|
| الاحد السادس من الصيف ـ الاب بولس ثابت | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038 مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010 الابراج :
| موضوع: الاحد السادس من الصيف ـ الاب بولس ثابت الإثنين 20 أغسطس 2012 - 8:56 | |
| الاحد السادس من الصيف
ان العلاقة التي تربط الله بالانسان هي علاقة نعمة, الله ينعم على الانسان وهذا الخير بدوره يجاوب على نعمة الله من خلال موقف يلائم هذه العلاقة. في القراءة الاولى ( اشعيا 29: 13 -24). يكشف النبي الموقف الازدواجي الذي يتصف به الشعب تجاه الله. هذه الازدواجية تقوم ما بين ما يكون قلبه, باطنه وارادته, وبين ما يعبر عنه في افعاله: " فقال السيد: بما ان هذا الشعب يتقرب الي بفمه ويكرمني بشفتيه وقلبه بعيد مني وبما ان مخافته لي وصية بشر تعلمها" ( اشعيا 29: 13). ان هذه العقلية تصبح متمردة وناكرة للجميل عندما يظن الانسان بأنه يستطيع ان يستقل عن ما هو سبب وجوده: " فاعمالهم في الظلام وهم يقولون: من يرانا ومن يعلم بنا. يا لعوجكم ايحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع في صانعه: لم يصنعني" ( اشعيا 29: 15 -16). ازاء هذا الموقف يوعد الله باظهار خلاصه الذي بموجبه يشفي الانسان من هذا الموقف الذي به لا يرى ولا يسمع كلمة الله : " وفي ذلك اليوم يسمع الصم اقوال الكتاب وتبصر عيون العميان بعد الديجور والظلام يزداد البائسون سرورا بالرب" ( اشعيا 29: 18). ان موقف الله مع الانسان وما يتطلبه هذا من الانسان يبقى حقيقة لا يمكن تغافلها ولا الغائها.
في انجيل اليوم ( لوقا 17: 5-20). نستطيع ان نركز على هذا المعنى. ان ملكوت الله هو عطية مجانية ونعمة اغدقها الله على الانسان. العلاقة التي تقوم ما بين فعل الله الخلاصي وما بين دور الانسان وما يجاوبه ليست متكافئة, التلميذ لا يستطيع ان يقايض الله بما عمله من خير او حفظه من وصايا. هذا ما يوضحه يسوع من خلال صورة العبد الذي يرجع من الحقل ويعمل ايضا ( لوقا 17: 7-10). ان هذا لا يعني ان تقديم صورة مشوهة عن الله كسيد متسلط, بل ما يعينه ان المشاركة في الحياة الالهية هي مسألة تفوق العقلية القائمة على النفعية او منطق الاجرة. الله لا يعطي اجرا كالانسان, بل يفيض بنعمه بما يفوق اي توقع انساني. ان الحياة المسيحية هي دعوة تفوق عقلية المنفعة الذاتية بعيشها. ليس حب الله او عيش حياة محكمة بمنطقه من اجل تلقي استحقاقات ومخصصات هذا الالتزام, ولا الصلاة او الحسنة هي فعل ينتظر من ورائه اجرا على قدره, بل هناك الاسمى, هناك الحقيقة وايضا نستطيع ان نقول ان هناك تكون المكافاة لان الله هو اكرم من كل مثال كرم نعرفه.
ان هذا الموقف نراه في حدث شفاء البرص العشرة الذين استغاثوا بيسوع فشفاهم. يسوع يطلب منهم قبل ان يشفيهم الالتزام بالشريعة وبما تمليه في حالة الشفاء, وبالطبع هم بطاعتهم وتنفيذهم لهذه المتطلبات يشفون ( لوقا 17: 11 -14). انهم اختبروا الخلاص والشفاء, ولكن هل حقا هم وصلوا الى ذلك اللقاء الحقيقي مع الله؟. نرى ان التسعة, وهم كانوا يهودا, لا يرجعون الى يسوع, لربما ظنوا ان شفائهم هذا كان يجب ان يكون لانهم من الشعب المختار وكل الوعود المسيحانية تخصهم ويجب ان تحدث لهم. ولكن العاشر وهو كان سامري غريب عن هذا الشعب يرجع الى يسوع معترفا بفضله وخلاصه ( لوقا 17: 16). انه يقدر هذا الشفاء كونه نعمة وليس استحقاق شخصي, بينما الاخرون فكروا بهذه الطريقة متناسين نعمة الله المجانية والتي تستحق ان يقابله اعتراف وشكر.
ان هذا الموقف هو موقف الايمان الصحيح: المسيحي يجب ان يضع امامه دوما هذه الحقيقة, قد خلص بالنعمة. ما يعيشه من توبة وحياة رفيعة الخلق وملتزمة انما هو جواب شكر على نعمة لا تقايض او تثمن بهذا الجواب لانها اكبر من كل فعل تدين انساني انها النعمة. هذا الايمان يقود الى الخلاص لانه يقود الانسان الى الاعتراف بفضل الله, الى الشعور بالحاجة الى الخلاص, الى التوازن في الحياة, الى مواجهة هذه الحياة بروح مسؤولة وصبورة. | |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| موضوع: رد: الاحد السادس من الصيف ـ الاب بولس ثابت الثلاثاء 21 أغسطس 2012 - 20:20 | |
|
موضوع روحاني ممتــــــاز ! تسلم اياديكم خوني شـماشـــا يوسف حودي ربنا يسوع يبارككــــم آميـــــن .
| |
| | | | الاحد السادس من الصيف ـ الاب بولس ثابت | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |