الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: عيد التجلي وجبل طابور ّ: فييديو وشرح الإثنين 6 أغسطس 2012 - 23:56
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61339مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: عيد التجلي وجبل طابور ّ: فييديو وشرح الثلاثاء 7 أغسطس 2012 - 0:03
18:19 Montag, 6.August 2012
عيد التجلي وجبل طابور
جبل طابور
Fri, 08/03/2012 - 19:24 الاب الدكتور لويس حزبون لنفهم عيد التجلي ونعيشه في وقع حياتنا يحسن بنا أن نطرح الأسئلة التالية: ما معنى عيد التجلي؟ وما هي انطباعات الرسل وآباء الكنيسة عن حدث التجلي؟ وكيف نعيش التجلي؟ وأين حدث التجلي.
ما معنى عيد التجلي؟
نحتفل في السادس من آب من كل عام بعيد التجلي أي ظهور لاهوت المسيح. يروي الإنجيل سر حياة المسيح. فيسوع، وبعد إعلان آلامه لتلاميذه، أخذ "بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه، وصعد بهم على انفراد إلى جبل عال، وتجلى أمامهم، فشع وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (متى 17: 1، 2). التجلي باللغة اليونانية μετεμορφώθη تعني "تحول"، "تغيّر". ويدل الفعل على تحوّل روحي (روم 12/2). وهذا التحول أثّر في وجه يسوع (متى 17/ 2) ولوقا 9/ 29) وفي ثيابه (متى17/2 مرقس 9/3 لوقا 9/29). وأما مكان التجلي فهو "جبل عال". كان الجبل يرتبط دائماً بالاقتراب إلى الله والاستعداد لسماع أقواله، فقد ظهر الله لكل من موسى (خروج 24/12-18)، وإيليا (املوك 19/ 8-18) على جبال. لجبل التجلي دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية، فهو مكان للوحي (أشعيا 2/2-3). على صعيد الحواس، إن نور الشمس هو الأقوى في الطبيعة، وأما على صعيد الروح، فإن التلاميذ رأوا خلال فترة وجيزة بهاء أقوى، بهاء مجد يسوع الإلهي الذي ينير كل تاريخ الخلاص. في الرؤى اليهودية ترمز الثياب المتلألئة إلى المجد السماوي (رؤية 3 /4 و4/4). ويقول العلاّمة ماكسيموس أن "الثياب التي أضحت بيضاء ترمز إلى كلمات الكتاب المقدس التي كادت تصبح واضحة وشفافة ونيرة" (PG 91, 1128). فقد كان التجلي إعلاناً خاصاً عن ألوهية يسوع لثلاثة من تلاميذه، كما كان تأكيداً من الله لكل ما فعله يسوع ولكل ما كان على وشك أن يفعله من آلامه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس.
وإلى جانب يسوع المتجلي يقول الإنجيل أن، "موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتحدثان معه" (متى 17، 3). يظهر موسى وإيليا هنا بمظهر الشاهدين للعهد ويمثل موسى الشريعة وتنبأ عن مجي نبي عظيم (تثنية الإشتراع 18/ 15-19)، وإيليا يمثل الأنبياء الذين تنبأوا عن مجي المسيح (ملاخي 4/ 5،6). وكان ظهورهما مع يسوع ليس تأييداً لرسالته السماوية بصفته المسيح لإتمام شريعة الله وأقوال أنبياء الله ووعودهم فحسب إنما تأكيد انه هو ابن الله. والجدير بالذكر أن "موسى" وإيليا "يتمتعان" بالمجد، لأنهما اُشركا في عمل الله (خروج 34/29 و 2 قور 3/7-11) وعادا إليه بطريقة غامضة (تثنية 34/5-6 و2 ملوك 2/11-12). يسوع يتمتع بهذا المجد في هذه الأرض قبل قيامته (لوقا 9/32). وسيوهب "المجد" لجميع الذين سيُقبلون في العالم الآتي (1 تسالونيقي 2/12).
هتف بطرس بذهول: "يا رب، ما أحسن أن نبقى هنا! فإذا شئت، أنصب هنا ثلاث خيام: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليا" (متى 17، 4). قد يلمح بطرس هنا إلى "عيد الأكواخ أو المظال" (خروج 23/16) لعل بطرس كان يفكر في هذا العيد، حيث كانت تُنصب الخيام للاحتفال بتذكار الخروج وخلاص الله لبني إسرائيل من العبودية في مصر. لكن القديس أوغسطينوس يعقب قائلاً أننا نملك مسكناً واحداً هو المسيح؛ فهو "كلمة الله، كلمة الله في الشريعة، كلمة الله في الأنبياء" (PL 38, 491). وعندما نضج بطرس في فهمه بعد ذلك، كتب بإرشاد الروح القدس عن يسوع أنه "حَجر لِلزَّاويَةِ مُختارًا كريمًا" (1 بطرس 2/6). وفي الواقع، يعلن الآب بنفسه: "هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به كل سرور. له اسمعوا! (متى 17، 5). يشير الصوت السماوي إلى أن يسوع هو الابن (مزمور 2/7) والعبد المتألم (أشعيا 42/1) والنبي الذي يجب على الشعب كله أن يسمع له (رسل 3/22). والصوت هنا موجّه إلى التلاميذ ومن خلالهم إلى "الجموع". إن يسوع كابن الله، له قوة الله وسلطانه وهي مرجعنا الأخير. وعلى التلاميذ أن يسمعوا ليسوع، وليس لأفكارهم ورغباتهم الخاصة. إن القوة اللازمة لإتباع يسوع المسيح تنبع من ثقتنا أنه ابن الله.
أما "الغمام النيّر الذي ظللهم" فهو علامة تجلي الله كما كان الأمر على جبل سيناء (خروج 19/16) وعلى خيمة الموعد (خروج 40/34-35) وعلى الهيكل (1 ملوك 8/10-12). وكما أعطى صوت الله من السحابة على جبل سيناء السلطان لشريعته (خروج 19/9)، فإن صوت الله على جبل التجلي أضفى سلطاناً على أقوال يسوع. يسلط التجلي الأضواء على صعود ابن الإنسان إلى أورشليم (متى 16/21)، مركز تاريخ الخلاص لأنها مدينة الآلام والموت والقيامة. فيسوع حقّق رحيله (أي الخروج الجديد) (لوقا 9/ 31) بموته وقيامته وصعوده من أورشليم فمكّن المؤمنين من الاقتراب من الله معه. يتعذر على التلاميذ أن يفهموا لماذا اختار معلمهم ذلك الطريق (متى 16/22)، فأراهم الله شيئاً من مجد ابنه، وأمرهم أن يصغوا إلى تعليمه (متى 17/5). التجلي لا يغيّر يسوع، بل يكشف ألوهيته، "في وحدته مع الآب، يسوع نفسه هو نور من نور". وإذ يتأمل بطرس ويعقوب ويوحنا بألوهية الرب، يصبحون مستعدين لمواجهة عار الصليب، كما يرنم في نشيد قديم: "لقد تجسدت على الجبل، وتأمل تلاميذك بقدر استطاعتهم مجدك أيها المسيح الله لكي يستطيعوا عند رؤيتك مصلوباً أن يفهموا أن آلامك طوعية ويعلنوا للعالم أنك حقاً إشراق الآب" (الليتورجية البيزنطية، نشيد عيد التجلي). ولا يظهر معنى التجلي إلاَّ في فكرة قيامة المسيح المجيدة، وهو استباق لها.
ما هي انطباعات الرسل وآباء الكنيسة عن حدث التجلي على جبل طابور؟ بعد تفسير إنجيل التجلي يجدر بنا أن نتساءل عن انطباعات آباء الكنيسة حول حدث التجلي على جبل طابور. بإلهام من الله ووحي منه يصف القدّيس مرقس الإنجيلي، لسان حال بطرس الرسول وابنه الروحي (1 بطرس 5: 13) انطباعات القديس بطرس حول حدث تجليّ الرّبّ تعالى بأسلوب شعبي ومصّور فكيف يفسر آباء الكنيسة حدث التجلي؟. يُقدِّم القديس بطرس شهادته عن هذا الحدث بقوله: "قد أَطلَعْناكم على قُدرَةِ رَبِّنا يسوعَ المسيح وعلى مَجيئِه، لا اتِّباعًا مِنَّا لِخُرافاتٍ سوفِسْطائِيَّة، بل لأَنَّنا عايَنَّا جَلالَه. فقَد نالَ مِنَ اللهِ الآبِ إِكرامًا ومَجْدًا، إِذ جاءَه مِنَ المَجْدِ -جَلَّ جَلالُه- صَوتٌ يَقول: "هذا هو ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضيت" وذاكَ الصَّوتُ قد سَمِعناه آتِيًا مِنَ السَّماء، إِذ كُنَّا معَه على الجَبَلِ المُقدَّس" (1 بطرس 1: 16-18). من خلال الرسل الثلاثة، تعلّمت الكنيسة جمعاء ممّا رأوا بعيونهم وسمعوا بآذانهم. ليشتدّ إيمان الجميع. ففي التجلي رأى بطرس ويعقوب ويوحنا حقيقة شخصية يسوع وقوته كابن الله (2 بطرس 1/16). نحن نؤمن بالإنجيل المقدس "والإيمان ليس قبولاً من غير دليل بل ثقة من غير تحفّظ بكائن لا حدود لعلمه ومحبّته وحكمته وكمالاته". "والإيمان يبحث عن العقل والعقل عن الإيمان" كما يقول القديس أوغسطينوس الفيلسوف. ويؤكد لنا القديس بولس الرسول أننا "نَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح" (2 قورنتس 3/ 18). أما أوريجانوس فيشدّد على ظهور الطبيعة الإلهية في يسوع وهي لا تتخلّى عن إنسانيتها. وأما القديس أوغسطينوس فيقول: "أن يسوع سطع كالشّمس لأنّه النور الذي يضيء كل إنسان آت إلى العالم". أما شهادة البابا لاون الكبير البابا فهي: "أنّ الطبيعة الإلهية تتمجّد في تواضع الابن الحبيب الوحيد الذي أراد، من خلال تجلّيه أمام تلاميذه، أن ينزع من قلوبهم عار الصليب، وألاّ يكون خزي موته أساسًا لتعكير إيمانهم، هم الذين رأوا عظمة كرامته المخفيّة. أراد الربّ أن تكون كنيسته المقدّسة مبنيّة على أساس الرجاء، بما أنّ كلّ واحد منهم مدعوّ إلى المشاركة في مجد الربّ المتجلّي. هو الذي يفتح الطريق إلى السماء، وبصليبه يهيئ لنا الصعود لبلوغ ملكوته.
كيف نعيش التجلي؟
اختبر بطرس ويعقوب ويوحنا لحظة عجيبة على الجبل، ولم يريدوا أن يمضوا. أحياناً نختبر نحن أيضاً اختباراً مثيراً يجعلنا أن نبقى فيه بعيداً عن الواقع ومشاكل الحياة اليومية. ولكن البقاء فوق أعلى الجبل لا يسمح لنا أن نحمل صليب يسوع كل يوم ونتبعه في وادي واقعنا. فلا يجوز فصل الصليب عن المجد، إذ أن سر الخلاص التي تمّ على الجبل يجمع في الوقت نفسه موت المسيح ومجده. وإذا أردنا أن نختبر هذا السر مع التلاميذ الذين اختارهم وتجلّى أمامهم، يجب أن نسمع الصوت الإلهي الذي يدعونا بإلحاح من قمة الجبل المقدس. جبل التجلي يخبرنا عن مجد المسيح العظيم. كان جسده مشعاً كالشمس حتى ملابسه كانت تتوهج ببهاء الله، الذي حمله في قلبه. لكن تجربة طابور التي كشفت مجد الله، تميزت أيضا بالالتزام بالمعاناة قبل أن ينزل يسوع إلى القدس، سالكا طريق الحزن إلى الصليب. من ذلك الحين فصاعداً، حملت معاناة يسوع معنى التجلي السامي. الالتزام بالمعاناة ينتج تجلياً ويدع مجد الله يشع أمامنا. تجربة طابور نهاية طريق الأحزان وبدء طريق المجد السامي. ساعة التجلي على جبل طابور كانت ضمانا لذلك. بهذه الحادثة، وعدنا يسوع اليوم أيضاً، أن نعمة التجلي تمنح أولئك الذين، بالتزامهم الكلي، مستعدون للمعاناة قبل أن يسير بنا الله عبر طريق المعاناة. إنه تعالى يمنحنا مراراً تجربة طابور التي تجعل المجد يشع أمامنا، قبل بدء نزول وادي الإحزان. وبعد المرور عبر هذا الوادي العميق، بالتأكيد سوف نمنح تجربة طابور جديدة للتجلي والفرح الباهر. لأن الله يبتهج في تحويل إحزاننا إلى فرح ويملؤنا بالمجد والغبطة. ساعة التجلي أتت يسوع حين كان على وشك دخول ليلة المعاناة والموت. كأعضاء لجسده نستطيع فقط تلقي نعمة التجلي، التي ربحها لنا، بإتباع نفس الطريق - طريق الخضوع والتطهير والإصغاء إلى كلمته والعمل بها. لنشارك نحن أيضاً في هذه الرؤية من خلال تخصيص وقت للصلاة والإصغاء إلى كلمة الله. ولنبتهل إلى مريم العذراء لكي تساعدنا على الإصغاء إلى الرب يسوع وإتباعه دوماً، حتى الآلام والصلب، للمشاركة أيضاً في مجده. جبل التجلي جبل طابور التسمية : بناء على التقاليد القديمة تمّ التجلي في جبل تابور (طابور). تابور لفظه يونانية أي المرتفع. يعتقد بعض الباحثين بأن طابور كلمة من اللغة أوغاريت في رأس شمرا بسوريا وهي تعني النور أو البهاء، إذ كانت تقام عبادة طابور إله النور. وهو جبل شهير في أرض الجليل، مع أنه اصغر من جبل حرمون (مزمور 89\12). ويسمى أيضاً "جبل طابور" يطلق العرب عليه اسم "جبل طور" كما هو الحال جبل سيناء وجبل جرزيم. وأما القديس بطرس فيشير إليه باسم "الجبل المقدس" (2 بطرس 1\18). وأما المسيحيون فيسمونه "جبل التجلي" نسبة لتجلي المسيح عليه. يقع جبل طابور في أرض الجليل في الجهة الشمالية الشرقية من مرج بن عامر وعلى بعد 8 كم نحو الجنوب الشرقي من الناصرة ونحو 19 كم جنوب غربي بحيرة طبرية وعلى بعد 10 كم من العفولة. وهو أحد الجبال الرائعة المنظر بين جبال فلسطين. لأنه مرتفع عن سهل مرج بن عامر وهو منفرد عن بقية جبال الجليل فأصبح في العهد القديم كنقطة استدلال (ارميا 46/18) بالرغم من أن ارتفاعه لا يبلغ إلا 570 متراً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط ونحو 602 م من سهل مرج ابن عامر.
الموقع : وهو يشرف على جلعاد ووادي الأردن من الشرق، وعلى جبال زبلون ونفتالي وجبال الشيخ من الشمال، وعلى الناصرة من الشمال الغربي، وعلى الكرمل ومجدو وتعنك وجبال السامرة من الغرب، وعلى جبل الدحى وجلبوع (تقوع) وبلدة وعين دور ونائين من الجنوب. ومن هنا ندرك ما ترنم به صاحب بالمزامير بقوله: "الشمال والجنوب أنت خلقتهما. تابور وحرمون باسمك يهتفان" (مزمور 89/ 12). ويبدو الجبل من الجنوب على شكل نصف كرة ومن الغرب على شكل مخروط. والطريق إلى قمته عسرة المسلك وقد تعبدت عام 1954 وتبلغ 3 كم. وقد أصبحت واجهته الجنوبية مقفرة، وأما بقية جوانبه فمكسوة بشجر السنديان والبطم والجوز والتين وغيرها. وتربته مخصبة توافق المرعى ويصطاد بين أشجاره الحجل والأرانب البرية والثعالب وغيرها من الحيوانات والطيور حتى وبعض الضواري كالذئب والنمر.
التاريخ : في العصر الحجري القديم المتوسط سكن على جبل تابور إنسان النياندرتال المعروف أيضاً بالإنسان العاقل. وفي العصر البرونزي القديم (1300-1900) أقام الكنعانيون على الجبل معابدهم على الصخر الموجود تحت بلاط كنيسة التجلي. وألمح هوشع إلى بعض العبادات الوثنية على جبل تابور (هوشع 5\1). وأما في العصر الحديدي فجاء لأول مرة ذكر اسم طابور في الكتاب المقدس كعلامة حدود أسباط إسرائيل: يساكر (يشوع 19\22) وزبالون ونفتالي.
ونحو 750 ق.م. ندّد هوشع النبي بكهنة اليهود، لأنهم ضللوا الشعب بحملهم إياه على عبادة الأوثان التي كان الكنعانيون يقيمونها على جبل تابور فقال: "أسمعوا هذا أيها الكهنة، وأصغوا يا بيت إسرائيل وأنصتوا يا بيت الملك فان عليكم أن تجروا القضاة ولكنكم كنتم فخا في المصفاة وشبكة مبسوطة على تابور" (هوشع 5\1). ونحو 600 ق.م أوحت عظمة جبل تابور لأرميا النبي صورة نبوخذ نصر، ملك بابل الذي سيأتي ليعاقب إسرائيل فقال: "يصل كتابور بين الجبال ومثل الكرمل المطل على البحر" (ارميا 46\18). وأما جمال تابور أوحت إلى صاحب المزامير صورة مجد الله: "لاسمك يهلل تابور وحرمون" (المزمور 88\13).
وفي عام 218 ق.م. حاصر أنطيوخس الثالث الكبير (223-187) السلوقي قلعة على قمة جبل تابور كانت تحت الحماية المصرية. فاستولى عليها بخدعة حربية إذ جذب الحامية المصرية من موقعها في قمة الجبل إلى السهل وهناك ذبحهم ثم حصن القلعة. واستعادها اليهود بقيادة يوحنا هرقانوس بن سمعان المكابي (134-104ق.م.) القلعة. وفي عام 67 استخدم القائد الروماني خطة الإستراتيجية ليوقع هزيمة باليهود الذين قام بقيادة يوسيفوس فلافيوس، ببناء سور حول قمة الجبل في فترة 40 يوماً لتحصينها. ولم يحاول بلاشيدوس القائد الروماني أن يهاجم القاعدة، بل سعى بالحيلة حتى جذب المدافعين عنها إلى الوادي حيث أمكنه هزيمتهم فاستسلمت له بذلك المدينة.
ولم يذكر جبل التابور في العهد الجديد إلا انه قد أشير إليه في حدث التجلي وحدث إرسال التلاميذ للتبشير. وهناك تقليد يرجع إلى الرابع في العصر البيزنطي، يذكر أن التجلي حدث على هذا الجبل (متى 17\1-8, مرقس 9\2-10) ولعله لهذا السبب وللمظهر الرائع للجبل، إلا أن هذا التقليد يفتقر إلى إثبات. لذا اختلفت الآراء حول هذا التقليد فمنهم أوريجين (248) وأوسابيوس (340) اللذان حدَّدا التجلي على جبل طابور. في حين السائحة من بوردوا (333) حددت التجلي على جبل الزيتون، ولكن كيرلس الأورشليمي سنة 348 تبنى جبل طابور ودعمه في ذلك أبيفانوس وأيرونيموس. فثبت هذا التقليد في القرن الرابع الميلادي. وقبل نهاية القرن السادس بنى البيزنطيون ثلاث كنائس على الجبل تذكاراً للمظال الثلاث التي طلب بطرس أن تقام هناك. فرأى السائح من بلاشنيسا ثلاث كنائس عام 570 مبنية على الجبل. وأما حدث إرسال التلاميذ للتبشير فالنص الإنجيلي حول ترائي يسوع لتلاميذه في الجليل قد يشير إلى جبل تابور: "أما التلاميذ الأحد عشر, فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي أمرهم يسوع أن يذهبوا إليه... فدنا يسوع وكلمهم قال إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض. فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم..." (متى 28/6-20).
وفي الثورة اليهودية الأولى عام 66 التجاء اليهود إلى الجبل هرباً من جيش فسبسيان الإمبراطور بقيادة بلاشيدو ولكن تمكن الرومان من جر اليهود إلى السهل والقضاء عليهم واحتلال الجبل عام 67 م. وتشير النصوص الصليبية أن الكنيسة البيزنطية كانت قائمة لما أعطى تنكريد، أمير الجليل، رهبان البندكتان صلاحية الخدمة في الكنيسة على جبل طابور عام 1099. وكانت الكنيسة مقر مطران معاون تابع للناصرة. وكانت الكنيسة والدير محاط بسور للحماية.
وفي 1113 نهب عرب دمشق الأديرة وقتلوا الرهبان. ولما عاد الرهبان حصَّنوا كنيستهم الجديدة وديرهم بسور متين صد هجمات صلاح الدين الأيوبي المتكررة في 1183 ولم يستطع جيش صلاح الدين أن يهدم إلاّ كنيسة إيليا وديرها الصغير الذين كانا خارج الأسوار. فنهبوا كل شيء وقتلوا الرهبان. وبعد ذلك بأربعة أعوام خرب صلاح الدين المنطقة تماما بعد هزيمة الصليبيين في حطين عام 1187. وبعد نحو 25 عاماً، قام الملك المعظم ابن الملك العادل، شقيق صلاح الدين والي دمشق، بتحصين الجبل وهدم ما تبقى من كنيسة ودير وشرع ببناء قلعة عظيمة يبلغ طولها 580 م باتجاه الغرب وعرضها 250 م باتجاه الشمال والجنوب وكان لها مدخلين: باب على جسر متحرك في اتجاه الشرق وباب الهوا في اتجاه الغرب يحميه برج بمساحة 20x15م. فأثارت هذه التحصينات غضب الصليبيين فأرسلوا بإيعاز من البابا انشنسو الثالث الحملة الصليبية الخامسة (1217-1221) لاسترجاع جبل طابور وهدم القلعة لكن الصليبيون فشلوا بقيادة أندراوس الثاني ملك المجر في اختراق باب الهواء في 1217 بالرغم من محاصرتهم للجبل لمدة 17 يوماً. وبهذه السنة أمر الملك العادل أن تهدم القلعة لمنع هجوم الصليبيين. ومكنت الهدنة (1229-1239) بين فرديك الثاني ملك ألمانيا، رئيس الحملة السادسة (1228-1229) والملك الكامل بعودة الصليبيين إلى الجبل وأصبحت تحت إشراف جمعية فرسان القديس يوحنا ولم يتمكنوا إلا بناء مصلى صغير لم يدم طويلاً. إذ قام السلطان الظاهر بيبرس بطردهم 1263 وأمر بهدمه. وأصبح الجبل لفترة من الزمن مكاناً مهجوراً. ولكن ظل رهبان الناصرة يحتفلون كل عام بعيد التجلي.
وفي 1631 منح فخر الدين الدرزي, أمير جبل لبنان، قمة جبل التجلي الى الآباء الفرنسيسكان بمساعدة فرنشسكو من فيرزانو، قنصل ايطاليا في صيدا. ولم يتمكنوا أن بنوا على الجبل بسبب وفاة الأمير. ولم يتح لهم بناء كنيسة وبيت ضيافة للحجاج إلا عام 1858 ولكنهم توقفوا عن البناء بسبب الأوبئة. فبنوا الكنيسة الحالية بين سنوات 1919-1924 بإشراف المهندس الايطالي المشهور انطونيو بارلوتسي. وتمكن اليونان أن يستملكوا من الفرنسيسكان الجهة الشمالية من قمة الجبل من بابا الهواء. وأن يبنوا كنيسة القديس إيليا سنة 1911 مع دير صغير.
Click here for video
عدل سابقا من قبل Hannani Maya في الثلاثاء 7 أغسطس 2012 - 0:07 عدل 1 مرات
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61339مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: عيد التجلي وجبل طابور ّ: فييديو وشرح الثلاثاء 7 أغسطس 2012 - 0:03
Fri, 08/03/2012 - 19:24 الاب الدكتور لويس حزبون لنفهم عيد التجلي ونعيشه في وقع حياتنا يحسن بنا أن نطرح الأسئلة التالية: ما معنى عيد التجلي؟ وما هي انطباعات الرسل وآباء الكنيسة عن حدث التجلي؟ وكيف نعيش التجلي؟ وأين حدث التجلي.
ما معنى عيد التجلي؟
نحتفل في السادس من آب من كل عام بعيد التجلي أي ظهور لاهوت المسيح. يروي الإنجيل سر حياة المسيح. فيسوع، وبعد إعلان آلامه لتلاميذه، أخذ "بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه، وصعد بهم على انفراد إلى جبل عال، وتجلى أمامهم، فشع وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور" (متى 17: 1، 2). التجلي باللغة اليونانية μετεμορφώθη تعني "تحول"، "تغيّر". ويدل الفعل على تحوّل روحي (روم 12/2). وهذا التحول أثّر في وجه يسوع (متى 17/ 2) ولوقا 9/ 29) وفي ثيابه (متى17/2 مرقس 9/3 لوقا 9/29). وأما مكان التجلي فهو "جبل عال". كان الجبل يرتبط دائماً بالاقتراب إلى الله والاستعداد لسماع أقواله، فقد ظهر الله لكل من موسى (خروج 24/12-18)، وإيليا (املوك 19/ 8-18) على جبال. لجبل التجلي دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية، فهو مكان للوحي (أشعيا 2/2-3). على صعيد الحواس، إن نور الشمس هو الأقوى في الطبيعة، وأما على صعيد الروح، فإن التلاميذ رأوا خلال فترة وجيزة بهاء أقوى، بهاء مجد يسوع الإلهي الذي ينير كل تاريخ الخلاص. في الرؤى اليهودية ترمز الثياب المتلألئة إلى المجد السماوي (رؤية 3 /4 و4/4). ويقول العلاّمة ماكسيموس أن "الثياب التي أضحت بيضاء ترمز إلى كلمات الكتاب المقدس التي كادت تصبح واضحة وشفافة ونيرة" (PG 91, 1128). فقد كان التجلي إعلاناً خاصاً عن ألوهية يسوع لثلاثة من تلاميذه، كما كان تأكيداً من الله لكل ما فعله يسوع ولكل ما كان على وشك أن يفعله من آلامه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس.
وإلى جانب يسوع المتجلي يقول الإنجيل أن، "موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتحدثان معه" (متى 17، 3). يظهر موسى وإيليا هنا بمظهر الشاهدين للعهد ويمثل موسى الشريعة وتنبأ عن مجي نبي عظيم (تثنية الإشتراع 18/ 15-19)، وإيليا يمثل الأنبياء الذين تنبأوا عن مجي المسيح (ملاخي 4/ 5،6). وكان ظهورهما مع يسوع ليس تأييداً لرسالته السماوية بصفته المسيح لإتمام شريعة الله وأقوال أنبياء الله ووعودهم فحسب إنما تأكيد انه هو ابن الله. والجدير بالذكر أن "موسى" وإيليا "يتمتعان" بالمجد، لأنهما اُشركا في عمل الله (خروج 34/29 و 2 قور 3/7-11) وعادا إليه بطريقة غامضة (تثنية 34/5-6 و2 ملوك 2/11-12). يسوع يتمتع بهذا المجد في هذه الأرض قبل قيامته (لوقا 9/32). وسيوهب "المجد" لجميع الذين سيُقبلون في العالم الآتي (1 تسالونيقي 2/12).
هتف بطرس بذهول: "يا رب، ما أحسن أن نبقى هنا! فإذا شئت، أنصب هنا ثلاث خيام: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليا" (متى 17، 4). قد يلمح بطرس هنا إلى "عيد الأكواخ أو المظال" (خروج 23/16) لعل بطرس كان يفكر في هذا العيد، حيث كانت تُنصب الخيام للاحتفال بتذكار الخروج وخلاص الله لبني إسرائيل من العبودية في مصر. لكن القديس أوغسطينوس يعقب قائلاً أننا نملك مسكناً واحداً هو المسيح؛ فهو "كلمة الله، كلمة الله في الشريعة، كلمة الله في الأنبياء" (PL 38, 491). وعندما نضج بطرس في فهمه بعد ذلك، كتب بإرشاد الروح القدس عن يسوع أنه "حَجر لِلزَّاويَةِ مُختارًا كريمًا" (1 بطرس 2/6). وفي الواقع، يعلن الآب بنفسه: "هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به كل سرور. له اسمعوا! (متى 17، 5). يشير الصوت السماوي إلى أن يسوع هو الابن (مزمور 2/7) والعبد المتألم (أشعيا 42/1) والنبي الذي يجب على الشعب كله أن يسمع له (رسل 3/22). والصوت هنا موجّه إلى التلاميذ ومن خلالهم إلى "الجموع". إن يسوع كابن الله، له قوة الله وسلطانه وهي مرجعنا الأخير. وعلى التلاميذ أن يسمعوا ليسوع، وليس لأفكارهم ورغباتهم الخاصة. إن القوة اللازمة لإتباع يسوع المسيح تنبع من ثقتنا أنه ابن الله.
أما "الغمام النيّر الذي ظللهم" فهو علامة تجلي الله كما كان الأمر على جبل سيناء (خروج 19/16) وعلى خيمة الموعد (خروج 40/34-35) وعلى الهيكل (1 ملوك 8/10-12). وكما أعطى صوت الله من السحابة على جبل سيناء السلطان لشريعته (خروج 19/9)، فإن صوت الله على جبل التجلي أضفى سلطاناً على أقوال يسوع. يسلط التجلي الأضواء على صعود ابن الإنسان إلى أورشليم (متى 16/21)، مركز تاريخ الخلاص لأنها مدينة الآلام والموت والقيامة. فيسوع حقّق رحيله (أي الخروج الجديد) (لوقا 9/ 31) بموته وقيامته وصعوده من أورشليم فمكّن المؤمنين من الاقتراب من الله معه. يتعذر على التلاميذ أن يفهموا لماذا اختار معلمهم ذلك الطريق (متى 16/22)، فأراهم الله شيئاً من مجد ابنه، وأمرهم أن يصغوا إلى تعليمه (متى 17/5). التجلي لا يغيّر يسوع، بل يكشف ألوهيته، "في وحدته مع الآب، يسوع نفسه هو نور من نور". وإذ يتأمل بطرس ويعقوب ويوحنا بألوهية الرب، يصبحون مستعدين لمواجهة عار الصليب، كما يرنم في نشيد قديم: "لقد تجسدت على الجبل، وتأمل تلاميذك بقدر استطاعتهم مجدك أيها المسيح الله لكي يستطيعوا عند رؤيتك مصلوباً أن يفهموا أن آلامك طوعية ويعلنوا للعالم أنك حقاً إشراق الآب" (الليتورجية البيزنطية، نشيد عيد التجلي). ولا يظهر معنى التجلي إلاَّ في فكرة قيامة المسيح المجيدة، وهو استباق لها.
ما هي انطباعات الرسل وآباء الكنيسة عن حدث التجلي على جبل طابور؟ بعد تفسير إنجيل التجلي يجدر بنا أن نتساءل عن انطباعات آباء الكنيسة حول حدث التجلي على جبل طابور. بإلهام من الله ووحي منه يصف القدّيس مرقس الإنجيلي، لسان حال بطرس الرسول وابنه الروحي (1 بطرس 5: 13) انطباعات القديس بطرس حول حدث تجليّ الرّبّ تعالى بأسلوب شعبي ومصّور فكيف يفسر آباء الكنيسة حدث التجلي؟. يُقدِّم القديس بطرس شهادته عن هذا الحدث بقوله: "قد أَطلَعْناكم على قُدرَةِ رَبِّنا يسوعَ المسيح وعلى مَجيئِه، لا اتِّباعًا مِنَّا لِخُرافاتٍ سوفِسْطائِيَّة، بل لأَنَّنا عايَنَّا جَلالَه. فقَد نالَ مِنَ اللهِ الآبِ إِكرامًا ومَجْدًا، إِذ جاءَه مِنَ المَجْدِ -جَلَّ جَلالُه- صَوتٌ يَقول: "هذا هو ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضيت" وذاكَ الصَّوتُ قد سَمِعناه آتِيًا مِنَ السَّماء، إِذ كُنَّا معَه على الجَبَلِ المُقدَّس" (1 بطرس 1: 16-18). من خلال الرسل الثلاثة، تعلّمت الكنيسة جمعاء ممّا رأوا بعيونهم وسمعوا بآذانهم. ليشتدّ إيمان الجميع. ففي التجلي رأى بطرس ويعقوب ويوحنا حقيقة شخصية يسوع وقوته كابن الله (2 بطرس 1/16). نحن نؤمن بالإنجيل المقدس "والإيمان ليس قبولاً من غير دليل بل ثقة من غير تحفّظ بكائن لا حدود لعلمه ومحبّته وحكمته وكمالاته". "والإيمان يبحث عن العقل والعقل عن الإيمان" كما يقول القديس أوغسطينوس الفيلسوف. ويؤكد لنا القديس بولس الرسول أننا "نَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح" (2 قورنتس 3/ 18). أما أوريجانوس فيشدّد على ظهور الطبيعة الإلهية في يسوع وهي لا تتخلّى عن إنسانيتها. وأما القديس أوغسطينوس فيقول: "أن يسوع سطع كالشّمس لأنّه النور الذي يضيء كل إنسان آت إلى العالم". أما شهادة البابا لاون الكبير البابا فهي: "أنّ الطبيعة الإلهية تتمجّد في تواضع الابن الحبيب الوحيد الذي أراد، من خلال تجلّيه أمام تلاميذه، أن ينزع من قلوبهم عار الصليب، وألاّ يكون خزي موته أساسًا لتعكير إيمانهم، هم الذين رأوا عظمة كرامته المخفيّة. أراد الربّ أن تكون كنيسته المقدّسة مبنيّة على أساس الرجاء، بما أنّ كلّ واحد منهم مدعوّ إلى المشاركة في مجد الربّ المتجلّي. هو الذي يفتح الطريق إلى السماء، وبصليبه يهيئ لنا الصعود لبلوغ ملكوته.
كيف نعيش التجلي؟
اختبر بطرس ويعقوب ويوحنا لحظة عجيبة على الجبل، ولم يريدوا أن يمضوا. أحياناً نختبر نحن أيضاً اختباراً مثيراً يجعلنا أن نبقى فيه بعيداً عن الواقع ومشاكل الحياة اليومية. ولكن البقاء فوق أعلى الجبل لا يسمح لنا أن نحمل صليب يسوع كل يوم ونتبعه في وادي واقعنا. فلا يجوز فصل الصليب عن المجد، إذ أن سر الخلاص التي تمّ على الجبل يجمع في الوقت نفسه موت المسيح ومجده. وإذا أردنا أن نختبر هذا السر مع التلاميذ الذين اختارهم وتجلّى أمامهم، يجب أن نسمع الصوت الإلهي الذي يدعونا بإلحاح من قمة الجبل المقدس. جبل التجلي يخبرنا عن مجد المسيح العظيم. كان جسده مشعاً كالشمس حتى ملابسه كانت تتوهج ببهاء الله، الذي حمله في قلبه. لكن تجربة طابور التي كشفت مجد الله، تميزت أيضا بالالتزام بالمعاناة قبل أن ينزل يسوع إلى القدس، سالكا طريق الحزن إلى الصليب. من ذلك الحين فصاعداً، حملت معاناة يسوع معنى التجلي السامي. الالتزام بالمعاناة ينتج تجلياً ويدع مجد الله يشع أمامنا. تجربة طابور نهاية طريق الأحزان وبدء طريق المجد السامي. ساعة التجلي على جبل طابور كانت ضمانا لذلك. بهذه الحادثة، وعدنا يسوع اليوم أيضاً، أن نعمة التجلي تمنح أولئك الذين، بالتزامهم الكلي، مستعدون للمعاناة قبل أن يسير بنا الله عبر طريق المعاناة. إنه تعالى يمنحنا مراراً تجربة طابور التي تجعل المجد يشع أمامنا، قبل بدء نزول وادي الإحزان. وبعد المرور عبر هذا الوادي العميق، بالتأكيد سوف نمنح تجربة طابور جديدة للتجلي والفرح الباهر. لأن الله يبتهج في تحويل إحزاننا إلى فرح ويملؤنا بالمجد والغبطة. ساعة التجلي أتت يسوع حين كان على وشك دخول ليلة المعاناة والموت. كأعضاء لجسده نستطيع فقط تلقي نعمة التجلي، التي ربحها لنا، بإتباع نفس الطريق - طريق الخضوع والتطهير والإصغاء إلى كلمته والعمل بها. لنشارك نحن أيضاً في هذه الرؤية من خلال تخصيص وقت للصلاة والإصغاء إلى كلمة الله. ولنبتهل إلى مريم العذراء لكي تساعدنا على الإصغاء إلى الرب يسوع وإتباعه دوماً، حتى الآلام والصلب، للمشاركة أيضاً في مجده. جبل التجلي جبل طابور التسمية : بناء على التقاليد القديمة تمّ التجلي في جبل تابور (طابور). تابور لفظه يونانية أي المرتفع. يعتقد بعض الباحثين بأن طابور كلمة من اللغة أوغاريت في رأس شمرا بسوريا وهي تعني النور أو البهاء، إذ كانت تقام عبادة طابور إله النور. وهو جبل شهير في أرض الجليل، مع أنه اصغر من جبل حرمون (مزمور 89\12). ويسمى أيضاً "جبل طابور" يطلق العرب عليه اسم "جبل طور" كما هو الحال جبل سيناء وجبل جرزيم. وأما القديس بطرس فيشير إليه باسم "الجبل المقدس" (2 بطرس 1\18). وأما المسيحيون فيسمونه "جبل التجلي" نسبة لتجلي المسيح عليه. يقع جبل طابور في أرض الجليل في الجهة الشمالية الشرقية من مرج بن عامر وعلى بعد 8 كم نحو الجنوب الشرقي من الناصرة ونحو 19 كم جنوب غربي بحيرة طبرية وعلى بعد 10 كم من العفولة. وهو أحد الجبال الرائعة المنظر بين جبال فلسطين. لأنه مرتفع عن سهل مرج بن عامر وهو منفرد عن بقية جبال الجليل فأصبح في العهد القديم كنقطة استدلال (ارميا 46/18) بالرغم من أن ارتفاعه لا يبلغ إلا 570 متراً فوق سطح البحر الأبيض المتوسط ونحو 602 م من سهل مرج ابن عامر.
الموقع : وهو يشرف على جلعاد ووادي الأردن من الشرق، وعلى جبال زبلون ونفتالي وجبال الشيخ من الشمال، وعلى الناصرة من الشمال الغربي، وعلى الكرمل ومجدو وتعنك وجبال السامرة من الغرب، وعلى جبل الدحى وجلبوع (تقوع) وبلدة وعين دور ونائين من الجنوب. ومن هنا ندرك ما ترنم به صاحب بالمزامير بقوله: "الشمال والجنوب أنت خلقتهما. تابور وحرمون باسمك يهتفان" (مزمور 89/ 12). ويبدو الجبل من الجنوب على شكل نصف كرة ومن الغرب على شكل مخروط. والطريق إلى قمته عسرة المسلك وقد تعبدت عام 1954 وتبلغ 3 كم. وقد أصبحت واجهته الجنوبية مقفرة، وأما بقية جوانبه فمكسوة بشجر السنديان والبطم والجوز والتين وغيرها. وتربته مخصبة توافق المرعى ويصطاد بين أشجاره الحجل والأرانب البرية والثعالب وغيرها من الحيوانات والطيور حتى وبعض الضواري كالذئب والنمر.
التاريخ : في العصر الحجري القديم المتوسط سكن على جبل تابور إنسان النياندرتال المعروف أيضاً بالإنسان العاقل. وفي العصر البرونزي القديم (1300-1900) أقام الكنعانيون على الجبل معابدهم على الصخر الموجود تحت بلاط كنيسة التجلي. وألمح هوشع إلى بعض العبادات الوثنية على جبل تابور (هوشع 5\1). وأما في العصر الحديدي فجاء لأول مرة ذكر اسم طابور في الكتاب المقدس كعلامة حدود أسباط إسرائيل: يساكر (يشوع 19\22) وزبالون ونفتالي.
ونحو 750 ق.م. ندّد هوشع النبي بكهنة اليهود، لأنهم ضللوا الشعب بحملهم إياه على عبادة الأوثان التي كان الكنعانيون يقيمونها على جبل تابور فقال: "أسمعوا هذا أيها الكهنة، وأصغوا يا بيت إسرائيل وأنصتوا يا بيت الملك فان عليكم أن تجروا القضاة ولكنكم كنتم فخا في المصفاة وشبكة مبسوطة على تابور" (هوشع 5\1). ونحو 600 ق.م أوحت عظمة جبل تابور لأرميا النبي صورة نبوخذ نصر، ملك بابل الذي سيأتي ليعاقب إسرائيل فقال: "يصل كتابور بين الجبال ومثل الكرمل المطل على البحر" (ارميا 46\18). وأما جمال تابور أوحت إلى صاحب المزامير صورة مجد الله: "لاسمك يهلل تابور وحرمون" (المزمور 88\13).
وفي عام 218 ق.م. حاصر أنطيوخس الثالث الكبير (223-187) السلوقي قلعة على قمة جبل تابور كانت تحت الحماية المصرية. فاستولى عليها بخدعة حربية إذ جذب الحامية المصرية من موقعها في قمة الجبل إلى السهل وهناك ذبحهم ثم حصن القلعة. واستعادها اليهود بقيادة يوحنا هرقانوس بن سمعان المكابي (134-104ق.م.) القلعة. وفي عام 67 استخدم القائد الروماني خطة الإستراتيجية ليوقع هزيمة باليهود الذين قام بقيادة يوسيفوس فلافيوس، ببناء سور حول قمة الجبل في فترة 40 يوماً لتحصينها. ولم يحاول بلاشيدوس القائد الروماني أن يهاجم القاعدة، بل سعى بالحيلة حتى جذب المدافعين عنها إلى الوادي حيث أمكنه هزيمتهم فاستسلمت له بذلك المدينة.
ولم يذكر جبل التابور في العهد الجديد إلا انه قد أشير إليه في حدث التجلي وحدث إرسال التلاميذ للتبشير. وهناك تقليد يرجع إلى الرابع في العصر البيزنطي، يذكر أن التجلي حدث على هذا الجبل (متى 17\1-8, مرقس 9\2-10) ولعله لهذا السبب وللمظهر الرائع للجبل، إلا أن هذا التقليد يفتقر إلى إثبات. لذا اختلفت الآراء حول هذا التقليد فمنهم أوريجين (248) وأوسابيوس (340) اللذان حدَّدا التجلي على جبل طابور. في حين السائحة من بوردوا (333) حددت التجلي على جبل الزيتون، ولكن كيرلس الأورشليمي سنة 348 تبنى جبل طابور ودعمه في ذلك أبيفانوس وأيرونيموس. فثبت هذا التقليد في القرن الرابع الميلادي. وقبل نهاية القرن السادس بنى البيزنطيون ثلاث كنائس على الجبل تذكاراً للمظال الثلاث التي طلب بطرس أن تقام هناك. فرأى السائح من بلاشنيسا ثلاث كنائس عام 570 مبنية على الجبل. وأما حدث إرسال التلاميذ للتبشير فالنص الإنجيلي حول ترائي يسوع لتلاميذه في الجليل قد يشير إلى جبل تابور: "أما التلاميذ الأحد عشر, فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي أمرهم يسوع أن يذهبوا إليه... فدنا يسوع وكلمهم قال إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض. فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم..." (متى 28/6-20).
وفي الثورة اليهودية الأولى عام 66 التجاء اليهود إلى الجبل هرباً من جيش فسبسيان الإمبراطور بقيادة بلاشيدو ولكن تمكن الرومان من جر اليهود إلى السهل والقضاء عليهم واحتلال الجبل عام 67 م. وتشير النصوص الصليبية أن الكنيسة البيزنطية كانت قائمة لما أعطى تنكريد، أمير الجليل، رهبان البندكتان صلاحية الخدمة في الكنيسة على جبل طابور عام 1099. وكانت الكنيسة مقر مطران معاون تابع للناصرة. وكانت الكنيسة والدير محاط بسور للحماية.
وفي 1113 نهب عرب دمشق الأديرة وقتلوا الرهبان. ولما عاد الرهبان حصَّنوا كنيستهم الجديدة وديرهم بسور متين صد هجمات صلاح الدين الأيوبي المتكررة في 1183 ولم يستطع جيش صلاح الدين أن يهدم إلاّ كنيسة إيليا وديرها الصغير الذين كانا خارج الأسوار. فنهبوا كل شيء وقتلوا الرهبان. وبعد ذلك بأربعة أعوام خرب صلاح الدين المنطقة تماما بعد هزيمة الصليبيين في حطين عام 1187. وبعد نحو 25 عاماً، قام الملك المعظم ابن الملك العادل، شقيق صلاح الدين والي دمشق، بتحصين الجبل وهدم ما تبقى من كنيسة ودير وشرع ببناء قلعة عظيمة يبلغ طولها 580 م باتجاه الغرب وعرضها 250 م باتجاه الشمال والجنوب وكان لها مدخلين: باب على جسر متحرك في اتجاه الشرق وباب الهوا في اتجاه الغرب يحميه برج بمساحة 20x15م. فأثارت هذه التحصينات غضب الصليبيين فأرسلوا بإيعاز من البابا انشنسو الثالث الحملة الصليبية الخامسة (1217-1221) لاسترجاع جبل طابور وهدم القلعة لكن الصليبيون فشلوا بقيادة أندراوس الثاني ملك المجر في اختراق باب الهواء في 1217 بالرغم من محاصرتهم للجبل لمدة 17 يوماً. وبهذه السنة أمر الملك العادل أن تهدم القلعة لمنع هجوم الصليبيين. ومكنت الهدنة (1229-1239) بين فرديك الثاني ملك ألمانيا، رئيس الحملة السادسة (1228-1229) والملك الكامل بعودة الصليبيين إلى الجبل وأصبحت تحت إشراف جمعية فرسان القديس يوحنا ولم يتمكنوا إلا بناء مصلى صغير لم يدم طويلاً. إذ قام السلطان الظاهر بيبرس بطردهم 1263 وأمر بهدمه. وأصبح الجبل لفترة من الزمن مكاناً مهجوراً. ولكن ظل رهبان الناصرة يحتفلون كل عام بعيد التجلي.
وفي 1631 منح فخر الدين الدرزي, أمير جبل لبنان، قمة جبل التجلي الى الآباء الفرنسيسكان بمساعدة فرنشسكو من فيرزانو، قنصل ايطاليا في صيدا. ولم يتمكنوا أن بنوا على الجبل بسبب وفاة الأمير. ولم يتح لهم بناء كنيسة وبيت ضيافة للحجاج إلا عام 1858 ولكنهم توقفوا عن البناء بسبب الأوبئة. فبنوا الكنيسة الحالية بين سنوات 1919-1924 بإشراف المهندس الايطالي المشهور انطونيو بارلوتسي. وتمكن اليونان أن يستملكوا من الفرنسيسكان الجهة الشمالية من قمة الجبل من بابا الهواء. وأن يبنوا كنيسة القديس إيليا سنة 1911 مع دير صغير.