"خصب" العمانية مفردة سياحية بين جبال شاهقة وبحر يتدفق بالخيرات
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61353مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: "خصب" العمانية مفردة سياحية بين جبال شاهقة وبحر يتدفق بالخيرات السبت 11 أغسطس 2012 - 4:57
معالم تاريخية شامخة، ولوحات جمال طبيعية
"خصب" العمانية مفردة سياحية بين جبال شاهقة وبحر يتدفق بالخيرات
خصب- د. حسين شحادة
تقع خصب في أقصى الشمال لمحافظة مسندم، وهي تتوسط ولايتي دباء والبيعة وبخا وتطل على خليج عمان من جهة الشرق والخليج العربي من جهة الشمال الغربي.
مضيق هرمز أهم معلم أثري طبيعي تجاري أزلي في سلطنة عمان. فكان ولا زال ممراً بحرياً على طريق التجارة منذ سلكه الانسان بما يصل الى ستة آلاف عام، إلا أنه قد نشطت الحركة التجارية الصناعية عن طريقه في القرن العشرين وبخاصة بعد ظهور النفط واكتشافه. فمن مضيق هرمز أصبحت تنساب حوالي ٩٪ من نتاجات الحقول النفطية الخليجية كافة الى أسواق العالم الصناعي. وقد أشار إليه ريموند أوشي بقوله: "إذا كان العالم خاتماً فإن هرمز لؤلؤته". ويذكر أن ابن بطوطة الذي عبر مضيق هرمز أن جميع تجارة الهند الى العراق تمر من خلال هذا المضيق. والمضيق عبارة عن شريط أرضي يبلغ طوله ٨ كيلومترات وعرضه ٦ كيلومترات، بينما عمقه لا يتجاوز ٦ أمتار. ولم تأل الحكومة جهداً في المحافظة على سلامة هذا الممر المائي العالمي وسلامة العبور من خلاله في أصعب الظروف. حيث توجد قاعدة للبحرية السلطانية العمانية في جزيرة أم الغنم تتولى عملية ارشاد وتوجيه السفن وتقديم الحماية لها حتى تعبر بسلام.
وتتمثل الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز ليس فقط باعتباره ممراً لناقلات النفط وإنما لطبيعته التجارية حيث ان جانباً كبيراً من تجارة دول المنطقة الواقعة على طول سواحل الخليج العربي تمر من خلاله وعبر مياهه، لدرجة أن سلامة الملاحة وأمنها في المحيط الهندي ارتبطت بأمن وسلامة الملاحة في مضيق هرمز.
تشمخ القلاع والحصون في ولاية خصب مع شوامخ التاريخ التي تسطر الكثير من الصفحات في تاريخ هذه الولاية من بينها حصن خصب المطل بشرفاته على البحر. هذا الحصن المشهور بصورته الجمالية التي أعطته الطبيعة رونقاً جذاباً، واحتضن الأشجار المحيطة به. وفي خصب معالم تاريخية منها حصن الكمازرة وبرج السيبة برج كبس القصر، كلها ملامح أثرية موغلة في القدم. كل ولاية من ولايات السلطنة لها فنونها المتميزة. وغالباً ما تكون متقاربة بين الولايات العمانية. وفي هذه الولاية للفنون التقليدية موقع في قلوب أبناء خصب اليت تشكل فنونها تراثاً أصيلاً منذ أمد بعيد تناقلته عصوراً متعاقبة. ومن فنونها الرماسية والسيرة أو المسيرة والندبة والدان والليوا والزاجرة والعازي والمائد. وتستمر هذه الفنون عبر الزمن تشكل ذاكرة المكان والزمان لأبناء خصب.
الطبيعة في خصب لها مزايا عديدة بين بحرية وبيئية منحتها إبداعات ربانية مشكلة لوحة الجمال لهذه الولاية وخاصة جبالها الشماء التي تحرسها مشكلة تكوينات صخرية متميزة.
الجزر والخيران والأودية والجبال والطرق البحرية والطيور ذات الألوان مختلفة، كلها لوحات طبيعية الكل منها يرحب بالضيف لهذه الولاية ليتمتع بزيارة هذه المواقع السياحية لهذه المدينة التي تشهد كل يوم حركة تجارية نشطة وحركة تنمية وتطوير متواصلة. خيرانها تغطي الشريط الساحلي، وتنمو الشعاب المرجانية ويقصدها السياح من حول مجلس التعاون الذين بأتون لممارسة هواية الصيد، حيث يذهبون الى الخبران البعيدة عن مركز الولاية ومن أهمها خور شم، وتوجد به قرى ساحلية مثل نظيفي وقانة ومقلب. وأخيراً قرية شم التي تتناثر بيئتها على الشاطىء، وقرية صيبي التي تقع في آخر بقعة من خور شم، وكلها قرى سياحية جميلة. أما خور شم فيقع في الشمال الشرقي من خصب ويعتبر من أكبر الخيران في الولاية. كما يتوقف الزائر عند شاطىء حيوت برماله البيضاء الناعمة.
ومن أبرز الخيران في خصب خور نجد الذي يبعد عن منتزه الخالدية مسافة ١٢ كيلومترا. وللوصول إليه لا بد من المرور الى السفح الجبلي المطل على قرية صيوي و سيما. وعند الوصول الى السفح الجبلي المطل على خور نجد يكتشف الزائر جمال خور نجد الذي يبدو من بعيد وكأنه ذراع بحري يمتد الى اليابسة. ومن بين الخيران الأخرى في ولاية خصب "خور غب علي" وخور "حيلين" وخور "قدي" وخور "قبة". وفي قرية كمزار البحرية تم انشاء كاسر أمواج بطول ١٨٨ متراً إلى جانب انشاء رصيفين عائمين. ومن بين جزرها الشهيرة جزيرة "سلامة وبناتها".
وقد أطلق عليها البحارة هذا الاسم تعبيراً عن فرحتهم بسلامة الوصول الى أهاليهم في تلك الجزيرة بعد مكابدتهم مخاطر أمواج البحر. ومن بين الجزر أيضاً جزيرة أم الغنم وجزيرة مسندم، وهي من أكبر الجزر المطلة على مضيق هرمز.وهناك جزر أخرى منها جزيرة الخيل وجزيرة بو مخالف وجزيرة أم الطير وجزيرة ساويك وغيرها كثير من هذه الجزر. وفي ولاية خصب الكثير من الأودية التي تمثل مزارات سياحية عند هطول الأمطار، مثل وادي اللثب، وتحيط بها تشكيلات صخري بديعة، وبه معالم طبيعية يمكن للزائر التوقف عندها مثل منتزه الخالدية الذي يعد من بين الحدائق الطبيعية في خصب، حيث يصله الزائر بعد أن يمر على قرى صغيرة مثل الغبة والشوارقة والفتك، ثم الى منتزه الخالدية الموضي بأشجار السدر والسمر والمحفوف بالجبال، والروضة مكان سياحي تشتهر هذه القرية بكثرة أشجار السدر وتتنوع البيوت في الروضة على السفوح الجبلية المحيطة بها.
وفي سفوح مرتفعات ولاية خصب توجد بعض القرى ذات الطقس المعتدل والتي تجذب أنظار السياح إليها مثل قرية قدى. تقع غرب خصب ذات التعدد في مقومات السياحة حيث تشكل الجبال والبحر والانسان والأشجار لوحة سياحية لهذه القرية. وقرية السي التي ترتفع لأكثر من٣٠٠٠ قدم عن سطح البحر، هذه القرية أصبحت مزاراً للسائحين والمقيمين والتي تحولت الى ملتقى عام في أيام العطل والاجازات، فهم يأتون إليها من خصب وبخا والبيعة للنزهة والهواء الطلق الخالي من الرطوبة والاستمتاع باللون الأخضر الذي يكسو الأرض برغم ندرة الأمطار، فكانت السي هي نقطة التلاقي في أعلى الجبل. وفي السي ستكتشف عبقرية السكان البسطاء.فقد صنعوا لأنفسهم وبأيديهم تجويفاً ضخماً بين الصخور، ومهدوا الطريق أمام الأمطار. وفي سفوح جبل حريم قد تفرض الطبيعة على الانسان العيش في السفوح البعيدة أو يجاور البحر، لكنه في ولاية خصب استطاع بفطرته وفطنته أن يتحدى الطبيعة ويتغلب عليها ويزرع أحلامه في تلك السفوح قريباً من البحر الذي أصبح صديقه الحميم.
وتبقى خصب مفردة سياحية بين جبال شاهقة وبحر جميل بخيراته وأودية ساحرة بتدفقها عبر مزارعها ذات الأصناف المتعددة وتدعوك خصب لزيارتها لتعيش بين ربوعها وتتمتع بجمال طبيعتها المتعددة. xtrx