البيت الآرامي العراقي

خاطرة :: عطر الحنين  Welcome2
خاطرة :: عطر الحنين  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

خاطرة :: عطر الحنين  Welcome2
خاطرة :: عطر الحنين  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 خاطرة :: عطر الحنين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


خاطرة :: عطر الحنين  Usuuus10
خاطرة :: عطر الحنين  8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60920
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

خاطرة :: عطر الحنين  Empty
مُساهمةموضوع: خاطرة :: عطر الحنين    خاطرة :: عطر الحنين  Icon_minitime1الأحد 26 أغسطس 2012 - 11:03

خاطرة :: عطر الحنين






733


يغفو الحنين على شاطئ الأمل.. ويهدأ الحلم بين رموش العاشقين.. اسهر وحيدة.. استرجع ذكريات القرية، و التنور.. وعبق ألليلك الفواح من تلك القرية الدافئة يوقظ براعم النرجس الغافية في نبض قلبي.. وتبرق عيناي دمعاً، ولوعةً.. تداعب زخات المطر الناعمة شفاه الأرض.. فتزدهر أحلام القرنفل وتفوح رائحة التراب عطرا سحري فواحا..لا عطر يشبه عطر التراب الممزوج بحبات المطر كما عطر بلادي.. حفيف أشجار التفاح من تلك البساتين يهامس ذاكرتي.. فيزيد صباحي عذوبة و أملا.. وترتشف أمسياتي منه دفئاً لطيفاً..
كم يغويني شذى الياسمين ويؤرقني حنينا إلى جلسات الصباح في ظل محبة أمي نشرب القهوة في حديقتها السعيدة معا على أنغام زقزقة جوقة عصافير الحرية، والحان فيروز الملائكية.. وتتساقط بتلات الياسمين فوق رؤوسنا كرذاذ الثلج اللؤلؤي.. وكأن تلك البتلات هدايا ربانيه من عظمة الخالق.. تذكرنا في محبته وكرمه وعطائه الامحدود.. وكأنها أيضا رسائل سماوية تحثنا على التغيير والأمل.. تمد غربتي شوقا..و دفئا.. وإصراراً على الاستمرار في الصعود حيث شمس وطني..

كم أتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء كي أعود طفلة أهرول، وأدور فرحة في بساتين التفاح.. أقضم ساندويتش الزعتر (السعتر) اللذيذ وأختبئ في كوخ جدتي أشرب الشاي, واستمع إلى قرقعة الشتاء على ظهر توتة كوخ الزيتون كأنها أجمل سيمفونية تعزفها الطبيعة الخلابة.. ما ادفأ كوخك يا جدتي!! وكم أشعر بالامان الحقيقي فيه.. فمهما ارتفعت ناطحات السحاب لا تضاهي ارتفاع المحبة، والصدق في سحر كوخك وقلبك العظيم.. هو كوخ المحبة يختصر حنان الكون في جدرانه الطينية، وتاريخ الحب في بساطته السحرية.. ويحصر معاني الحكمة في خيوط القنب المزركشة بفراشات الأمل التي تزين بساط الشتاء المتواضع الذي حاكته يداك الصامدتان بصبر، وأناة.. أقبل أناملك جدتي التي أضافت للمحبة معنى آخر.. ولوناً سحرياً مميزاً..

تأخذني ذكريات المودة الحميمة وهي تلوح لي من بعيد.. من غابر الزمان.. وسهرات كبس حبات الزيتون حول مدافئ تشرين في موسم القطاف.. لها متعة خاصة.. وما أجمل ذلك التكور الودي حول صينية الطعام القشية المزخرفة، أنا وإخوتي، ونحن نتناول كِسفَه.. كما تتكور كتاكيت الدجاجة حول أمها.. و نعيش لحظات الألم والفرح معا.. متلاحمون.. كما أسراب الإوز..

حتى أن تسلل الشمس إلى غرفتي، كان له رونقاً آخر.. وترنيمة خاصة.. لم أرَ لحناً أعذب من نشيد وطني.. ولا بسمة تشبه الفرح المشرق من شمس وطني.

يتأجج الشوق بين شرايين جسدي لهيباً، كلما احمرّت عناقيد الكرز على شفاه الربيع.. ولم تستطع ثلوج الغربة المتجمدة أن تطفئه.. و تختلج دقاتقلبي عشقاً, وحباً, وشوقاً لوطني، كلما عانق زهر المشمش روح نيسان بلهفة المتيم الولهان.. ويسمو عطر الحنين شفافا في سماء الخلود كلما قبّل الندى شقائق النعمان.. وتُحيي روح أدونيس ربيع بلادي.. والذي لايضاهيه ربيع في جماله.. وفي شهر نيسان تتبختر قرية "الأمل" مزهوة بثوبها البنفسجي وبأكمام الزنبق..

ما أردت الرحيل يوما، لكنه قدري.. وفي الوداع اختنقت أنفاسي، وتلاشت أحاسيسي, كنت أتمنى أن امتزج مع التراب.. لكنها رسالتي المحتومة.. صار صمت غربتي ينزف: تشرداً، وحنيناً، وألماً، وتمزقاً، ووحدة . أريدالعودة إلى وطني.. فأين أنا من وطني؟؟.

من يسألني عن مدى علاقتي بوطني كأنه يسألني عن مدى علاقتي بروحي.. فالروح لا تفهم بالمسافات، والأرقام، بل تحلق عاليا في سماء الحرية تنشرالمحبة في كل مكان.. إحساسها بالغربة مؤلم.. حارق.. خانق.. وتتقطع إربا.. مشردة.. لقد بعثرتها الرياح العاتية.. كإحساس عاشق متيم بعيد عن حبيبته التوأم.. يتلظى بنار الشوق الملتهب.. ولا تُخمد ناره إلا بأنفاس روحه التوأم.. إحساس كما عطش الأرض المحتلة لماء الحرية يرويها..نصر ومجد

هناك روحي منذ الأزل.. وتحلق عاليا للأبد.. أتنفس هواء وطني وعطره من عبق الياسمين. الحب وطني.. وأنا وطني.. والحب والوطن وحدة في قلبي لا تتجزأ.. والمحبة وطن الجميع.. فيا ليتني أغفو بين أكمام الزنبق فيبلادي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


خاطرة :: عطر الحنين  Usuuus10
خاطرة :: عطر الحنين  8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60920
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

خاطرة :: عطر الحنين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خاطرة :: عطر الحنين    خاطرة :: عطر الحنين  Icon_minitime1الخميس 19 أكتوبر 2023 - 23:54

خاطرة :: عطر الحنين


د . حناني ميا



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


يغفو الحنين على شاطئ الأمل.. ويهدأ الحلم بين رموش العاشقين.. اسهر وحيدة.. استرجع ذكريات القرية، و التنور.. وعبق ألليلك الفواح من تلك القرية الدافئة يوقظ براعم النرجس الغافية في نبض قلبي.. وتبرق عيناي دمعاً، ولوعةً.. تداعب زخات المطر الناعمة شفاه الأرض.. فتزدهر أحلام القرنفل وتفوح رائحة التراب عطرا سحري فواحا..لا عطر يشبه عطر التراب الممزوج بحبات المطر كما عطر بلادي.. حفيف أشجار التفاح من تلك البساتين يهامس ذاكرتي.. فيزيد صباحي عذوبة و أملا.. وترتشف أمسياتي منه دفئاً لطيفاً..
كم يغويني شذى الياسمين ويؤرقني حنينا إلى جلسات الصباح في ظل محبة أمي نشرب القهوة في حديقتها السعيدة معا على أنغام زقزقة جوقة عصافير الحرية، والحان فيروز الملائكية.. وتتساقط بتلات الياسمين فوق رؤوسنا كرذاذ الثلج اللؤلؤي.. وكأن تلك البتلات هدايا ربانيه من عظمة الخالق.. تذكرنا في محبته وكرمه وعطائه الامحدود.. وكأنها أيضا رسائل سماوية تحثنا على التغيير والأمل.. تمد غربتي شوقا..و دفئا.. وإصراراً على الاستمرار في الصعود حيث شمس وطني..

كم أتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء كي أعود طفلة أهرول، وأدور فرحة في بساتين التفاح.. أقضم ساندويتش الزعتر (السعتر) اللذيذ وأختبئ في كوخ جدتي أشرب الشاي, واستمع إلى قرقعة الشتاء على ظهر توتة كوخ الزيتون كأنها أجمل سيمفونية تعزفها الطبيعة الخلابة.. ما ادفأ كوخك يا جدتي!! وكم أشعر بالامان الحقيقي فيه.. فمهما ارتفعت ناطحات السحاب لا تضاهي ارتفاع المحبة، والصدق في سحر كوخك وقلبك العظيم.. هو كوخ المحبة يختصر حنان الكون في جدرانه الطينية، وتاريخ الحب في بساطته السحرية.. ويحصر معاني الحكمة في خيوط القنب المزركشة بفراشات الأمل التي تزين بساط الشتاء المتواضع الذي حاكته يداك الصامدتان بصبر، وأناة.. أقبل أناملك جدتي التي أضافت للمحبة معنى آخر.. ولوناً سحرياً مميزاً..

تأخذني ذكريات المودة الحميمة وهي تلوح لي من بعيد.. من غابر الزمان.. وسهرات كبس حبات الزيتون حول مدافئ تشرين في موسم القطاف.. لها متعة خاصة.. وما أجمل ذلك التكور الودي حول صينية الطعام القشية المزخرفة، أنا وإخوتي، ونحن نتناول كِسفَه.. كما تتكور كتاكيت الدجاجة حول أمها.. و نعيش لحظات الألم والفرح معا.. متلاحمون.. كما أسراب الإوز..

حتى أن تسلل الشمس إلى غرفتي، كان له رونقاً آخر.. وترنيمة خاصة.. لم أرَ لحناً أعذب من نشيد وطني.. ولا بسمة تشبه الفرح المشرق من شمس وطني.

يتأجج الشوق بين شرايين جسدي لهيباً، كلما احمرّت عناقيد الكرز على شفاه الربيع.. ولم تستطع ثلوج الغربة المتجمدة أن تطفئه.. و تختلج دقاتقلبي عشقاً, وحباً, وشوقاً لوطني، كلما عانق زهر المشمش روح نيسان بلهفة المتيم الولهان.. ويسمو عطر الحنين شفافا في سماء الخلود كلما قبّل الندى شقائق النعمان.. وتُحيي روح أدونيس ربيع بلادي.. والذي لايضاهيه ربيع في جماله.. وفي شهر نيسان تتبختر قرية "الأمل" مزهوة بثوبها البنفسجي وبأكمام الزنبق..

ما أردت الرحيل يوما، لكنه قدري.. وفي الوداع اختنقت أنفاسي، وتلاشت أحاسيسي, كنت أتمنى أن امتزج مع التراب.. لكنها رسالتي المحتومة.. صار صمت غربتي ينزف: تشرداً، وحنيناً، وألماً، وتمزقاً، ووحدة . أريدالعودة إلى وطني.. فأين أنا من وطني؟؟.

من يسألني عن مدى علاقتي بوطني كأنه يسألني عن مدى علاقتي بروحي.. فالروح لا تفهم بالمسافات، والأرقام، بل تحلق عاليا في سماء الحرية تنشرالمحبة في كل مكان.. إحساسها بالغربة مؤلم.. حارق.. خانق.. وتتقطع إربا.. مشردة.. لقد بعثرتها الرياح العاتية.. كإحساس عاشق متيم بعيد عن حبيبته التوأم.. يتلظى بنار الشوق الملتهب.. ولا تُخمد ناره إلا بأنفاس روحه التوأم.. إحساس كما عطش الأرض المحتلة لماء الحرية يرويها..نصر ومجد

هناك روحي منذ الأزل.. وتحلق عاليا للأبد.. أتنفس هواء وطني وعطره من عبق الياسمين. الحب وطني.. وأنا وطني.. والحب والوطن وحدة في قلبي لا تتجزأ.. والمحبة وطن الجميع.. فيا ليتني أغفو بين أكمام الزنبق في بلادي.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خاطرة :: عطر الحنين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: