الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ♱ صـــلاة من جــوف الحــــوت ♱ السبت 25 أغسطس 2012 - 12:36
صلاة من جوف آلحوت
فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت ، وقال : دعوت من ضيقي الرب ، فاستجابني . صرخت من جوف الهاوية ، فسمعت صوتي ( يون 2: 1 ، 2)
لا يوجد مكان في هذا الكون لا يمكننا فيه أن نصرخ إلى الرب ، ولا توجد حالة مهما بلغت النفس فيها من إعياء ، لا نستطيع أن ندعو فيها الرب . فيونان من جوف الحوت صرخ إلى الرب ، وفي الإعياء الشديد تعلَّق بالرب « دعوت من ضيقي الرب، فآسـتجابني . صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي ... حين أعيَت فيَّ نفسي ذكرت الرب، فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك » . ومَنْ مِن البشر، كان يمكنه أن يسمع صرخات إنسان محبوس في جوف حوت في أعماق آلبحار؟ وأية وسيلة إنقاذ كان يمكن أن تصل لشخص تُحيط به المياه من كل جانب ، ويلتف عُشب البحر برأسه حتى يكاد يختنق ؟
كان يونان في إعياء شديد جسمانيًا ونفسيًا ، وكان ضميره مُثقّل بالإحساس بالذنب ، وكانت نفسه حزينة مُكتئبة في ضيق وغم ، لكنه صرخ إلى الرب ، واتجه إلى السيد . ومَنْ سواه يسمع ؟ ومَنْ غيره يُنقذ ؟
والصلاة لا يحدها مكان ، فهي تُقدَّم في أعالي الجبال ، أو في أعماق البحر. في المكان الذي يوجد فيه الإنسان برضاه ، أو رغمًا عن أنفه . وما أعجب إلهنا ، سامع الصلاة ، فهو الذي يقترب من النفس المسكينة المُنسحقة المتعلقة به « قريب هو الرب من المُنكسري القلوب ، ويخلّص المنسحقي الروح » لأن « عينا الرب نحو الصديقين، وأُذناه إلى صراخهم » ( مز34 ) . إنه لا يرفض أبدًا نفسًا تتعلق به مهما كانت حالتها أو ظروفها أو الخطر المُحدق بها .
ونحن لا نعلم كيف صلى يونان ؟ وفي أي وضع جسماني صرخ إلى الرب ؟ تُرى ، هل استطاع أن يصلي واقفًا ؟ أم كان راكعًا ؟ أم منبطحًا على ظهره ، أو على بطنه ؟ لا يهم الوضع الجسماني ، فالمهم هو حالة القلب . المهم أن تكون النفس خاضعة ، والإرادة مُسلَّمة للرب .
تُرى ، أ كان يونان يصلي بصوت مسموع ، أم كان يهمس في داخله في انكسار وخضوع ؟ الأمر سـيّان ، طالما أن القلب تعلق بالرب بإيمان عظيم . وما الإيمان سوى تحول النفس والمشاعر كُلية تجاه الرب . وهل يتحول الرب عن القلب الذي تعلَّق به ؟ ! وهل يتأخر الرب عن النفس الصارخة إليه ؟ ! كلا . إنه يُسرّ أن يستجيب الصلاة ، وأن ينجي النفس الواثقة فيه « وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر» . صلوا من اجل ضعفي
ثق يا أبنى : { إنّ اليوم الذى يمضى دون ان تقرأ فى كلمة الله آمسحه من سفر حياتك وآعتبر نفسك ميتاً فى ذلك اليوم } ...