الحلقة الثانية من مدخل الى دراسة الكتاب المقدس وبلاد الرافدين
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7040مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: الحلقة الثانية من مدخل الى دراسة الكتاب المقدس وبلاد الرافدين الخميس 30 أغسطس 2012 - 21:24
الحلقة الثانية من مدخل الى دراسة الكتاب المقدس وبلاد الرافدين الاب د. غزوان يوسف بحو شهارا ماهو الكتاب المقدس؟ الكتاب المقدس هو قصة حب طويلة بين الله وشعبه بدأت منذ اللحظة الاولى لخلق العالم حينما كانت روح الله ترفرف على وجه الغمر وتملأ الكون من حبه (تك 1: 1-2)، ولهذا فان الله خلق النور في اليوم الاول لكي يرى العالم الذي احبه. وحينما اكمل الله خلق كل ما في العالم من سماوات وارض وكل ما فيهما من مخلوقات، وخاصة الانسان، نظر اليها جميعا فاحبها من اول نظرة حب الى المخلوقات ويعبر الكتاب المقدس عن هذا الحب العظيم حين يقول سفر التكوين في نهاية قصة خلق العالم “ورأى الله ان كل ما خلقه كان جميلا جدا” (تك 1: 31). لقد هيأ الله كل شيء للانسان قبل خلقه ومن ثم وضعه في جنة عدن لكي يعيش قصة الحب هذه مع الله (تك 2 ولكن الانسان شوه قصة الحب هذه بخيانته وبخطيئته الاولى حينما اراد ان يأخذ مكان الله (تك 3)، فدخل الموت الى العالم وسيطرت الخطيئة على الانسان (تك 4). فبدأ الله منذ ذلك الوقت بالبحث عن الانسان لكي يخلصه من انانيته وخطيئته ويفهمه حبه، فاختار لهذه المهمة اشخاصا شعروا بهذا الحب (اختار نوح في تك 5-9، من ثم ابراهيم في تك 12، وموسى في خر 3، وداؤد والانبياء ولكن قصة الحب هذه اكتملت فقط بتجسد ابنه يسوع المسيح الذي جسد حب الله للانسان ببذل ذاته من اجل خلاص الانسان (يو 1: 14). بموت يسوع المسيح وقيامته اكتملت قصة الحب “هكذا احب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون لهم الحياة الابدية” (يو 3: 16 فاذن الكتاب المقدس هو كتاب يشرح قصة الحب هذه. كتبت هذه القصة على مدى الف سنة من قبل اشخاص شعروا بهذا الحب وامنوا بالله الذي اظهر حبه لهم، فاختارهم الله لكي يكتبوا بلغة الحب والمشاعر والعواطف هذه القصة مقادين من قبل الروح القدس الذي سلط الضوء على كلماتهم. ولهذا فمن اراد ان يفهم ما يقرأ عليه اولا ان يحب لكي يفهم. عليه ان يدخل في قصة الحب هذه، ويفتح قبله للروح القدس لكي يفيض فيه من حبه الالهي ومن ثم يفهم ما يقرأ ويشعر بان الله اختاره واحبه. والا كيف يمكن لانسان ان يفهم ما معنى الحب الا اذا عاش هذا الحب نفسه، من لا يشعر بانه محبوب من شخص اخر لا يشعر بمعنى الحياة والموت والوجود. ولهذا فان الكتاب المقدس كان ولايزال وسيبقى هو الدليل الروحي والادبي والوجودي للانسانية. ولكن يوجد اليوم القليل من اللذين يقرأونه وبالتالي هم قليلين من يعرفونه. على الرغم من كون العهد الجديد هو كنز المسيحي الحقيقي اقول منذ البداية: من احب شخصا يعمل المستحيل لكي يلتقي بحبيبه ويدخل قلبه ويفهمه، هكذا فان كان لنا حب قراءة الكتاب المقدس، فاننا سوف نلتقي بكاتبه الحقيقي (الرب) وندخل قبله ونفهمه. هناك الكثير من الطرق والدراسات لكي نستطيع الدخول في عالم الكتاب المقدس، ولكن الطريقة الاهم والاكثر سهولة هي طريقة المحبة لكلمة الله. حب كلمة الله سوف يغير حياتنا ويجعلنا نفهم. كل شخص هو مدعو من قبل الله لكي يفهم حبه، والمسيحي له دعوة خاصة هي: “اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس، وعلموهم ان يحفظوا كل ما اوصيتكم به، وها انذا معكم طوال الايام الى نهاية العالم” (متى 28: 20Fr Muhannad
الحلقة الثانية من مدخل الى دراسة الكتاب المقدس وبلاد الرافدين