بغداد / اياد التميمي أعلنت الحكومة المركزية والمحلية منع دخول النساء السافرات في عموم مدينة الكاظمية تلبية لطلب احد القادة الامنيين الذي كان قد حضر مجلس عزاء بمدينة الكاظمية واثناء تجواله بالمدينة شاهد امرأة غير محجبة فطلب منع دخول غير المحجبات إلى عموم مدينة الكاظمية
واسواقها، وطالب باستحداث شرطة اطلق عليها اسم شرطة الاداب لمتابعة الظواهر السلبية في مدينة الكاظمية سواء للنساء والرجال الذين "لا تتناسب ملابسهم او قصات شعرهم مع اعراف الاسلام". وكانت المدينة تسمح بتجوال النساء المتبرجات والتبضع في اسواقها عدا نقطة التفتيش الاخيرة التي تكون قريبة من الصحن الكاظمي حيث تجبر النسوة على ارتداء عباءة الرأس ومسح الماكياج" .
مسؤول الثقافة والاعلام في الصحن الكاظمي عامر عزيز الانباري طالب مجلس محافظة بغداد بوضع "خطة مدروسة لتطبيق القرار كون الامر حساسا ويدخل ضمن قطع أرزاق المحال التجارية وغيرها من الامور التي قد تؤثر على المدينة".
الانباري قال في تصريح للمدى امس "ان على الزائرين ان يحترموا مدينة الكاظمية كونها من المدن المقدسة وان يعدوا العدة اثناء تواجدهم فيها بارتداء الملابس اللائقة لحرمة هذا المكان".
وطالب الانباري الجهات المسؤولة بحث الناس اولا قبل منعهم خصوصا مجلس محافظة بغداد، داعيا الى "اتخاذ خطة محكمة ومدروسة لان الامر له تداعيات كثيرة منها تقييد الحريات والتأثير على اصحاب المحال التجارية فسيقلّ عدد المتبضعات إذا طبق القرار".
الأنباري أضاف "ان على شرطة الاداب ومجلس محافظة بغداد ان يبينوا للزائرين المناطق التي يمنع التواجد بها من غير عباءة الرأس وان يحدد ما إذا كان هذا القرار سيقتصر على المدينة القديمة أي العتبة الكاظيمة أم سيشمل الكاظمية كلها بشكل عام". مؤكدا "ان العتبة الكاظمية غير مسوؤلة عن هذا القرار وانه جاء تلبية لأوامر قادة امنيين، بالاضافة الى مجلس محافظة بغداد والقوات المسؤولة على حماية العتبة الكاظمية" .
من جانبة رحب خطيب وامام جامع الحسن في مدينة الصدر الشيخ عباس الساعدي بخطوة منع التبرج في عموم مدينة الكاظمية معتبرا ان "لحرمة الامامين مكانة عظيمة ويجب ان تحترم بشتى الحالات" .
وعن المشاكل التي يمكن ان يتعرض لها رجال الشرطة خلال تطبيق القرار، قال الساعدي للمدى "على رجال الامن ان يكونوا اكثر مرونة مع الناس ويجب محاورتهم بمنطقهم البسيط لا ان يتخذوا اساليب الردع القاسية، منتقدا بعض التصرفات التي قام بها احد رجال شرطة الاداب بضرب امرأة كونها امتنعت عن الخروج من المدينة".
وطالب الساعدي بإصدار غرامات مالية او عقوبات حبس على كل من لم يطبق هذا القانون.
احد منتسبي شرطة الآداب رفض الكشف عن اسمه اكد ان القرار لم يقتصر على النساء بل ان هناك تعليمات على الشباب الذين يرتدون ملابس غير لائقة لهذا المكان كـ "البرمودة" والتيشيرتات الضيقة "البدي" فضلا عن قصات الشعر الشبابية الرائجة.
واضاف للمدى قائلا "ان من بين المشاكل التي نواجهها في هذه الايام اعتراض ذوي النساء على عدم دخولهن المدينة، مستدلا بحادثة وقعت قبل ايام حيث قال ان زوج احدى النساء لم يوافق على ارتداء زوجته عباءة الرأس مؤكدا انه لم ينو زيارة المرقد بل جاء للتبضع فقط، الحادثة انتهت بحجز زوج المرأة لمدة 6 ساعات بعد ان تشاجر وتبادل الشتائم" .
الى ذلك انتقد اصحاب المحال التجارية وبعض المواطنين هذا القرار معتبرين انه يدخل في اطار تقييد الحريات الشخصية.
وقال حيدر الطويل وهو صاحب محل لبيع الالبسة "ان هذا القرار قلل من ارزاقنا كثيرا، حيث ان لدينا زبائن من طوائف واديان لا يسمح لهن بالدخول الى المدينة كونهن لا يرتدين الحجاب او عباءة الرأس" .
واضاف الطويل للمدى "ان اغلب اصحاب المحلات يعتزمون بيع محلاتهم والانتقال الى مناطق اخرى لا تقيد حريات الانسان لا بملبس ولا باشياء اخرى" .
بالمقابل قال علي كاظم 37 سنة وهو احد سكان مدينة الكاظمية للمدى "ان هذا الاجراء جائر بحق حقوق وحريات الانسان" معتبرا "ان قدسية المكان محترمة ومصانة داخل الصحن الكاظمي".
واتهم كاظم بعض المسؤولين "انهم يريدون ان يحولوا مدينة الكاظمية الى افغانستان مصغرة بإملائهم قرارات وقوانين تخالف كل الشرائع الدينية"، موضحا "ان الدين الاسلامي سمح ولا يجبر احدا على ارتداء ملبس معين" ، مشيرا الى "ان ما تعلمناه من رسولنا هو ان الدين الاخلاق لا فرض قوانين لباس موحد".
رسل البالغة من العمر 27 سنة قالت "ان الامر اصبح صعبا جدا وانا شخصيا آتي الى زيارة الامام موسى الكاظم باستمرار واجلب معي في حقيبتي عباءة للرأس كي ارتديها فور وصولي إلى العتبة الكاظمية احتراما لهذا المكان، لكنني فوجئت حينما منعوني من الدخول الى المدينة بحجة تبرجي، فأجبروني على شراء عباءة ومن ثم سمحوا لي بالدخول"، منتقدة هذا الاجراء بالقول "ان من يقوم بإصدار هذه القوانين يحاول ان يضع حاجزاً بيننا وبين رموزنا المقدسة كالإمام موسى الكاظم ومحمد الجواد".
ابو علي يسكن مدينة الصدر قال "ان هذه الخطوة جيدة الا انها جاءت متأخرة بعض الشيء وعلى رجال الدين تعميمها في جميع العتبات المقدسة مثل كربلاء والنجف وسامراء وغيرها من الاماكن الدينية".
واضاف ابو علي "ان ديننا هو دين الاسلام وكما لعادات الآخرين حرية فنحن كمسلمين نطالب بان تكون لنا حرية في منع مظاهر غير ملائمة لأعرافنا وقيمنا الإسلامية" . مضيفاً "ان الكاظمية واماكن مقدسة اخرى اصبحت عرضة للانتقادات من قبل الناس كونها اصبحت اماكن للقاءات الغرامية وغير الشرعية".
سندس وهي موظفة في احدى الدوائر الحكومية وتسكن مدينة الكاظمية قالت انها تواجه صعوبة في الدخول والخروج الى المدينة بسبب التشدد الامني الذي تفرضه شرطة الاداب في الايام الماضية".
واضافت "نستغرب من التعامل معنا بهذه الطريقة ونحن من اهالي المنطقة حيث اجبرنا على جلب عباءة للرأس كي ندخل ونخرج بها من الكاظمية تلافياً لاية معوقات نواجهها من رجال الامن". ورفعت لافتات داخل مدينة الكاظمية تحذر من دخول النساء السافرات بالاضافة الى الشباب غير الملتزمين بملابسهم متوعدة إياهم بعقوبات اذا لم يطبقوا هذا القرار. |