطين وأشهرتهم جهاراً (كو 15:2).
كما أن نور القيامة يسطع على ظلمة القبر فيجعله ينبوعاً للحياة الجديدة. فمن ظلام القبر خرج ”نور العالم“ غالباً ليُضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت (لو 79:1)، وانسحبت منه رائحة الموت ليصير القبر المقدس موضعاً للنور تخدمه الملائكة وقِبْلة يقصدها المؤمنون على مدى الأجيال.
والموت عدو البشر أبطلت القيامة عزَّته وجعلت موت المسيح مختلفاً عن كل موت. فهو الموت الذي أنبأ عنه الرب وحدَّد مدَّته مُسْبقاً (مت 40:12؛ 23:17؛ 19:20، مر 31:8؛ 34:10، لو 22:9؛ 33:18، يو 19:2)، وهو الموت الذي أسلم الرب له ذاته بإرادته وسلطانه وحده (يو 18:10)، فبه داس الموت وأبطله (2تي 10:1)، وأباد مَن له سلطان الموت أي إبليس (عب 14:2)، وعَتَقَ «الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية.» (عب 15:2)
وكما سطعت القيامة على الصليب والموت فتمجَّدا بمجد القائم المنتصر، هكذا اجتاحت قوة القيامة ونصرتها وفرحها جماعة التلاميذ الذين غلبتهم آلام وموت السيِّد ودفنه في القبر؛ فنهضت النفوس الكسيرة وارتفعت الهامات، وامتلأت القلوب بالسلام والفرح، وانقشع الحزن والهمّ، وجفَّت ينابيع الدموع.
وتتابعت لقاءات الرب بتلاميذه يؤكِّد خلالها على قيامته لتكون محور شهادتهم وحجر الزاوية في كرازتهم، ويُجدِّد إيمانهم، ويفتح ذهنهم بما جاء عنه في الكتب (لو 44:24ــ46)، ويتكلَّم عن الأمور المختصة بملكوت الله (أع 3:1)، ويرسلهم للبشارة بالخلاص للخليقة كلها (مت 18:28ــ20، مر 15:16و16)، ويَعِدهم بإرسال الروح ليؤازرهم في خدمتهم بالقوة والتعزية وتهيئة القلوب للخلاص (لو 49:24، أع 4:1و5و8).
وقد صعد الرب أمام تلاميذه بعد أربعين يوماً من قيامته وجلس عن يمين أبيه، وأتم وعده بإرسال الروح بعد عشرة أيام من صعوده، وانطلق تلاميذه يبشِّرون العالم بالخلاص.