الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: محمد الجاسم :هل العراق الآن ،في زمان خان جغان ؟؟ السبت 4 أغسطس 2012 - 21:05
محمد الجاسم :هل العراق الآن ،في زمان خان جغان ؟؟
04/08/2012
بعد ان تيقنت القيادة التركية الحالية من أن العراق بلد ضعيف بسبب ما تنخر في جسده الغرير من صراعات وأزمات سياسية عاصفة تستتبعها أزمات أمنية مستفحلة ومقاتل يوميةلمواطنين أبرياء ، نجحت الى حد بعيد في جس نبض ردود الأفعال الرسمية على التجاوزات السافرة على سيادة العراق مرة بالقصف المدفعي على أراضي إقليم كردستان العراق وحرق بعض قراه وتخريب الاراضي الزراعية للمواطنين الكرد والذي قابله سياسيو الإقليم ومسؤولوه بالإبتسامات العريضة والقبل والإحتضان لوزير خارجية هذه الدولة المستهترة في المنطقة.. ومرة بإفتعال الأزمات الدبلوماسية والتصريحات النارية الإستفزازية للحكومة العراقية والتي وصلت الى حد التدخل السافر في الشأن الداخلي.. ومرة بصنع الأزمات التي تمس علاقة حسن الجوار التي لا تقيم لها تركيا أي أوزان تذكر، مثل تسببها المباشر في عطش الإنسان والأرض في العراق وزيادة ظاهرة التصحر نتيجة لسياسة حبس المياه المتكررة عن بلادنا .. ولا ينسى العراقيون إيواء الأتراك الى نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب من قبل القضاء العراق ومن ثم تهريبه الى دولة قطر في محاولة لتعزيز مخططها الرامي الى تحطيم العراق وكسر شوكته.
واليوم تتجرأ هذه الدولة الجارة الى أن ترسل وزير خارجيتها لزيارة إقليم كردستان في وقت أحرج ما تكون فيه العلاقة بين الإقليم والحكومة الإتحادية لِتَنْفُذَ بين الطرفين الى تحقيق المآرب المشبوهة لأطراف إقليمية واستخدام الظرف الطارئ لتمرير سياستها التدميرية ضد العراق. من اللافت لنظر المراقب ان هذه الزيارة المريبة قد تكرست ريبتها في أن يقوم أوغلو بزيارة مفاجئة الى مدينة كركوك ذات الطبيعة الحساسة المختلف عليها وتحت نظر ورعاية حكومة الإقليم.سمعت في وقتها لقاءً إذاعيا عن طريق الهاتف مع مسؤول رفيع في وزارة الخارجية العراقية ـ وقد جاء صوته متهدجاً كسيراً وكأن لسانه يستأصل من حلقه ـ يقول للمذيعة التي حاورته : ((نعم الزيارة تمت بعلمنا)) . ثم بعد ذلك بوقت قصير يظهر على وسائل الإعلام بيان لوزارة الخارجية العراقية يقول ((أن الخارجية إستدعت القائم بالأعمال التركي مولود ياقوت وسلمته مذكرة إحتجاج على زيارة أوغلو لكركوك.
وأشار البيان إلى أن وكيل الوزارة لبيد عباوي أبلغ القائم بالأعمال التركي احتجاج الحكومة الإتحادية الشديد على زيارة وزير الخارجية احمد اوغلو إلى محافظة كركوك دون علم الحكومة الاتحادية وموافقة وزارة الخارجية، مبيناً أن عباوي سلم ياقوت مذكرة احتجاج دبلوماسية لإيصالها إلى الحكومة التركية حيث اعتبرت هذه الزيارة استهانة بالسيادة الوطنية وخرقا للضوابط في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين)).
أما حكومة الإقليم فإنها تبعث برسائل إعلامية على شكل تصريحات على لسان بعض المسؤولين الكرد مفادها ان الزيارة تمت بعلم الحكومة الإتحادية وتأشيرة دخول الى العراق من قبل سفارتنا في أنقرة . وإذا صدقنا هذه الرواية فهل من اللائق ومن العرف الدبلوماسي المعهود بين الدول أن يأتي وزير خارجية بلد أجنبي ليزور اقليم أو محافظة دون مرافقة وفد حكومي أو مرافق من قبل وزارة الخارجية الإتحادية..سوف تكثر التبريرات وتتصاعد حدة التصريحات المنددة والمؤيدة كذلك ولن يخرج الموضوع عن كونه خرقاً فاضحاً للأعراف الدبلوماسية بين العراق وتركيا وأستهانةً بالسيادة الوطنية وانتهاكاً لقواعد التعامل الدولي وعدم الالتزام بأبسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولين.ومن المستغرب لدى المراقبين والأوساط الحكومية والنيابية في بغداد أن تقوم حكومة الإقليم بترتيب وتسهيل هذه الزيارة التي تنطوي آليتها وأهدافها على علامات إستفهام كبيرة ، مما يضيف وزراً جديدا على كاهل حكومة الإقليم الذي أثقلته إتهامات الحكومة الإتحادية بنقضها المتكررلمواد محددة من الدستور العراقي. إن حكومة بغداد ووزارة خارجيتها وبعد إصدارها البيان التنديدي بتلك الزيارة المريبة عليها القيام بواجبها الدستوري واتخاذ ما يناسب الفعل من إجراءات سياسية أو إقتصادية حازمة بحق تركيا ووزير خارجيتها .. كما لا يفوتني التنبيه الى ضرورة التحقيق مع حكومة محافظة كركوك ومجلسها عن كيفية استقبال ضيف ثقيل كأوغلو دون التنسيق مع الحكومة الإتحادية ..وليعلم المتربصون بالعراق دولة وشعباً اننا في زمن السيادة والحرية ولسنا في زمن (خان جغان) .. وربّ قول أنفذ من صول